أصبحت أيقونات التعبير عن المشاعر "الإيموجي" الأكثر استخداما في عالم الإنترنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وبحسب تقرير لشركة "براندواتش" الإنجليزية المتخصصة في متابعة الشبكات الاجتماعية، فإن ال"إيموجي" ستصبح اللغة الأولى التي تسمح بالتواصل بين الأشخاص حتى لو كان هناك حاجز لغوي، وأن الأيقونات ستبدأ تدريجيا في الحلول محل النصوص والكلمات. وربطت دراسة لجامعة روتشستر الأمريكية بين استخدام الأيقونات بنمط الشخصية، معتبرة أن "الأشخاص الانطوائيين يميلون لاستخدام ال(إيموجيز) بصورة أكبر"، وبالمثل، يستخدم الأشخاص أنواعا مختلفة من الأيقونات التعبيرية وفقا لشخصيتهم، فالودودون يستخدمون أيقونات القبلات أو القلوب أكثر من غيرهم، بينما يختار الاجتماعيون أيقونات الابتسامات، فيما يميل هؤلاء الذين يفتقرون للاتزان العاطفي إلى التعبيرات المبالغ فيها والعيون الباكية أو الوجوه المرهقة. من جانبها، أجرت جامعة "إيدج هيل" تجربة مماثلة، وتوصلت من خلالها إلى أن استخدام الأيقونات الإيجابية يعد أكثر حميمية أثناء الدردشة، لكن ليس في رسائل البريد الإلكتروني، ومرة أخرى ظهر أن الأشخاص الاجتماعيين يميلون لاستخدام "الإيموجيز" الأكثر مدعاة للبهجة. ورغم إمكانية كشف الكثير عن الشخصية والانتماء السياسي أو القضايا التي يتبناها الشخص من خلال الأيقونات التعبيرية, فإن اللون المختار أيضا يعكس الكثير. وعلى سبيل المثال، كشفت جامعتا كارديف البريطانية وبومبيو فابرا الإسبانية عن طريق دراسة بعض النتائج المثيرة للفضول, أن استخدام رمز القبضة المضمومة المرفوعة بألوان داكنة يعبر عن رفض العنصرية ومساندة حقوق الإنسان. ورغم وصف ال"إيموجي" بأنها لغة عالمية، لكن هذا لا يعني أنها تستعمل بنفس الطريقة في جميع أنحاء العالم، حسبما تؤكد جامعة ميتشيجان الأمريكية. ويعد الوجه الضاحك من أكثر ال"إيموجي" استخداما في العالم، يليه الوجه الضاحك بينما يدمع، ثم القلب، والقبلة ذات القلب على الشفتين، والوجه ذو القلب بدلا من العينين، إلا أن الاستعمال يختلف من دولة إلى أخرى. وتأتي فرنسا في صدارة الدول الأكثر استخداما للأيقونات التعبيرية ب20% من الرسائل، حيث يتقدم القلب على الوجه الضاحك وسط الدموع، فضلا عن ارتفاع ملحوظ في الأيقونات الرومانسية. أما الأرجنتين فقد جاءت في ذيل الترتيب ب3% من الرسائل التي تحوي أيقونات، مع تفوق الوجه ذي العينين على شكل قلب، بحسب نفس المصدر. وأجرت شركة "سويفت كي" البريطانية للتطبيقات دراسة أخرى في السياق نفسه، كشفت على سبيل المثال عن انتشار استخدام الأيقونات التي تصور الأطفال الرضع في أمريكا اللاتينية، بينما تتميز البرازيل بأيقونات القطط. وجاءت إسبانيا في المركز الأول من حيث استخدام الأيقونات التي تعبر عن الاحتفال، أما اللاتينيون المقيمون في الولاياتالمتحدة فكانوا الأكثر استخداما "للإيموجيز" الحزينة. ومن النتائج المثيرة للدهشة أن رمز الفضلات ذات العينين الذي كان الكثيرون يعتقدون أنه ضمن الأوسع انتشارا على الإنترنت، جاء استخدامه متفوقا في الولاياتالمتحدة وبريطانيا والبرازيل، بينما كان هذا الرمز الأقل استخداما في روسيا. ولا تقتصر الأيقونات التعبيرية على كونها ظاهرة رقمية بل إنها باتت تحظى بيوم عالمي 17 يوليو/ تموز، كما لم تُعد مجرد ثورة لغوية: بل عمل مربح للغاية. وتتنافس العلامات التجارية على ال"إيموجيز" في الدعاية، حيث أصبح اللجوء إليها شائعا في الحملات الإعلانية، ووصلت بالفعل إلى منتجات مثل "بيبسي كو" و"نستلة"، كما صُمِّمت بعض الزجاجات بشكل مستوحى من الأيقونات. كما يشهد العالم حملة ترويج لمنتجات تحمل هذه ال"إيموجيز" مثل الدمى والقمصان والميداليات والإكسسوارات المستوحاة من أشهر الأيقونات التعبيرية. وتمكّنت علامة "إيموجي" التجارية من تسجيل نفسها في 100 دولة، وتطوير 15 ألف "إيموجي"، ولديها 600 رخصة سارية في جميع أنحاء العالم مثل الولاياتالمتحدة وعدد من دول أمريكا اللاتينية، وجانب كبير من أوروبا. ومن بين أهم شركائها تأتي "بيبسي كو" و"وولمارت" و"شيتوس" و"برجر كينج" وعلامات أخرى, وتوصلت "إيموجي" لاتفاقات مع شركات النسيج الكبرى مثل "إنديتكس". ويُعزَّى ذلك لأن الأيقونات التعبيرية لا تبدو كما لو أنها موضة عابرة, فهل نحن إزاء لغة عالمية تستهدف حقا الانتشار في العالم؟