وزير الخارجية يستقبل مدير عام المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة    منع قناة تلفزيونية شهيرة في السودان    ماذا قال ياسر العطا لجنود المدرعات ومتحركات العمليات؟! شاهد الفيديو    تم مراجعة حسابات (398) وحدة حكومية، و (18) بنكاً.. رئيس مجلس السيادة يلتقي المراجع العام    انطلاق مناورات التمرين البحري المختلط «الموج الأحمر 8» في قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي    شاهد بالصور.. ما هي حقيقة ظهور المذيعة تسابيح خاطر في أحضان إعلامي الدعم السريع "ود ملاح".. تعرف على القصة كاملة!!    تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليكم النص الكامل لخطاب الرئيس السوداني مساء الجمعة والذي إعتبره البعض إنقلاب عسكري في السودان
نشر في النيلين يوم 23 - 02 - 2019


خطاب البشير للأمة السودانية
الخرطوم 22/فبراير/2019 (سونا) – فيما يلى تورد وكالة السودان للأنباء نص خطاب المشير عمر البشير رئيس الجمهورية للأمة السودانية من القصر الجمهورى والذى أعلن من خلاله حالة الطوارىء فى جميع أنحاء البلاد لمدة عام واحد وحل حكومة الوفاق الوطنى وحل الحكومات الولائية .
بسم الله القائل : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا ) صدق الله العظيم .
جماهير شعبنا الكريم ..
سلام من الله عليكم ورحمته منه وبركاته ..
أخاطبكم اليوم وبلادنا تجتاز مرحلة صعبة ومعقدة فى تاريخها الوطنى ، وبمثلما ظل شعبنا صامداً فى وجه الأيام كلما قابلته الظروف وأحاطت به التحديات سنخرج انشاء الله من هذه المرحلة أقوى شكيمة ، وأكثر وحدة ، وأكبر اصراراً على استكمال بناء أمتنا المستقرة والناهضة والمتطلعة الى المستقبل ، وتظل التحديات والابتلاءات أقداراً مسطرة فى حياة البشر لم يسلم منها حتى الانبياء والرسل ، وخاضت غمارها كل الأمم والشعوب .
لقد كانت أحداث الايام الماضية إختبارا عظيما لنا كأمة وشعب ، وخرجنا منها بعبر ودروس .. ستكون رصيدا لحكمتنا الوطنية الممتدة … نستدعيها ساعة الحاجة وعند إ شتداد الأزمات .
لقد شهدت بعض أجزاء البلاد احتجاجات خرجت بمطالب مشروعة فى البداية وهى السعى نحو الحياة الكريمة ومعالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة ، وتلك مطالب موضوعية كفل الدستور والقانون حق التعبير عنها إلتزاما لجانب السلمية والمحافظة على النظام العام والممتلكات ، ولقد ظللنا طوال مسيرتنا فى الحكم نعمل على تنقية الحياة السياسية من الشوائب وتوسيع مساحة الحريات العامة تمكينا للأحزاب والأفراد من ممارسة حقوقهم والسعى لتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم ، لذلك لم يكن مرفوضا عندنا ان تخرج فئة من الشعب تطالب بترقية الأوضاع العامة ومعالجة جوانب الخلل فى الأداء الحكومى ، ولكن ما كان غير مقبولا ومقلقا هو محاولة البعض القفز فى الصف الأول لتلك الاحتجاجات … والعمل على إستغلالها… لتحقيق أجندة تتبنى خيارات صفرية ومجهولة تقود البلاد الى مصير مجهول … والاكثر اثارة للقلق هو بث سموم الكراهية والاقصاء بين ابناء الوطن … والاكثر ايلاما هو احتسابنا وفقدنا فيها لنفر عزيز من ابناء الوطن رحمهم الله وتقبلهم أجمعين .
الآن وبعد ما انجلي ذلك الموقف نقول اننا تابعنا تلك الإحتجاجات متابعة د قيقة وعكفنا علي تحلليل اسبابها ، ومن واقع مسئوليتنا الدستورية أقول اننا لن نيأس من دعوة الرافضين للحوار والسلام للعودة والجلوس تحت سقف الوطن ومائدته الكبري بما يجنب بلادنا ويلات النزاع وسوءات الكراهية المقيتة ولكن قبل ذلك سيظل إنحيازنا لشريحة الشباب إنحيازا صادقا وأمينا لقناعتنا بأنهم يمثلون جل الحاضر وكل المستقبل ، ونتفهم مطالبهم
الموضوعية وأحلامهم وطموحاتهم المشروعة ، لأننا نريدهم أن يظلوا أباد اياد لبناء وطنهم وتشييد نهضته فالثقة فيهم وافرة والرجاء فيهم مأمول والفرصة لهم للقيادة والبناء قائمة ، فكل المشروعات الكبري التي قامت في عهد الإنقاذ من طرق وجسور وجامعات والتصنيع الحربي والمدني والسدود وشبكات الكهرباء والمياه .. إنما قامت بأفكار وطاقات الشباب السوداني
الخلص ، وأننا نثق أن أياد شادت هذه الصروح لن تكون معولا في هدمها وتخريبها بإذن الله .
ونحن اليوم أكثر قناعة من أي وقت مضي بفتح الباب مشرعا أمام الأجيال الجديدة لتقدم مساهمتها في سفر الوطن برؤيتها الواعية وتجاربها المتنوعة ، ومن الأفضل للوطن وقواه السياسية أن يكون ذلك بالتدافع الحسن والحوار البناء بين الأجيال المختلفة ، وهذا ما سنعكف عليه في الأيام القادمة
وفق الرؤية التالية –
لقد ظل هدف تحقيق الإستقرار السياسي القائم علي الترا ضي والتوافق الوطني هدفا استراتيجيا .. سعينا لتحقيقه منذ فجر تولينا لمسئولية إدارة البلاد بإعتبار أن الإستقرار السياسي هو المدخل الحتمي والضروري لتحقيق الإستقرار الأمني والنمو الإقتصادي .وفي سبيل ذلك إتخذنا منهاج الحوار طريقا لبلوغ تلك الغاية النبيلة ، فكانت مؤتمرات الحوار الوطني حول قضايا السلام .. الإقتصاد .. النظام السياسي .. وغيرها من القضايا .. جمع الشمل
الوطني وبناء المشتركات الوطنية حاضرة وبقوة في جدول أعمالنا .
وشكلت مخرجات تلك الم ؤتمرات التي شارك فيها طيف واسع من أبناء وبنات
الوطني زادا معرفيا ثرا لمسيرتنا .. ولم نتوان في تطبيق مخرجاتها دون أن نتبضع بها في موائد التفاوض ، فنظام الحكم اللامركزي كانسب نظام لحكم البلاد وإدارة التنوع والتعدد الثقافي والإجتماعي والإقتصادي .. مضينا فيه بكل عزم .. وكذا الحال في النظام السياسي للبلاد فقد رعينا تجربته في التطور في مختلف المراحل حتي بلغ مرحلته الحالية وغير ذلك من القضايا الكلية .
وعلي الجانب الاخر لم ندعي ان تلك المخرجات هي الحق المطلق فسعينا بها زادا معرفيا للتواصل والتحاور مع حملة السلاح وقتئذ ولم ندع بابا للسلام الا وطرقناه … ولا مسارا يشار الي انه يقود للسلام وانهاء الحرب الا سلكناه ..فكانت اتفاقيات السلام الشامل: الشرق : ابوجا والدوحة والقاهرة وتوجنا كل ذلك بحوار وطني شامل استمر قرابة الثلاثة اعوام فانتج الوثيقة الوطنية.
ننظر لكل ذلك الارث بوصفه ارثا وطنيا ومعرفيا قادرا علي تقديم الاجابات علي الاسئلة الوطنية الحرجة التي ظلت معلقة في سماوات الوطن منذ الاستقلال . وشكل عدم وجود اجابات متوافق عليها مصدرا وسببا لحالات الاحتراب الداخلي والتازم السياسي …وهي اسئلة كيف يحكم السودان؟ ما هو نظامه السياسي؟ الاقتصادي؟ الهوية ؟ وغيرها من الاسئلة الوطنية..
ذلك الرصيد المعرفي الوطني بكل مشتملاته ووثائقه يشكل اساسا صالحا للبناء
عليه، فهو ليس سقفا يحد من التعاطي مع الافكار والمبادرات الجديدة ولكنه بناء يشكل قاعدة صلبلة للانطلاق منها.
الدروس المستفادة من خلال تجربتنا الوطنية تشير الي الاتي:
1/ انه لابديل من الحوار الا الحوار
2/ في قضية الوطن الكل فيها كاسب ..فلا منتصر ولا مهزوم
3/ الخيارات الصفرية والعدمية لن تحل مشكلة البلاد ..نحتاج جميعا ان
نتحرك للامام من اجل الوطن فلنمضي للبناء علي ما هو متوافق عليه ونتحاور
حول ما هو مختلف عليه ..لن يتطور السودان بمنهج مقارباتنا السابقة بايقاف
السيرورة والعودة للمربع الاول ومن ثم محاولة التقدم ثم التقهقر مرة
اخري الي النقطة صفر ..هذه عملية دائرية لاتبني وطنا.
بني وطني.. والحال كذلك فانني ومن واقع مسئوليتي الدستورية والاخلاقية عن
كل الشعب السوداني الموالين منه والمعارضين وحملة السلاح .. ادعوكم جميعا
وبلا استثناء الي التحرك الي الامام من اجل الوطن .. وارفع النداء عاليا
من منصة قومية لشبابنا في كل الساحات ولشيوخنا الاجلاء .. ولنسائنا
الماجدات بل ولكل قطاعات الشعب السوداني الكريم في الداخل والخارج بان
الوطن في اشد الحاجة الي توحدكم وتازركم والي طاقاتكم الايجابية وافكاركم
البناءة – لكل ذلك ادعوكم بمقاربة متجددة وعلي مسار يفضي الي توافق وطني
يحفظ الوطن وينظم ويطور الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية فيه :هذا المسار وتلك المقاربة تتاسس علي الاتي :-
1- المطروح الان من جانبي هو مسار واطار جامع للحل وليس الحل بعينه
فالحلول امر يجب ان نتشارك جميعا في انجازها
2- ما يجب ان يقودنا اليه مسار الحل الوطني المتوافق والمتراضي عليه حتما
ليس هو الخيارات الصفرية ولغة الاقصاء بصرف النظر جاءت من موال او معارض
:كلا: بل هو حل يحفظ ويصون وحدة البلاد وامنها واستقرارها : ويرسم مسارا
امنا لمستقبلها دون اقصاء او عزل لاحد ويجنب بلادنا مصائر شعوب ليست منا
ببعيدة كانت دولها يوما حلما ومقصدا لعدد غير يسير من طالبي ظروف حياة
اقضل من ابناء شعبنا الكرام .
عليه وتاسيسا علي ما تقدم وتهيئة للمسار الوطني الجديد فاني اعلن الاتي:-
1- التاكيد مجددا علي ان تكون وثيقة الحوار الوطني التي انجزتها القوي
السياسية والمجتمعية واودعت فيها جماع اتفاقنا الوطني والتي قطعنا شوطا
كبيرا في تنفيذها اساسا متينا في استكمال لم شمل القوي السياسية الوطنية
في الداخل والخارج وسيتسع صدرنا واسماعنا لاي مقترحات جديدة تساهم في
بناء وطننا العزيز .. قناعة منا بأن الحوار هو الوسيلة الاولي والاخيرة
لاستكمال بناء وطن يسع الجميع .
2- ادعو البرلمان الي تاجيل النظر في التعديلات الدستورية المطروحة عليه
فتحا للابواب امام اثراء الحياة السياسية بالحوار البناء والمبادرات
الوطنية الخالصة.
3- اجدد العهد بان اقف من منصة قومية(رئاسة الجمهورية) لرعاية هذه
العملية لاكون علي مسافة واحدة من الجميع , موالين ومعارضين زادي في ذلك
العدل والشفافية وسعة الصدر لشمول كل الوطن.
4- اخصص الدعوة الصادقة لقوي المعارضة التي لاتزال خارج مسار الوفاق
الوطني ووثيقته للتحرك للامام والانخراط في التشاور حول قضايا الراهن
والمستقبل عبر الية حوار يتفق عليها.
5- ادعو حملة السلاح لتسريع خطي التفاوض من اجل وقف الحرب وتحقيق السلام
لتكون جزءا من ترتيبات بناء الوطن ومستقبله
6- ادعو جميع من ذكرت انفا من قوي سياسية ومجتمعية وحركات مسلحة لاستيعاب
المتغير الجديد في المشهد السياسي والاجتماعي
وعلي الجانب الاخر لم ندعي ان تلك المخرجات هي الحق المطلق فسعينا بها
زادا معرفيا للتواصل والتحاور مع حملة السلاح وفتئذ ولم ندع بابا للسلام
الا وطرقناه … ولا مسارا يشار الي انه يقود للسلام وانهاء الحرب الا
سلكناه ..فكانت اتفاقيات السلام الشامل وابوجا والدوحة والقاهرة وتوجنا
كل ذلك بحوار وطني شامل استمر قرابة الثلاثة اعوام فانتج الوثيقة
الوطنية.
ننظر لكل ذلك الارث بوصفه ارثا وطنيا ومعرفيا قادرا علي تقديم الاجابات
علي الاسئلة الوطنية الحرجة التي ظلت معلقة في سماوات الوطن منذ
الاستقلال . وشكل عدم وجود اجابات متوافق عليها مصدرا وسببا لحالات
الاحتراب الداخلي والتازم السياسي …وهي اسئلة كيف يحكم السودان ما هو
نظامه السياسي الاقتصادي الهوية وغيرها من الاسئلة الوطنية.
ذلك الرصيد المعرفي الوطني بكل مشتملاته ووثائقه يشكل اساسا صالحا للبناء
عليه، فهو ليس سقفا يحد من التعاطي مع الافكار والمبادرات الجديدة ولكنه
بناء يشكل قاعدة صلبلة للانطلاق منها.
الدروس المستفادة من خلال تجربتنا الوطنية تشير الي الاتي :-
1- انه لابديل من الحوار الا الحوار
2- في قضية الوطن الكل فيها كاسب ..فلا منتصر ولا مهزوم
3- الخيارات الصفرية والعدمية لن تحل مشكلة البلاد ..نحتاج جميعا ان
نتحرك للامام من اجل الوطن فلنمضي للبناء علي ما هو متوافق عليه ونتحاور
حول ما هو مختلف عليه ..لن يتطور السودان بمنهج مقارباتنا السابقة بايقاف
السيرورة والعودة للمربع الاول ومن ثم محاولة التقدم ثم التقهقر مرة
اخري الي النقطة صفر ..هذه عملية دائرية لاتبني وطنا.
بني وطني.. والحال كذلك فانني ومن واقع مسئوليتي الدستورية والاخلاقية عن
كل الشعب السوداني الموالين منه والمعارضين وحملة السلاح .. ادعوكم جميعا
وبلا استثناء الي التحرك الي الامام من اجل الوطن .. وارفع النداء عاليا
من منصة قومية لشبابنا في كل الساحات ولشيوخنا الاجلاء .. ولنسائنا
الماجدات بل ولكل قطاعات الشعب السوداني الكريم في الداخل والخارج بان
الوطن في اشد الحاجة الي توحدكم وتازركم والي طاقاتكم الايجابية وافكاركم
البناءة – لكل ذلك ادعوكم بمقاربة متجددة وعلي مسار يفضي الي توافق وطني
يحفظ الوطن وينظم ويطور الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية فيه
..هذا المسار وتلك المقاربة تتاسس علي الاتي :-
1- المطروح الان من جانبي هو مسار واطار جامع للحل وليس الحل بعينه:
فالحلول امر يجب ان نتشارك جميعا في انجاوها
2- ما يجب ان يقودنا اليه مسار الحل الوطني المتوافق والمتراضي عليه حتما
ليس هو الخيارات الصفرية ولغة الاقصاء بصرف النظر جاءت من موال او معارض
:كلا: بل هو حل يحفظ ويصون وحدة البلاد وامنها واستقرارها : ويرسم مسارا
امنا لمستقبلها دون اقصاء او عزل لاحد ويجنب بلادنا مصائر شعوب ليست منا
ببعيدة كانت دولها يوما حلما ومقصدا لعدد غير يسير من طالبي ظروف حياة
اقضل من ابناء شعبنا الكرام .
عليه وتاسيسا علي ما تقدم وتهيئة للمسار الوطني الجديد فاني اعلن الاتي:-
1- التاكيد مجددا علي ان تكون وثيقة الحوار الوطني التي انجزتها القوي
السياسية والمجتمعية واودعت فيها جماع اتفاقنا الوطني والتي قطعنا شوطا
كبيرا في تنفيذها اساسا متينا في استكمال لم شمل القوي السياسية الوطنية
في الداخل والخارج وسيتسع صدرنا واسماعنا لاي مقترحات جديدة تساهم في
بناء وطننا العزيز .. قناعة منا بأن الحوار هو الوسيلة الاولي والاخيرة
لاستكمال بناء وطن يسع الجميع .
2- ادعو البرلمان الي تاجيل النظر في التعديلات الدستورية المطروحة عليه
فتحا للابواب امام اثراء الحياة السياسية بالحوار البناء والمبادرات
الوطنية الخالصة.
3- اجدد العهد بان اقف من منصة قومية(رئاسة الجمهورية) لرعاية هذه
العملية لاكون علي مسافة واحدة من الجميع , موالين ومعارضين زادي في ذلك
العدل والشفافية وسعة الصدر لشمول كل الوطن.
4- اخصص الدعوة الصادقة لقوي المعارضة التي لاتزال خارج مسار الوفاق
الوطني ووثيقته للتحرك للامام والانخراط في التشاور حول قضايا الراهن
والمستقبل عبر الية حوار يتفق عليها.
5- ادعو حملة السلاح لتسريع خطي التفاوض من اجل وقف الحرب وتحقيق السلام
لتكون جزءا من ترتيبات بناء الوطن ومستقبله
6- ادعو جميع من ذكرت انفا من قوي سياسية ومجتمعية وحركات مسلحة لاستيعاب
المتغير الجديد في المشهد السياسي والاجتماعي.
(الشباب ) وذلك من خلال أطوحاتهم وتنظيماتهم ومن خلال آليات جديدة يتفق
عليها معهم للإستماع لهم ولإشراكهم في البناء الوطني بالاليات المناسبة
..فأغلبهم ليس جزءاً من التنظيمات والقوي الشياسية الموجودة بالساحة الآن
.
(7) أدعو الجميع للنظر وضمن هذه العملية لدور القوات المسلحة في المشهد
الوطني كحامية وضامنة للإستقرار ويطور الحوار وتفاصيل ذلك .
(8) أوجه دبلوماسيتنا لتعزيز الإرتباط الإيجابي البناء مع المجتمع
الإقليمي والقاري والدولي ليكون شريكاً مساهماً بإيجابية في عملية التحول
الوطني هذه.
(9) وحيث أن صدي التحدي الإقتصادي يطرق بعنف علي كل أبواب منازل الشعب
السوداني فإن تدابير إقتصادية محكمة ينبغي أن تتخذ بحكومة مهام جديدة
…سأكلف بها فريق عمل تنفيذي من كفاءات وطنية مقتدرة لإنجازها الي حين
استكمال العملية الحوارية لوقتها الضروري .
(10) وإستعدادا لترتيب المشهد السياسي الوطني بما يحقق الاجماع والوفاق
وتنفيذ الاستحقاات اللازمة لذلك من تحقيق لطموحات شعبنا واحلامه في
النهضة والبناء والرفاهية فانني أعلن الاتي :-
(أ) فرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة عام واحد .
(ب) حل حكومة الوفاق الوطني .
(ج) حل الحكومات الولائية .
(11) وسنوالي اتخاذ التدابي والاجراءات والقرارات الازمة لتنفيذ ماذكرنا.
المواطنون الشرفاء …
إن بلادنا التي سالت من اجل صون كرامتها واستقرارها دماء الشهداء الطاهرة
في كل الحقب والعهود لن تنتكس ابدا لمربع الفوضي والعنف والاقصاء وستظل
حكمتها المركوزة في صدور ابنائها وبناتها عاصما لها من التشرزم والتمزق
والضياع ، وأن التسامح الموجود فطرة في نفوس ابنائها وبناتها سيبقي
نبراسا لها في الليالي الحالكات والاوقات العصيبات …وأني علي يقين أننا
سنصيف مثالا باهرا يحتذي .
رحم الله من فقدناهم في الاحداث والتعازي لاسرهم المكلومة وللوطن اجمع
وفي انتظار نتائج تحقيقات النيابة العامة ولجان التحقيق الاخري وتوصياتها
. واتعهد ان يكون العدل والقانون هما الفيصل .
حفظ الله بلادنا ووحد صفنا وهدانا جميعا الي الصراط المستقيم ،،،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.