عطبرة التي توضأت في 19 ديسمبر فدخل السودانيين في صلاة الثورة الطويلة امتدت لأربع أشهر حضر ثوارها أمس إلى ميدان القيادة العامة لتجلس لقرأة التشهد الأخير وتكتب مع ثوار العاصمة الخرطوم آخر سطر من قصة النظام البائد. وصل ثوار عطبرة أمس محملون على القطار فاستقبلتهم الخرطوم بدموع غزيرة سالت على خدود الرجال والنساء داخل الميدان والشباب يهتفون بهتافات من صنع عبقريتهم (ناس عطبرة جو وجابوا الاسمنت. . جابوا لشنو جابوا للصبة الصبة تمام ومافي كلام ) . في دلالة على أنهم سيمكثون طويلا داخل الميدان حتى تحقيق آخر مطلب من مطالبهم المشروعة المضمنة في إعلان الحرية والتغيير. أطلق القطار صافرت الوصول عند محطة بحري فانتبه الثوار في ميدان القيادة قفز السؤال في أذهان الكثيرين ربما هل عادت السكة الحديد إلى سابق عهدها هي إذن بشريات الثورة تعيد المشاهد المهيبة في أذهان السودانيين (التسطيح) على رأس القطار والزوغان من الكمساري تناول الشاي والقهوة والزوادة يتقاسمها الناس دونما معرفة مسبقة . نعم أطلق القطار صافرته المميزة أمس لكن الهتاف غيب صوتها فكان هتاف ثوار عطبرة هو الأعلى في المدينة اختلط به هتاف ثوار الخرطوم فضحت العاصمة بالهتافات فهتز عرش الطغاة مرة ثالثة فهل ستسقط بقية الأصنام من اذيال النظام البائد هي عطبرة تئن ستقول كلمتها وتحسم معركة الحرية والسلام والعدالة التي أشعلت نيرانها بالقرب من محطة السكة حديد الشهيرة فقضت النيران على رمز الفساد عند أول تقاطع بشوارع إحياء المدينة مع السوق الكبير وانطلقت الثورة هناك في 19 ديسمبر المجيدة حيث كانت كل الخطاوي منبثة ثورية بعد أن (بق) الغضب وطلع من الابرول والطورية هناك في عطبرة منبع الثورات. وصل قطار عطبرة بعد أن قضى الثوار في المدينة على من دمر السكة حديد وشركة ماسبيو للاسمنت والطوب الحراري وهاهم قد وصلوا يحملون مطالب السلام والحرية والعدالة على ظهر قطار يتقدمهم أقطاب النقابة الشرعية للسكة حديد ثم رجال عطبرة الهيبة ونسوانهم الحارات. عطبرة تعود إلى المشهد من جديد بعد أن مارس عليها النظام البائد كل أنواع البطش والتنكيل فكانت كما البركان تثور فتنفث حممها وكما النيل تفيض فتشفي غليل المحرومين. تعود لتصلي الركعة الأخيرة بعد أن توضأت في ديسمبر فكانت صلاتها قائمة حتى أبريل اصطف خلفها كل مدن وقرى السودان . علي الدالي