ضربة البداية حملت تجاوبا مع الخطوة الإضراب السياسي .. الولايات تبحر مع المد التصعيدي تجمع المواني البحرية : الترس البحري مع الوردية الأولى محامو النيل الأبيض يقودون حملات توعية بشأن الإضراب ظلت الولايات السودانية على الدوام مساندة للعاصمة الخرطوم في كل حراك جماهيري تنشده من إضرابات وتظاهرات واعتصامات وعصيان مدني بل إنها في بعض الاحيان كانت السباقة في التعبير السلمي عن رفضها لسياسات الظلم التي تنتهجها بعض الأنظمة الدكتاتورية وأصدق مثال على ذلك هو انطلاق الثورة السودانية في الثالث عشر من ديسمبر الماضي من مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق ، وهاهي الولايات السودانية اليوم تجدد عهدها مع الخرطوم من خلال الإضراب الذي أعلنت عنه قوى إعلان الحرية والتغيير يومي الثلاثاء والاربعاء الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من مايو الجاري. ولعل دخول الولايات في خطوات الإضراب كشكل من أشكال التعبير السلمي يؤكد حضورها القوي في كل خطوات المد الثوري الذي اجتاح البلاد منذ أكثر من خمسة أشهر، ويرى مراقبون أن المشاركة بالإضراب المعلن تؤكد التفاعل الجماهيري مع الخطوات التي اتخذتها قوى إعلان الحرية والتغيير ، وعليه تبقى وسائل التعبير السلمي من أهم وأنجع الوسائل لتحقيق مطالب الجماهير وذلك لعدم جنوحها للعنف فضلا عن اتسام دعاة تلك الوسائل التعبيرية بالصدق والأمانة والرغبة في تغيير الواقع السوداني إلى آخر أفضل وأسمى وأرفع . حق دستوري وكان تجمع المهنيين قد أوضح في منشور له أمس أن الإضراب حق دستوري مكفول وفقاً لنص المادة 27/ 3 من وثيقة الحقوق (دستور السودان الانتقالي 2005م)، كما أنه حق تنُص عليه الاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية للحقوق والمصادق عليها من قبل جمهورية السودان، وهي جزء لا يتجزأ من هذه الوثيقة وينُص عليها العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية 1966م المادة 8 . وقال التجمع : دفاعاً عن أهداف ثورة شعبنا المجيدة ومكتسبات شعبنا الأبي ووفاءً لدماء الشهداء، نلجأ إلى استخدام وسائل شعبنا المجربة وذلك بإعلان الاضراب العام لمدة يومين يبدأ الثلاثاء 28 مايو 2019 ويستمر إلى الأربعاء 29 مايو 2019. وأكد التجمع بأن الإضراب العام ليومي الثلاثاء والأربعاء يشمل العاصمة القومية وكل أقاليم السودان في القطاعين العام والخاص . عمال المدن كلات المواني ولقد جاءت مشاركة الولايات السودانية في الإضراب بصورة فاعلة حيث استطاع العاملون بهيئة المواني البحرية بولاية البحر الأحمر أن ينفذوا الإضراب المعلن عنه من قبل قوى إعلان الحرية والتغيير. وقال تجمع عمال هيئة المواني البحرية كما عودناكم دوماً أن نكون في طليعة العمل الريادي تم عمل الترس البحري مع بداية العمل والوردية الأولى الساعه الخامسة صباحاً الثلاثاء الثامن والعشرين مايو 2019م ، وأكد العاملون بهيئة المواني البحرية إنهم سيواصلون حتى يتم رفع الإضراب ويأخذون تمامهم من تجمع المهنيين الذي يمثلهم. وأكدت مصادر توقف حركة المناولة في الميناء الجنوبي من الساعه الخامسة صباح أمس الثلاثاء الثامن والعشرين من مايو 2019م . وبالاضافة إلى إضراب العامين بهيئة المواني البحرية فقد شهدت ولاية البحر الأحمر إضرابات في العديد من القطاعات الأخرى مثل تجمع الاقتصاديين وتجمع الحرفيين بولاية البحرالأحمر فضلا عن عمال الشحن بالولاية ، وتجمع مهنيي جامعة البحر الأحمر . نقابات سنار كذلك دخلت مبادرة استعادة نقابة التكسي واللجنة المركزية للمختبرات الطبية بولاية سنارفي الإضراب يوم أمس بالإضافة إلى إضراب العاملين بمكتب توزيع الكهرباء بسنار. القطاعات الحيوية بالنيل الأبيض عند الموعد وبالنسبة لولاية النيل الأبيض فقد دخلت معظم القطاعات الحيوية في الإضراب المعلن حيث نفذ العاملون بمستشفى ربك، ومستشفى كوستي إضرابا عن العمل يوم أمس الثلأثاء ، كذلك أنضمت لجنة أطباء مدينة ربك والتحالف الديمقراطي للمحامين بكوستي وربك إلى قائمة المضربين بالولاية . وقال محامون بالولاية إن مجموعة من المحامين قامت بتوعية العاملين بالإضراب كحق مكفول بالقوانين ، وأوضح المحامون بالولاية أن الإضراب بمدينة ربك كان ناجحا بنسبة 60% وقد شاركت المؤسسات بشكل عام في الإضراب. وأشار صحفيون من ولاية كسلا إلى أن الأمين العام لحكومة ولاية كسلا أرباب محمد الفضل قد عمم خطاب لمديري الوزارات لحصر المضربين عن العمل وتسجيل أسمائهم لأجل ما أسماه بحفظ الحقوق العامة، وفي ذات المنحى صدر توجيه عام من وزارة الثروة الحيوانية ولاية كسلا ومدير الثروة الحيوانية بالمحلية اتصلو من خلاله باتحاد الجزارين بخصوص الإضراب، إلا أن منسوبي الاتحاد تمسكوا بتنفيذ الإضراب. محامو شمال دارفور وقفة احتجاجية وإضراب وفي لاية شمال دارفور نفذ محامو الولاية وقفة احتجاجية أمام محكمة الفاشر صباح أمس دعما وتنفيذا للإضراب المعلن عنه يومي الثلاثاء والاربعاء، وأكد المحامون بالولاية أن خطوتهم تلك تأتي في ظل تواصل نضال الشعب السوداني ومطالبته بتسليم السلطة لحكومة مدنية وذلك بحسب ماتم التوافق عليه في ميثاق قوى إعلان قوى إعلان الحرية والتغيير. إضراب مؤسسات ولاية شمال كردفان وقال ناشطون إن المؤسسات بمدينة أم روابة بولاية شمال كردفان شهدت إضرابا ناجحا أمس خاصة في القطاع المصرفي الذي بدا أكثر القطاعات تفاعلا مع الإضراب، كذلك انضم مكتب توزيع الكهرباء بالأبيض إلى الإضراب. كذلك أضرب العاملون ببنك السودان فرع القضارف وحملوا اللافتات الداعية لتسليم السلطة لحكومة مدنية. كمااستجاب أساتذة وعمال جامعة الجزيرة لدعوات الإضراب المعلنة من قوى إعلان الحرية والتغيي، وشملت الاستجابة أيضا موظفي سي تي سي بالقضارف ومدني وسنار والدامر وبورتسودان وكادقلي والأبيض ودنقلا. وبما أن الصندوق القومي للمعاشات يمثل ركيزة أساسية من ركائز الخدمة المدنية في السودان وتنتشر فروعه في كل ولايات البلاد فقد انتظم موظفو الصندوق القومي للمعاشات ، بالجزيرة، وسنار في الإضراب المعلن. مدينة الحديد والنار على الخط كذلك كان لعطبرة حضور مشهود في الإضراب وهي المدينة التي شهدت ثاني إنطلاقة للمد الثوري في التاسع عشر من ديسمبر 2018م بعد مدينة الدمازين التي بدأت منها الثورة في الثالث عشر من ذات الشهر وذات العام، وعليه كان إنضمام عطبرة لقائمة المدن المضربة قد أكسبها زخما باعتبار الروح الثورية التي يتمتع بها مواطنوها فجاء إضراب العديد من مؤسساتها كخدمات الكهرباء ومكاتب النقل بمدينة الحديد والنار. بالإضافة إلى محطة توليد سدي عطبرة وستيت. وبحسب وكالات فقد استجابت نسبة كبيرة من عمال وموظفي المؤسسات الحكومية والخاصة إلى الإضراب العام الذي دعت إليه قوى إعلان الحرية والتغيير في البلاد. وقد دخل الإضراب في القطاعين العام والخاص حيز التنفيذ صباح الثلاثاء، بهدف زيادة الضغط على المجلس العسكري الانتقالي لتسليم السلطة إلى المدنيين. وقالت وسائل إعلامية إن قادة المعارضة والمجموعات الاحتجاجية قادت إضرابا أمس الثلاثاء في ظل تصاعد التوتر مع المجلس العسكري الذي يحكم البلاد بشأن الانتقال نحو الديمقراطية. وقد تعثرت المحادثات بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير المعارض بعد أسابيع من المفاوضات بشأن من ستكون له اليد العليا بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في الحادي عشر من أبريل الماضي. وشارك في الإضراب معظم العاملين في القطاع الطبي ومكاتب الكهرباء وموظفي البنك المركزي والبنوك التجارية. وأعلن تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير أن القطاعين العام والخاص سيشاركان في الإضراب الذي يستمر يومين ويشمل ذلك قطاعات الطيران المدني والسكك الحديدية والبترول والبنوك والاتصالات والصحة. الخرطوم: محمد حسيب
