الجميع ضد الجميع وضدنا وضد الضد نفسه هذا هو حالنا فى هذه الأيام الراجفات و اللائي يكدن يعصفن بمستقبل أعظم ثورة فى تاريخ السودان القديم والحديث ثورة الوعى التى وحدت أهل السودان عندما كان الهدف واحد والعدو واحد والحق أبلج والباطل لجلج عندما تمايزت الصفوف حدها الخط الواضح بين الخير والشر عندما تدفقت الجموع كفيضان القاش كغضبة الهبباى كنا يمسك احدنا بيد اخية دون ان يعرف لتلك اليد انتماء غير السودان فيشد عليها ثقة ويقين ككتاب الله طاهر . منذ مساء اليوم الحادى عشر من إبريل وبروق النصر ترف حولنا بدأت أصوات التشكيك خافتة من هنا وهناك بدأ الهمز هنا واللمز هناك وقتها لم يهتم أحد فقد كانت نشوة النصر تغمر الجميع نشوة تخدر مواطن اليقظة والفكر والانتباه والأسوأ ان البعض أخذ يجاريها سخرية وتندر تحول إلى طعن فى وطنية هذه وثورية ذاك ولم تلبث ان تكالبت الظنون والشكوك كقطع الليل المظلم عندما وقع فى فتنة الشك أولى النهى والعزم من الثوار ليعم الكرب لما أن سرى سر هذا الغى فى هذا البلد ثم لم يزداد الا شدة والبلا يتلو وتذداد العقد . حتى وصلنا إلى لحظتنا هذه والتى لا يكاد يتفق فيها اثنين كل يرتدى ثوب الحقيقة المطلقة وسواه المسوخ وأى حقيقة تلك التى تمتلكها وحدك وأى مسخ هو غير نفسك التى سكنتها كل ما فى الإنسانية من أمراض ، الان وفى هذه اللحظة يجب علينا جميعا ان ننزع عنا ريش الطواويس المزركش بدعاوى النقاء والمثالية ونجلس مرة أخرى على التراب قبل أن يغادرنا التاريخ مرة أخرى غير آسف علينا هذه المرة ولسان حالنا يردد أكاد أشك فى نفسى لأنى اكاد أشك فيك وانت منى