*وتعني الأهبل..العبيط..الدرويش؛ كما تُطلق أيضاً¡ على نوع من الشجر.. *ومدرستنا الأميرية كان يحيط بها عويرٌ..جميل.. *كان أجمل من فول كوَّاب الأحمر..وعسل عم عبده – مع الطحينة – الأسود.. *بل كان أجمل من حي دبروسة؛ حيث ثانويتنا العامة هذه.. *ولا أدري لم سُمي عويراً وهو بكل هذا الجمال الظاهري..والذكاء التكاثري.. *ومن (أعور) من صادفت صديقٌ من أيام الأميرية تلك.. *وكان من تجليات عوارته هذه، ترديد عبارة (فرصة سعيدة) في مناسبات العزاء.. *والبارحة بدوتُ أنا ذاتي عويراً جداً..أمام القراء؛ و(ذاتي).. *فقد كنت هاتفت سكرتارية التحرير – مساءً – معتذراً عن عدم كتابة عمودي.. *والسبب؛ انقطاعٌ للكهرباء ماثل عرقوب فتاة الشاعر طولاً.. *وهي التي قال فيها (نُبئت أن فتاةً كدت أخطبها عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول).. *ورغم قبح قوله هذا فهو – على أي حال – أفضل من شاعر آخر.. *فقد (نُبئ) – هذا الآخر – بمقدم شهر الصوم فإذا به يصيح (والله لأبددنه سفراً).. *ونسي أن التبديد هذا يلزمه قضاء؛ فكفارة.. *بمثلما نسيت سكرتارية التحرير أن نشر عمود قديم – غير مواكب – يلزمه تنبيه.. *سيما إن كانت الساحة تضج بأحداث جسام؛ بل ودموية.. *وتكون المصيبة أفظع إن حوى العمود الأرشيفي معلومات تجاوزها الزمن.. *مثل ثمن قوارير المياه بدولة الجنوب..قبل سنوات.. *فبدوت عويراً إذ أكتب عن القوارير..والقرود..وحكايات البلد؛ والناس يُقتلون.. *وسوف يظلون يُقتلون..ويظل القاتل (الحقيقي) مجهولاً.. *والقاتل الحقيقي هذا ليس هو الذي يطلق الرصاص – بغباء – على المتظاهرين.. *وإنما هو الذي يُدير كل شيء بذكاء شديد..أو خبيث.. *هو الذي تحيط تدابيره الجهنمية بالمشهد إحاطة (العوير) تلك بمدرستنا الأميرية.. *هو الذي ضد (رأس) النظام البائد..ومع بعض (ذيوله).. *وعلى صفحتي – بالفيس بوك – كتبت كلمة أمس تحت عنوان (عودة ديجانقو).. *وقلت إن هذه العودة تقترب أكثر..كلما لعلع الرصاص أكثر.. *وكلما – أيضاً – ازداد التضييق على الناس أكثر.. *في الكهرباء..في المياه..في الأسعار..في المعاش..في الرزق..وفي النفسيات.. *وباختصار؛ إلى أن (يستوي) الناس تقبلاً لما هو قادم.. *وتساءلت: هل منكم من لا يزال يُؤمل خيراً في أن تبلغ المفاوضات منتهاها؟.. *فديجانقو هذا في سباق مع الزمن كيلا تتحقق (المدنية).. *ويحرص على أن تعود الأمور إلى مربع تجاوزته كلما أوشكت على بلوغ (الميس).. *حتى إذا ما جاءت ساعة الصفر، بدا كل شيء (محلك سر).. *وبدا كل واحد من معادلة طرفي المشهد مثل صاحب عمود (القوارير) أمس.. *عويراً جداً !!. صلاح الدين عووضة – بالمنطق صحيفة الإنتباهة