تمنياتنا لهذه الحكومة الانتقالية بالتوفيق من الله. ?سنكون معارضة راشدة تنبههم لأخطائهم ولا تستغلها، ولن نكون مثلما كانوا هم بالأمس !! لن نعارض بنفس أسلوبهم "السافل" الذي أضروا به كلا من المؤتمر الوطني والوطن معاً !! ولن نستمتع مثلهم بمعاناة شعبنا، ولن نتاجر مثلهم بالمآسي الإنسانية لتحقيق مكاسب حزبية… ولن نستخدم ضدهم سلاح الشائعات الذي أتقنوه حتى أدمنوه ! وما لدينا من ملفاتهم يغني عن سلاح الشائعات أساسا ! ولكن ليس هذا هو الطريق الذي نريده، لنوعية العلاقة بين الحاكم والمعارض. وإنما سنكون لهم مثل قرون الاستشعار، كي يعلموا دوما أنهم على خطأ مثل بداياتهم الخاطئة التي لمسها الجميع إلا مكابر، ولكننا نعلم أنهم سيصوبون مسارهم، بالعصا التي نحملها لهم كمعارضين.. وستكون الحركات المسلحة كذلك مؤدِبة لهم كلما نسوا قضايا الهوية والهامش، ولكن (دون استخدام سلاح الحديد والنار). نحن لسنا اتحادا اشتراكيا كما ادعوا، أو أن عضويتنا ستختفي من كون الله لأن البعض نزلوا عن كراسيهم !! نحن باقون في الأرض عبادا لله مسلمون وسودانيون سودانيون سودانيون ((رغم أنف القحتوية والتجموية)).. نحن لا نحبهم، هم عدائيون.. ولا نحترمهم، هم مضللون وإقصائيون ! ولكن سنمد لهم حبال الصبر والتعاون خلف الستار، ((لأجل الوطن فقط واستقراره)). ليس شرطا أن نكن لهم مودة، كي نعينهم على النجاح. سنعمل على إنجاح خططهم قدر الإمكان، ولن نفعل مثلما كانوا يفعلون بإعاقة تنفيذ أي خطة كانت… وأما عندما تأتي الانتخابات، فسنسحقهم بالقانون سحقا. وسنؤدبهم على كل إساءة أساؤوها، ولكن بالقانون فقط، وبصندوق الاقتراع فقط. نحن في (هدنة نوعية) مع القحتوية، تنتهي يوم إعلان الحملة الانتخابية.. وعندها سيعمل كل حزب لوحده، ولْيصوت المواطن وقتها للحزب الذي يريد من قائمة الأحزاب والحركات في الساحة. حتى ذلك الحين، ننصحهم بخلع رداء الكبر والغطرسة وممارسة الوصاية على الآخرين ! وأن يتأدبوا قليلا ويوقف مستجدو السياسة كل أنواع اللؤم التي يظنونها من أنواع النضال !!! حتى ذلك الحين، نسأل الله ألا يغري إحساس السلطة فيهم أحدا فيطغى أو يفسد، وسائلين الله كشف ومحاسبة كل الفاسدين، من أي حزب كانوا، وفي أي حي سكنوا، وفي أي زمن قد أفسدوا … وحتى ذلك الحين، ننصحهم كذلك أن يلتفتوا لحل مشاكل الوطن وعقبات تطوره، وليس حل خصومهم وإزالة العقبات السياسية أمام أحزابهم ومصالحهم الانتخابية التي بدأوا يعملون عليها باكرا !! وننصحهم أخيرا، بأن يفهموا الفرق بين مدنية السلطة ومدنية الدولة، و بألا يستعدوا عليهم الجبهة الثورية، ولا الأحزاب اليمينية، ولا القوى المجتمعية المحافظة، كيلا نخرج السيف من غمده، وكيلا نفعل مثلما كانوا يفعلون.. فتتكرر سيناريوهات الفشل، مع تبادل الكراسي. ونكرر دعواتنا في ليلة الجمعة هذه بأن يوفق الله الحكومة الانتقالية لما فيه خير شعبنا ووطننا… هذا قولي، وهذا رأينا.. أبي عزالدين ?6.9.2019