? في إطار سياسات إقتصاد (المعونة والتسول)، يمم السيد رئيس الوزراء صوب دول الخليج والبترول أملا في الحصول على ما يسد به رمق الشعب السوداني المغلوب على قحطه، مصطحبا معه رئيس مجلس السيادة بماعونه الكبير في محاولة مستميتة للحصول على لقمة مشبعة من بقايا موائد دول النفط والرفاهية، وهما يتكئان على عصاتي الجوع والفقر. ? فبعد رحلة فاشلة خائبة إلى دول الاستكبار العالمي، عاد رئيس الوزراء بخفيه لينثر في أسماع الشعب السوداني سمح القول، وعذب الكلام، والوعود البراقة. في الوقت الذي يتباهى فيه أتباعه من المطبلين والمطبلات، والمصفقين والمصفقات، والمزغردين والمزغردات، يتباهون بالعنتريات الكذابة التي ما قتلت ذبابة، مصورين تلكم الزيارات البائسة التي لم تحلل حتى قيمة نثريات سفر الوفد، بأنها كانت من أعظم الفتوح الإسلامية بعد فتح مكةالمكرمة، علما بأن رئيس الوزراء لم يعد إلا بعجاج الطائرات، وأبواق السيارات، وبعض الزغرودات. ? ومن المفارقات المضحكة المبكية في ان واحد، أن السيد رئيس الوزراء كان قد صرح في بدايات عهده بأنه لن يعتمد على القروض والهبات، والآن نجده في كل دولة قد بات، بحثا عن اللقيمات والفتات. ? ومما يحمد للسيد رئيس الوزراء صدقه وشفافيته في كشف وفضح إفلاس أهل قحط والذين اتضح أنهم لا يملكون خطة عمل لتطوير البلاد، حيث أنهم يضربون في الأرض دون علم أو هدى أو كتاب منير. فقد قال سيادته في لقاءه مع الجالية السودانية بالسعودية إن قحط ليس لها رؤية واضحة لإدارة الفترة الإنتقالية. وأنه طلب منهم تسليمه برنامجهم الإسعافي ولكنه لم يتلق ردا، وأن مجلس الوزراء قد لجأ إلى وضع برنامج من الوثيقة الدستورية ( لم يحدد من الأصلية أم المزورة ) ومن إعلان الحرية والتغيير للاستعانة به. (ورد ذلك في صحيفة التيار العدد 2640 بتاريخ 9 أكتوبر 2019م. ? وهكذا اتضح للشعب السوداني أن هؤلاء القوم لا يحملون فكرا ولا منهجا لإدارة دولة مترامية الأطراف، وضاربة بجذورها في أعماق التاريخ. أولئك رهط لا شأن لهم بمعاناة أهل السودان، ولا هم لهم سوى استئصال وإقصاء الآخرين عن مواقعهم والقرفصة عليها وعلى ظهر الشعب السوداني الذي – وبكل أسف – ما زال مخدوعا بشعارات اليسار الجوفاء، وهتافات القحطيين الخرقاء، وقد أضناه البحث عن العجين، وأهلكته صفوف البنزين. فهؤلاء القوم مرضى ومصابون بمتلازمة ( عطاش الكراسي )، وهو داء عضال عانى منه الكثيرون من أهل النظام السابق، ويبدو أن العدوى قد انتقلت للقحطيين. ? وختاما سادتي … فإن موقف رئيس الوزراء مع قادة القحط والجدب من حيث افلاسهم الفكري والإستراتيجي، يستدعي أن نذكره بقصة الأعرابي الذي ادعى لرفاقه أنه يجيد التحدث باللغة الإنجليزية وأن بإمكانه التواصل مع ذلكم الخواجة. فلما ذهب إلى الأجنبي وتمتم أمامه بكلمات ركيكات لا هن باللغة الإنجليزية أو باللغة العربية، لم يفهم الخواجة شيئا، وصفعه صفعة أطارت صوابه وأصدقاؤه ينظرون باندهاش. فلما عاد إليهم قالوا له: لم صفعك الخواجة؟ فرد قائلا: عندما سمع الخواجة لغتي الإنجليزية الفصحى، صفعني وقال لي: ما دمت تتحدث اللغة الانجليزية بهذه المهارة، فلماذا تجالس هؤلاء *الطير*؟ ✏ بقلم د. صالح عبد الله (ود نمر) [email protected] 12 أكتوبر 2019م