الأحتجاجات الأنطلقت دي كان قوامها فئات عمرية صغيرة جدآ هي في الغالب بيدوها المصاريف الصباح .. مافي واحد رفع ليهو قفة خضار ولا وقف ليهو في شمس عشان يشترى لي أهلو كيس عيش .. الأحتجاجات القامت دي أحتجاجات أولاد الخرطوم " القديمة ".. زي ما قال واحد من أساتذتنا أحتجاجات "البرمودا " .. أحتجاجات البرجوازية الصغيرة .. أحتوت داخلها كثير من الكمسنجية و ملتحفى الأرض و ناس باب الله .. لأنها كانت بتوفر ليهم أكل و شراب و "ضل " .. ما أكتر و لا أقل .. عشان كده لمن تجي حكومة بتاعت بنك دولي تقرر ترفع الدعم عن الوقود .. فهم لسه الواحد منهم بيكتب شكرآ حمدوك .. مشكلتو مع الأنقاذ مش الضغط الأقتصادي و سياسة "الصدمة " اللي تبنتها أخر حكومة .. بقدر ما مشكلتو مع نظام الوصاية الأخلاقية .. و قصات الشعر .. و اللبس .. و السهر ..الخ حكومة حمدوك دي عبارة عن نسخة قبيحة من حكومة معتز موسى .. لكن معتز موسى كان عندو خبرة في أدارة الملف و شجاعة لتنفيذ رؤيتو الأقتصادية أكثر من بتاع العلوم الزراعية و و وزير ماليتو عديم "القاش " ده .. شعوب السودان دي قدرهم كده .. أنو نخبتهم لا تحفل بيهم .. و هي ذاتها شعوب دايشة ما عارفة ما يحاك ضدها و ضد مصالحها .. في الحقيقة هي ذاتها مصالحها شنو ما عارفة …. فيصل قال حيضاعفو مرتبات موظفي الدولة .. لكن فيصل ما بيكلف نفسو يقول أنو الموظفين أقل من 7 في المية .. و باقى الناس على باب الله .. الأفندية ديل ما واقفين مع الناس في الحر و لا في صفوف .. حكومتهم دي ما جابها صندوق و لا برنامج أنتخابي .. جابها الخارج في غفلة من الزمن .. عشان كده لا يهمها لو قبلنا رفع الدعم و لا رفضناهو .. أنا شخصيآ بقول أنو السوداني شقي .. ما بيتعلم من تجارب الأخرين .. الا يشوف في نفسو .. بكرة الدولار ده حيطير و حيغلبو يأكل و يشرب .. و حيعرف وقتها أنو مشكلتو ما كانت مع الأنقاذ .. بل مع السياسات الأقتصادية اللي أتبنتها مؤخرآ .. و اللي هي مفروضة عليها فرض من صندوق النقد الدولي و أولاد عمو من مؤسسات الهيمنة الأمريكية ..
