إحدى القضايا الملحة التي يطلب نتنياهو تسويتها مع السودان، هي السماح للطائرات المدنية الإسرائيلية بالعبور في أجوائه للوصول إلى البرازيل. فشركة الطيران الإسرائيلية «إل – عال» أوقفت رحلاتها إلى البرازيل، لأنها لم تعد تصمد في التنافس مع شركة الطيران البرازيلية – التشيلية «لاتام»، التي تطير فوق أفريقيا وتقصّر بذلك زمن الرحلة من ساو باولو لتل أبيب إلى ما بين ثلاث وأربع ساعات. فقد كانت الشركة الإسرائيلية تطير من تل أبيب إلى مدن البرازيل عبر محطة وقوف في أوروبا، مما يجعل الرحلة تطول 17 – 18 ساعة. وحتى عندما جلبت طائرات ضخمة تسافر مباشرةً، كانت تحتاج إلى 14 – 15 ساعة، لأنها تضطر إلى سلوك مسار يقطع أجواء البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الأطلسي، ثم ينعطف جنوباً إلى أميركا اللاتينية. وتريد إسرائيل أن يتاح لها المرور في أجواء السودان وتشاد ونيجيريا، ومن ثم البرازيل، مما يقصر الرحلة إلى 11 ساعة. وتحتاج إسرائيل إلى هذه الرحلات بشكل ملحّ، لأن هناك جالية إسرائيلية كبيرة في البرازيل تعدادها 125 ألف نسمة، فضلاً عن تطور العلاقات الاقتصادية والسياحية مع البرازيل ووجود ملايين المسيحيين الذين يرغبون في زيارة الأماكن المقدسة في القدس وبيت لحم والناصرة وطبريا. وقد أصبح هذا الطلب ملحاً في إسرائيل، لأن شركة «لاتام» المنافسة بدأت في تشغيل الخط من البرازيل إلى إسرائيل عبر أفريقيا، وهناك أنباء يتم تداولها في تل أبيب تقول إن وزارة السياحة الإسرائيلية تدفع للشركة البرازيلية التشيلية منحاً تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات.