مستشفي الاطباء الذي اصيب بالكورونا.) هام للسيد وزير الصحة الأخ / د. أكرم التوم من مدير السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الحمد لله من قبل و من بعد علي ما أصابنا فأنا من الجيش الأبيض و أثبت الفحص إصابتي بفيروس كورونا و أنقل لك تجربتي كمريض و كمواطن خلال تواجدي في العزل المنزلي … – ظهرت النتيجة يوم الخميس 30 إبريل منتصف الليل، و إستقبلت الخبر و رضيت بمشيئة الله و قدره و عزلت نفسي في المنزل و بعد ذلك و حسب البروتوكول الذي (قرأته) أنه سوف تتم متابعتي يوميًا صباح و مساء و سوف أكون تحت إشراف وزارة الصحة و كنت حتي هذه اللحظة من أشد المدافعين عن وزير الصحة و عن سياسته و عن الطواقم الطبية و … و … – و يا فرحة ما تمتش إذ لم يتصل أحد و لم يعبرني أحد و لم يرشدني أحد و لم يكتب لي علاجً أحد و بعد هذا الإهمال و الفوضي لذا قررت أن أبحث عن مركز كوفيد 19 من خارج السودان في السعودية و آيرلندا مع زملاء أبت نفسهم إلا أن يتابعوني صباح و مساء و كيفية التغذية و كمية السوائل أثناء الحجر الصحي و التمارين الرياضية و كيفية النوم و هذا غير الدعم النفسي … – و لكن يا د/ أكرم هناك مرضي و مشتبه بهم ليسوا بأطباء و لا علاقة لهم بالوسط الطبي محجورين في منازلهم بدون أدني رعاية طبية أو حتي سؤال بسيط عن حالتهم الصحية و النفسية ! – إن المتابعة للمرضي أو حالات الإشتباه الموجودين في منازلهم و هم يمثلون شريحة كبيرة لا تكلف الدولة أي موارد مالية غير متابعتهم تلفونيآ بواسطة طبيب لضمان استقرار حالتهم و أحسب أن أغلبهم أو جميعهم ذو درجة عالية من الوعي و الإدراك. – سألت نفسي الي أين سأذهب إذا حدث تدهور في حالتي لا قدر الله ؟ بمن سأتصل ؟ و متي سيصلون ؟ و أين سوف أتجه !؟ كمواطن عادي !؟ أسألة كثيرة تدور في ذهني لا أجد لها إجابة ! – حتي كتابة هذا الخطاب أمسية الاثنين 11 مايو أحس بإحباط شديد علي حالي و علي حال بقية المرضي و حالات الإشتباه المعزولين في منازلهم الذين لا حول لهم و لا قوة و من غير متابعة أو حتي مجرد سؤال من وزارة أكرم التوم و المصيبة الكبري أن يتم غلق التلفون في وجهك عند إتصالك ب 221 – لم يصلني فريق لأخذ عينة ثانية للمتابعة و الي متي سأظل في الحجر الصحي ؟! – من هو الطبيب أو الإخصائي الذي يشرف علي علاجي !؟ – ما هي خطة العلاج التي يجب أن أتبعها الآن و غدآ و الإرشادات الصحية و … و … – د/ أكرم التوم بالله عليك ما هي خطتك و إستراتجيتك كقائد لهذا الجيش لمواجهة العدو علي أرض الواقع !؟ و كيف جهزت و حميت جنودك !؟ – يمتلك السودان جيش أبيض و ملائكة رحمة يتحدي به كل الجيوش البيضاء في محيطنا العربي و الأفريقي فقط يحتاج لأساسيات العمل و الحماية و التشجيع المعنوي و من ثم المادي و أنت ما زلت تخطب خطابات ثورجيةً و تتحدي النظام السابق أتدري يا أكرم أنك الآن وزير الصحة في العهد الجديد ؟! إنتهي زمن الهتاف الوقت للعمل و الإنتاج ؟! – ماذا فعلت أيها القائد لمرضاك ؟ و أنا واحد منهم ماذا قدمت لي كمريض من الذي كان يتابع حالتي ؟ بماذا تعالجت ؟ بالقرض !؟ – و بعد التفكير العميق فأتضح أني مجرد رقم و يا تري كم رقمي أتمني أن يكون رقم مميز فهذا أضعف الإيمان. – متي آخر مره تم تحديث القوانين و البروتوكولات العلاجية و الإرشادية و التي تتغير يوميًا أما نحن فلازلنا نسأل المريض (هل كنت مسافر ؟) علمآ بأن المطار مغلق منذ شهرين و كذلك الأعراض المرضيةً هل تعلم أنه يتم التحديث يوميًا في كل البلاد المجاورة !؟ – ماذا فعلت لجيشك الأبيض ليقف وراء ظهرك ؟ ماذا قدمت لهم في أماكن عملهم العامة و الخاصة !؟ – أتدري يا د/ أكرم التوم لا تدار الأزمات و الكوارث الصحية بإنعقاد الإجتماعات و المؤتمرات الصحفية المتلفزة و إستعراض طريقة وضع الكمامة أو من وراء مكاتب وثيرة أو تدار بالخطابات المحبطة و الثورجية أو الإجتماعات الليلية بل تدار الأزمات بالنزول لأرض المعركة (نهارآ) و الوقوف في الصفوف الأمامية مع الجيوش و رفع الهمم و التفاؤل و التشجيع و أهم شئ إشراك كل قطاعات المجتمع بشقيه المدني و العسكري و الإستفادة من إمكانيات القطاع الخاص و تقسيم الأدوار و المهام إستغلال طاقات الشباب و أن تجعلوا أمركم شوري بين أساتذتك و طلابك و موظفيك. – هل تابعت وزير الصحة السعودي ؟هل سمعت خطابات وزراء الصحة في فرنسا و ألمانيا و الأردن و مصر و تونس ؟ شتان ما بين أسلوبك المحبط و إسلوبهم الجميل الراقي ؟! – لم نطلب منك الكذب و لكن نطلب منك الكلمة الطيبة التي تفتح القلوب و الآفاق. – نعم هناك تقصير من الشعب السوداني تجاه فهم و تقدير هذه الكارثة و لكن هنا تظهر لباقة و كياسة القائد لكسب ثقة شعبه و جيشهً و خطاباتك هي سبب أساسي في إحباط هذا الشعب و تجاهله لكارثة الكورونا … لاحظ (تجاهل) و ليس (جهل) فالسودانيون من أكثر الشعوب وعيآ و حضارة و لكن لا يخافون الموت فهو سبيل الأولين و الآخرين. – علي ماذا تتباكي علي تقصيرك كقائد أم علي تقصير جيشك أم علي مرضاك ؟ هذا مثلث أنت علي قمته و أضلاعه جيشك و شعبك فإن ضعفت القمة تداعي الهرم و إنهار تمامآ كما حدث خلال إدارتك لأزمة هذه الكورونا الصغيرة القلت بتقدر عليها، واخد بال حضرتك ؟ – يا د/ أكرم التوم هل لديك إحصائية بالمرضي في العزل المنزلي و هل لديك إحصائية بالمشتبه بهم في العزل المنزلي ؟ هل تعلم شيئآ عنهم ؟ إذا كانت إجابتك بلا فخلصت القصة و إذا أجبت بنعم فهذه هي الطامة الكبرى. – هل تعلم أن من حجر الطواقم الطبية و قفل المستشفيات من غير أساس علمي هم إدارة الوبائيات في وزارتك ؟ و هل تعلم أن معظمهم ليسوا بأطباء !؟ و هل تعلم أن 80٪ من الشعب السوداني يتلقي العلاج في المستشفيات الخاصة التي و للأسف أنت و إدارة الوبائيات كنتم سبب في إنهيارها و بالتالي إنهارت الخدمات الصحية !؟و الآسافير حبلي بقصص و رويات تحكي واقع الحال. – كيف يمكن ل call center خاص بوباء فيروس كورونا أن يدار بموظفين عاديين ليسوا بأطباء … ؟ و يتناقشون معك و تعتقد في قرارة نفسك أنك تتناقش مع إخصائي كوفيد 19 و في الآخر يتضح أن ليس له علاقة بالطب ياخ دي مصيبة شنو يا أكرم التوم معقولة أن يصل الإستهتار بحياة الناس لهذه الدرجة !؟ – بالأمس وزيرة العمل و من قبلها وزير الإعلام و أيضآ وزير الطاقة و التعدين و اليوم والي الجزيرة و غيرهم حجروا أنفسهم بناءً علي توصيات وزارة الصحة و للعلم لم تظهر عليهم أي أعراض فقط أنهم خالطوا مريض بفيروس كورونا … بالله عليك من أين أتيتم بهذا الكم الهائل من المعلومات المغلوطة التي ليس لها أي أساس علمي و لا طبي و للأسف يتم تطبيق هذه التعليمات بأفراد ليسوا بأطباء. – تتحدي في النظام السابق الذي فشل علي كل الأصعدة فهذا لا يختلف عليه إثنين و لكن الأجدي بك أن تتحدي نفسك أولآ و تثبت للعالم كله أنك أتيت لتصحيح مسار خاطئ و لكنك مازلت تفكر كثورجي و تتخبط في تطبيق سياسة صحية تفيد بها الشعب الذي أتي بك لهذا المنصب يا أكرم التوم وً لعلمك فأن الثورة إنتصرت. – إنتصرت الثورة و لكن إنهزم الشعب السوداني عندما أتيت أنت و معيتك لتنالوا ما تبقي من كرامته و خاصة المرضي منهم و حسبي الله و نعم الوكيل… د/ أشرف عبد الرزاق عبد الرحمن الفكي