*النزاعات المتجددة على الحدود السودانية الإثيوبية كانت نتيجة إهمال الحكومات المتعاقبة من الجانبين ملف ترسيم الحدود بين البلدين، حيث ساهمت عدة عوامل في خلق هذا النزاع منها السياسية والجغرافية والاقتصادية، والحسابات القبلية، ويأتي هذا التوتر االمتصاعد أخيراً في الإقليم، لا سيما حول ملف سد النهضة، ليفاقم المأزق في هذه المنطقة . *ويعود هذا الملف إلى الواجهة بعد إعلان الجيش االسوداني أن قواته تصدّت لاعتداء من بعض المليشيات الإثيوبية في منطقة (الفشقة)، حيث كبدتها القوات المسلحة السودانية خسائر كبيرة. منذ تلك اللحظة بدت مؤشرات التوتر واضحة للعيان، أضف إلى ذالك تزايد شكاوى أهالي منطقة (الفشقة) السودنية وعلى الأغلب أنهم من القبائل التي تعتمد على الزراعة والرعي وتربية المواشي، مثل البني عامر واللحويين والشكرية وقبيلة الرشايدة الرعوية، وبعض القبائل التي تقطن (شرق السودان)، وبعد هذه الشكاوى أعادت القوات المسلحة السودانية انتشارها في المنطقة، في الفترة التي تصادف دخول المزارعين الإثيوبيين للزراعة في فصل الخريف، وهو ما أدى إلى تعديات على الأراضي السودانية من قبل المليشيات الإثيوبية، وسرعان ما تدخلت القوات المسلحة وفرضت سيطرتها على الأوضاع الأمنية وصعدت الحكومة السودانية من لهجتها ومطالبها بتصحيح الأوضاع المختلة منذ سنوات كذلك، ولم يخلُ خطابها عن مدى العلاقات المشتركة بين جمهورية السودان وجمهورية إثيوبيا ولكن تبقى احرفاً من غير نقاط حتى الآن وتساؤلات!!! من هو الداعم الحقيقي للمليشيات الأثيوبية (الشفتا)، إذا صح الاسم، يبدو أن هناك أيادي تحاول التربص بالعلاقات القديمة والأزلية بين جمهورية السودان وجمهورية أثيوبياوالخرطوم وأديس وستفصح لنا الأيام القادمة عن كثير من (الحقائق) وأجندات تُحاك في الخفاء، في ظل هذه الأزمة التي شغلت بال القادة والساسة في البلدين، وهناك سؤال يطرح نفسه: هل ستعود العلاقة بين الخرطوم وأديس كما كانت قبل أشهر قليلة؟.