بات يشعر السودانيون أن حياتهم اليومية أصبحت قطعة من العذاب، ولأول مرة ومنذ أكثر من 30 عاماً أصبح إنقطاع التيار الكهربائي يستمر لأكثر من 10 ساعات يومياً في فصل الشتاء، وتدهورت الأحوال الصحية والتعليمية والأمنية وزادت حوادث النهب والسلب وتحطم الإقتصاد وبلغ سعر الدولار مساء الخميس 380 جنيهاً. بعد مرور نحو 515 يوم من خلع الرئيس السوداني عمر البشير ونظامه من السلطة عبر ثورة شعبية إنحاز لها الجيش السوداني يوم 11 أبريل 2019 أدت لحكومة شراكة بين ممثلي الحراك بقيادة قوى الحرية والتغيير وقادة من الجيش تكون بموجبها مجلس سيادي وحكومة مدنية تمتد لنحو 3 أعوام برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك رئيسا للوزراء لفترة إنتقالية لم يتحسن وضع السودانيين ولم تتحقق أحلامهم وأمالهم الكبيرة بل واجهوا أوضاع سيئة في مختلف المجالات حيث تدنت معظم قطاعات الخدمات وإرتفعت الأسعار بصورة غير مسبوقة. وبحسب مراقبين مازالت الأزمات التي أدت لإنهيار نظام البشير ونجاح الثورة الشعبية تراوح مكانها مثل أزمة الخبز وطوابير الوقود، وعندما أعلنت بعض الولايات عن زيادة في أسعار الخبز إشتعلت بموجبها الإحتجات الشعبية وتراجعت حكومة البشير في وقتها عن الزيادة . وتزايد حنين السودانيين للنظام السابق ورئيسه المعزول بسبب أنهم يرون أن الحكومة الجديدة لم تحل المشكلات المزمنة التي يعاني منها الشعب مثل أزمة المواصلات وغيرها بل تدهورت الأوضاع وزادت أعباء المعيشة بصورة غير مسبوقة خلال الفترة التي سيطرت فيها قوى الحرية والتغيير مقاليد الأمور وباتوا يقولون علناً "حليل البشير" متحسرين على الخير والنعم في عهده، يعضون أصابع الندم ويبدون أسفهم على دعمهم للثورة، التي أطاحت بالبشير وأدخلته السجن هو وقيادات حزبه "المؤتمر الوطني الذي تم حله" حيث يعتبرون أن أوضاع السودان في أيام البشير مثل الجنة مقارنة مع النار التي كوتهم بها حكومة الحرية والتغيير .