ثم بعد ذلك وبنفس الرتابة ظهرت اخبار وفود العاصمة الى الولايات وتمت اعادة نفس الكلام الذي ظللنا نسمعه فى كل نشرة منذ عدة عقود من ولاة يهتفون غى البوساء نحن نوصي بكذا ثم سنوصل كلامكم هذا للمركز ولقد وجهنا بكذا ، ومن يقول ذلك هو والى اومسئول كبير تم تعيينه ليحكم تلك الولاية وينفذ بيده المشاريع ويشغل شبابها ولكنه يتركهم عطالى فيمتهنوا النهب المسلح ثم يصادر درجاتهم البخارية ويحرقها ويعلن انه انتصر على الدولة العميقة بعد ان يقوم بمصادرة عدة مشاريع كانت تشغل بعض اولئك الشباب باوامر مخبرين يقومون باعداد قوائم اعداءهم السياسيين . اذا قارنا كيف يحكم ولاة امريكا ولاياتهم بشخصياتهم وخططهم وبدون الرجوع لواشنطن والبقاء فيها فى الاستراحات والفنادق للحصول على دعم المركز بل ياتي اليهم رؤساء امريكا يطليون منهم الدعم والولاة هناك يحكمون ولاياتهم بعدد قليل من الموظفين لا كتشفنا انما ولاتنا يخوضون ويلهون ويلبسون بدل صوف مستوردة مع ان الولاية التي يحكمها بها ملايين الخرفان من ذوات الشعر ذو الصوف . واخيرا وجدت سيادة وزير المالية وهو يخاطب حشدا جماهيريا فى احدى الولايات ويقول باننا شعب يذخر بالموارد والكفاءات وهذا كلام معلوم ومكرر . وانا هنا ما زلت انتظر منه ان يخاطبنا مبينا كيف يمكن ان تتحول تلك الوعود الى برامج عمل ؟ وكيف سنتحول لشعب منتج ؟ ومن هو سبب تعطيل الانتاج منذ سقوط الحكومة السابقة؟وهل سنظل ننتظر وصفات البنك الدولى وتقارير منظمات الاممالمتحدة ، مع اننا يمكن ان ننتج فورا ما يكفينا ان نحن شغلنا شبابنا ،فماذا يحتاج حلاقة شعر الخرفان وتحويلة الى صوف بايدى شبابنا كما يفعل شباب استراليا مثلا ثم نسجه وتفصيله بدلا لولاتنا الذين لا يعتزون بزيهم القومى كما يفعل كل حكام و كفاءات وشعب الخليج ؟ اختم هنا بما قاله كلا من كوفى عنان وبطرس غالى بعد ان تركا مناصبهم فى الاممالمتحدة فقالوا : ان بعثات الاممالمتحدة تفسد شعوب افريقيا تعودهم على الكسل وتصرف معظم اموال تلك البعثات رواتبا وامتيازات لكبار موظفيها البيض ، وقال بطرس غالي انا كنت فعلا مجرد موظف فى وزارة الخارحية الامريكية وشكلا كنت امينا عاما للامم المتحدة ، فاذا كانت حكومة حمدوك تريد تعاونا بتكاقؤ وندية واحترام مع امريكا ، فلماذا يتم ذلك عن طريق الاممالمتحدة والشركات السودانية يمكن ان تتعامل مع الشركات الامريكية مباشرة ، هل لتنفق دول العالم على مبعوثي الاممالمتحدة وتدار تمثيليات المنظمات الدولية وتنفذ امريكا ما تريد تحت غطاء المجتمع الدولى وباموال الدول المساهمة فى ميزانيات الاممالمتحدة؟ هل ما زلنا تنطلى علينا هذه اللاعيب القديمة ؟ وقول اخر قاله رئيس وزراء مينمار بعد الانقلاب العسكرى : لقد افسدت بلادنا بعثات الاممالمتحدة كما فعلت فى كل مكان فى العالم من جنوبلبنان الى روندا وغيرها ،ثم قولا لاحد خبراء وزارة الرى السودانية الذي عمل فيها منذ عهد نميري : لقد افسدت سياسات البنك الدولى مشروع الجزيرة ولدى الاثبات على ذلك ولكن لا احد من حكام السودان يريد ان يفهم ما اقول لانهم يقدسون كلام البيض ويريدون مستسهل القروض . سؤالى انا الذى قلته سابقا : لماذا يسمح للامريكى بيزلى الذي هو مدير منظمة الاغذية والزراعة الاممية بالسكن والاقامة فى كاودا الخارجة عن الشرعية السودانية ؟ وما هو التوصيف الوظيفي له ،وما الذى انجزه فى مجال عمله للسودان ؟ ولماذا قام هو بنقل د.حمدوك بطائرته الى كاودا وقام باستقباله مع الحلو فى كاودا ووقف معه على منصة مخاطبة الجماهير ،ثم لماذا بيزلى هو من نظم لقاء حمدوك بالحلو فى اديس ؟ لماذا لا نطلب من الاممالمتحدة ان ترسل لنا وفقا لخططنا بعثات انتاجية تقنية فى مجالات الزراعة والانتاج الغذائى والحيوانى والتعدينى يراسها خبراء مسلمون تساعدنا على تشغيل مواطنينا فى مناطق النزاعات ليودعوا التخلف والفقر والجهل الذي يغمسهم فيه امثال بيزلى لتظل ثرواتنا نهبا لشركات صهاينة امريكا العابرة للقارات ؟ الا نملك حتى المقدرة على التعبير عن ارادتتا فى وجوه الخواجات ونبقي للازل ننفذ لهم ما يريدون ؟ انا فى انتظار رد كل من يستشعر عظم المسئولية التى تحملها امام هذا الشعب بعد ان وصل الى السلطة بعد سفك دماء الكثير من شباب السودان سواء بالتحريض على التظاهر او الهجوم على شعوب الهامش او قتال جيش السودان الوطنى باعتبار انه كما كان يشيع المتمردون قادة الحركات االمسلحة وقتها انه جيش الاسلامويين ، وهاهم الان يواجهون حلفاؤهم المتمردون بنفس جيش السودان ومع ذلك فان د.حمدوك يريد ان يمدد الفترة الانتقالية ليرضى عبد الواحد والحلو ولكن صهاينة امريكا واسرائيل سرعان ما سيستنسخون منهم متمردون جدد وخذ العبرة يا د.حمدوك من محمود عباس الذي ظل يمجد فى امريكا لثلاثين عاما كوسيط عادل للسلام ثم بعد ان احتقره ترمب وقال بان القدس هى عاصمة اسرائيل هاج وماج وهو لا يملك قطعة سلاح يجعل اسراييل تتفاوض معه بل تقوم اسراييل كل يوم بضم مستوطنة جديدة من اراضي حكومة محمود عباس وهو لا يملك غير ان يصرخ ويبحث عن وسيط جديد للسلام مع اسراييل ولكن فى المقابل فان اسرائيل تحترم حماس وتخاف منها وتوسط لها مخابرات مصر لتفرج عن اسراها ،كما ان امريكا تعطل الانتخابات فى فلسطين كما تفعل هنا فى السودان لانها تعرف ان من سيفوز فى الانتخابات هم الاسلاميون كما حدث فى كل دول الربيع العربى