هناك فرق شاسع بين الإنسان كفرد مستقل وبين الإنسان كجزء من المجموع، فبمجرد أن ينضم الإنسان إلى جمهور فإنه يفقد تقريباً كل خصائصه الفردية من تفكير واعي ومستقل، ويصبح كقطرة ماء -لا تملك من أمرها شيئاً- في سيل جارف تحركه العواطف الجياشة وليست الأفكار!. يعرف الفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبون الذي أبدع كثيراً في توصيف الجماهير وفهم طبيعتها في كتابه "سيكولوجية الجماهير" يعرف الجمهور بأنه :"انصهار الأفراد في روح واحدة وعاطفة مشتركة تذوب التمايزات الشخصية وتخفض من مستوى الملكات العقلية". لذا فإن الجماهير في النهاية ليست عاقلة كما ينبغي، تغضب بسرعة تفرح بسرعة، وليست على استعداد لتقبل أي خطاب منطقي وموضوعي، لذا يرى غوستاف أن اكبر خطأ يمكن أن يقع فيه البعض هو أن يحاول إقناع الجماهير مستخدما الأفكار المنطقية، فهو حتما سيفشل لأن الجماهير لا تعرف إلا لغة العواطف والشعارات الرنانة. النخب السياسية على مر التاريخ أدركت هذا الأمر واستغلته أبشع استغلال في خدمة أجندتها الخاصة والتكسب السياسي. مقتبس مهم من مدونات الجزيرة.