إخواننا البشير وبكري وعلي ونافع وعوض وهارون وعبدالرحيم والفاتح والخضر وحاتم ويوسف وكمال وعمر ود.على وعلى وعلي والفششوية والسنوسي وجميعكم .. إن من مقاصد الأضحية تحرير النفس من كل تعلق لغير الله، ومن كل شح وإفراغ المحبة الخالصة لله والإنابة إليه، ولئن ألتمسنا ذلك بإهراق دماء الأضاحي، فقد قدمتم أنفسكم لله والوطن، صابرين على كآبة المنظر وراضين بأقدار الله وإختياره، طيبة نفوسكم وعالية همتكم وبشوشة وجوهكم وسليمة قلوبكم وبيضاء نواياكم.. فهنيئاً لكم بالعيد وانتم تتمثلون مقاصده.. إن غاية الأضحية ( الخضوع لله والشكر على نعمه، والتقرب بها) قال تعالى ( لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (الحج 37) وخير دلالة تلك الإستجابة الاريحية من سيدنا إبراهيم عليه السلام وهو يمضي إلى أمر الله، ورؤية الأنبياء وحي، وكذلك أريحية إبنه وهو قد بلغ السعي (أقرب الأقوال ابن 13 عاماً)، قال تعالى (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (الصافات 102).. وأنتم في حبسك هذا فداء للوطن، من عاديات الفتن والتشاحن، ومن اسباب الشقاق، أنتم فداء وحدة البلاد وتماسك المجتمع، رضيتم بأن تكونوا (كبش فداء)، صبرت على أذى الجاهلين وكيد المتآمرين وبضاعة المتاجرين بالمواقف.. بقيتم في السجون، لم تنازعوهم في سلطان، أو تدافعوهم على لعاعة الدنيا، فقد خدمتكم بلدكم بشرف وعزة وكبرياء، وكما قال ابن الرومي: ولي وطن آليتُ ألا أبيعَهُ وألا أرى غيري له الدهرَ مالكاً.. عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا.. وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا.. إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكرَّتهمُ عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذاكا.. فقد ألفتهٌ النفسُ حتى كأنهُ لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا.. وكما قال الشيخ الشهيد الزبير (إن كانت وحدة السودان رهينة البقاء في السجن فمرحباً بالسجن)، وقد صعدت روحه لله صادقة وصادعة بالحق.. وكما قال الإمام الشاطبي (الشريعة موضوعة لبيان شكر النعم والاستمتاع بها)، فإن نعم الله عليكم أن أصبحتم بصائر نور وبشارات رضا وفداء قضية، حبسوا اجسادكم وحلقت أرواحكم في أفق بعيد، مع معالي القيم وسمو المباديء وعلو الهمم.. كل عام وانت بخير.. عيدكم مبارك وسعيد.. والعفو والعافية.. أخوكم : إبراهيم الصديق على مواضيع مهمة علاج الحمى في الطب النبوي مشكلة مص الإصبع التفاح الأخضر .. فوائد الضغط في العمل كيف نتناول الكزبرة؟ ميكب خدود البشرة الداكنة