الإعلان عن تحرير مدينة استراتيجية في السودان    الحكومة السودانية: نستنكر ما صدر عن الإدارة الأمريكية من اتهامات وقرارات تتسم بالابتزاز السياسي    كامل إدريس أم حمدوك؟! الإختيار بين الجوع والعطش !!    نادي النهضة الدماذين يُحقق فوزاً مثيراً على حي العرب 24 القرشي ويواصل التقدم نحو الممتاز    بقيادة النذير حبة إشراقة يواصل إعداده لمباراته المرتقبة امام الجلاء بربر    أمريكا تفرض عقوبات على السودان    ضياء الدين بلال يكتب: (ماما أمريكا ).. ومسرحية (حبل الكضب طويل)..!    إبراهيم بقال شخصية غريبة.. هو متمرد لئيم، ولكنه يبدو مثيرا للشفقة    المريخ ينازل الأمن المدني في لقاء الثأر    امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة 2024 في موعدها    ريال مدريد يودّع مودريتش: أحد أعظم أساطيرنا وإرثه باق للأبد    شاهد بالفيديو.. الفنان السوداني "الفحيل" يفاجئ الجميع ويعلن قيمة التعاقد معه لإحياء حفل غنائي (10 ألف جنيه فقط)    شاهد بالفيديو.. جنود بالجيش يحاصرون شيخ كان يزعم بعمل "حجاب" واقي من الرصاص لأفراد بالدعم السريع ويشترطون عليه إطلاق النار عليه للتأكد والشيخ يرفض ويترجاهم ويعترف بأنه دجال وكاذب    الناشط السعودي حمود وليد يكتب تدوينة مؤثرة: (أنا سعودي في الهوية و الوجدان و كذلك سوداني في المحبة والغرام في داخلي سوداني اتربى على الحنية)    توتنهام يهزم مانشستر يونايتد.. ويحرز لقب يوروبا ليغ    المخرج السوداني سعيد حامد يستغيث للحصول على الجنسية المصرية: (بيعاملوني كإني أجنبي.. بقالي 43 سنة في مصر وبتضايق لما يقولولي أنت أجنبي.. أنا مصري وأستحي أطلب الجنسية رغم إني أستحقها)    مصر .. هزة أرضية يشعر بها سكان القاهرة الكبرى    إسرائيل تستعد لضرب إيران مرجحة انهيار المحادثات مع أميركا    "قرار استثنائي" من فيفا    النصر يحبط الخليج في ليلة عودة رونالدو    349 الف جوال قمح انتاجية الموسم الشتوي بمشروع حلفا الجديده    أحمد السقا يحسم شائعات الانفصال.. ومها الصغير تردّ    قائمة أعلى أجور لاعبي الدوري الإنجليزي.. شاهد ترتيب محمد صلاح ومرموش    ولاية القضارف: وجهة جديدة للمستثمرين في ظل التحديات    تكنولوجيا فضائية صاروخية.. ترامب يكشف تفاصيل "القبة الذهبية"    المريخ في موريتانيا (والضُل الوٌقَف ما زَاد)    روسيا تسلم وزارة المعادن عدد (2) أطلس للخرط الجيولوجية وتقارير فنية فقدت بسبب الحرب    "الدعم السريع" تكشف حقيقة مقاطع الفيديو المتداولة لجثامين متحللة بالخرطوم    وزارة الري تكشف عن خسائر تاريخية وفقدان مستندات عمرها 100 عام    المدير العام لقوات الشرطة يتفقد الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ويوجه بمشاركتها مع شرطة ولاية الخرطوم في عمليات الانتشار والتامين    سفارات كييف في أفريقيا.. خطط ومهام تتجاوز الدبلوماسية    تراجع حركة الموانئ ببورتسودان    بنك الخرطوم يحسم الشائعات.. "بنكك" باقية وستظل    مبارك الفاضل: أغنياء الذهب يحولون دون إنهاء حرب السودان    ظاهرة قمر الحليب تزين سماء السودان    امريكا تُعلن عن صفقة أسلحة جديدة مع الإمارات    وفاة الفنان محمد فيصل (الجزار)    أسوأ من التدخين.. عادة يومية تهدد حياتك بصمت    الزنجبيل.. الحليف الطبيعي لصحة قلبك    والى الخرطوم يقف على الأضرار بالمحطات التحويلية للكهرباء بعد قصفها بالمسيرات ويشيد بسرعة تحرك قوات الدفاع المدني    ترامب: أريد أن "تمتلك" الولايات المتحدة غزة    مكافحة المخدرات تضبط بنقو داخل مستشفى الدويم    وعكة صحية وتغيب عن الحضور.. ماذا حدث بقضية محاكمة نجل محمد رمضان؟    ألفاظ مشتركة بين أهل السودان والخليج (1–2)    محمد رمضان يمازح جمهوره بعد زلزال القاهرة: «مفيش زلزال بيحس بزلزال»    ((مبروك النجاح يانور))    صاحب أول حكم بإعدام رئيس مصري سابق.. وفاة قاضي محاكمات مبارك ومرسي    تجهيزات الدفاع المدني في السودان تحتاج إلي مراجعة شاملة    عبر تطبيق البلاغ الالكتروني مباحث شرطة ولاية الخرطوم تسترد سيارتين مدون بشانهما بلاغات وتوقيف 5 متهمين    ما هي محظورات الحج للنساء؟    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إبراهيم بقال شخصية غريبة.. هو متمرد لئيم، ولكنه يبدو مثيرا للشفقة
نشر في النيلين يوم 23 - 05 - 2025

لا أستطيع أن أفهم النوايا والدوافع الداخلية للرجل، والإنسان العادي بطبيعة تكوينه كائن مركب ومعقد، فما بالك بنوايا ودوافع شخص "غير عادي" بالمعنى الوصفي للكلمة. بمعنى هو ليس شخصا استنثائيا، ولكنه مختلف عن الطبيعي والسائد، وبالتالي فهو قد يكون أكثر تعقيدا (أو ربما أكثر بساطة لمن يستطيع أن يحلل شخصيته بشكل دقيق)، ولكن على العموم من حيث كونه إنسان فهو بلاشك ينطوي على قدر من التعقيد النفسي، ولذلك لا أستسهل وصف دوافعه العميقة أو أختزل شخصيته في وصف محدد من شاكلة إنتهازي/خائن/مصلحي/صادق وشجاع/مجنون …. إلى آخره.
الأسهل هو وصف وتحليل أفعاله الظاهرة:
بقال كان مؤتمر وطني وبعد سقوط النظام وقف وقفة شجاعة وواجه قحت وقطيعها في لحظة اختفى فيها كل الكيزان تقريبا. هذا يعطيك لمحة عن شخصيته.
خلال الفترة الإنتقالية ظهر له تسجيل وهو يتكلم عن حميدتي بغضب شديد وقال ما معناه إنه لن يدافع عن حميدتي مرة أخرى وحتى لو وجده في النار سيزيد حطبها. والسبب كان تهميش حميدتي وشقيقه عبدالرحيم له واهتمامه بآخرين وتفضيلهم بالمنح والعطايا. لمحة أخرى عن الشخصية.
بعد 25 أكتوبر والإطاحة بحكومة قحت عاد الكيزان إلى المشهد بقوة، وبقال الذي كان يقف في الصفوف الأولى للدفاع عن الكيزان ودفع الثمن، وجد نفسه في الهامش. وحينما بدأ في الاحتجاج تعرض لموجة من التنمر والإساءات من قطيع الكيزان، ودفعه ذلك (ربما ضمن عوامل أخرى) إلى الانسلاخ من الحركة الإسلامية ثم أصبح لاحقا من الموالين لحميدتي، بدوافع جهوية في الغالب. لمحة ثالثة عن الشخصية، وطريقة تحركها.
وهو شحص يحب الظهور مع الشخصيات العامة الكبيرة مثل رئيس مجلس السيادة وله صورة مع السفير السعودي، ولكنه صحفي في النهاية والتصوير مع الشخصيات العامة عادة منتشرة عند الكثيرين، ومع ذلك فهذه زاوية أخرى للنظر إلى شخصيته.
بعد اندلاع الحرب إنتقل من الحياد الظاهري إلى التأييد الصريح للدعم السريع وظهر كبوق إعلامي في البداية ثم أصبح واليا للخرطوم وشهدت هذه الفترة كثافة في التسجيلات المصورة التي أنتجها ضمن دعاية المليشيا الإعلامية. وكل ما ينتمي إلى المليشيا خلال هذه الحرب وخصوصا دعايتها هو مسرحي وجنوني وهناك حالة عامة من الجنون في كل ما قامت به المليشيا وبقال جزء من هذه الحالة، ولكن مع ذلك لا نستطيع أن ننفي أو نتجاهل اللمسة الجنونية الخاصة لبقال. وهنا قد يظهر لك شخص يعاني من اضطراب نفسي.
الظهور الأخير لبقال ضمن عدة فيديوهات في حالة من الصدمة والذهول جلعته يقول ما لايقال حول انسحاب المليشيا وهروبها من الصالحة، وجسد ظهوره مشهدا ملخصا لحالة الهزيمة وانهيار الأوهام لدى المليشيا. وقد تؤخذ قصة بقال بشخصيته بكل تعقيداتها وعللها ووهم الصعود والسيطرة ووالي الخرطوم والنفي الكاذب لتقدم الجيش وغير ذلك من الدعاية التي كان يرددها بقال ثم دراما هروبه الذليل وإعلانه لهزيمة المليشيا وهروبها بهذه الشكل، كل ذلك بقدر ما يكشف عن جوانب في شخصيته فهو أيضا يختصر قصة المليشيا كلها من ناحية أخرى.
بقاء بقال طوال هذه الفترة في الخرطوم وعدم هروبه أيضا يكشف أبعادا من شخصيته. الثقة في الموقف العسكري للمليشيا قد تكشف سذاجة مفرطة أو شجاعة تهور وربما عدمية.
الإلتزام والثبات مع القضية مهما كانت خاسرة في الظاهر، هذه من سمات الشخصية التي توحي بالصدق في القناعات، حدث ذلك مع المؤتمر الوطني بعد هزيمته، وأيضا مع الدعم السريع بعد الهزيمة. بقال يبقى يقاتل حتى بعد الخسارة. هذا جانب آخر للشخصية.
بعد هروبه أصبحت التسجيلات التي أطلقها حديث الوسائط ما أثار عليه موجة من الهجوم من المليشيا هذه المرة. هجوم عنيف دفعه لإصدار تسجيلات ما زالت تتوالى. وهنا يظهر لك الجانب من شخصية بقال، وهو الجانب الأكثر جوهرية. الشخصية غير الموفقة، والتي دائما بعد كل الذي تفعله لخدمة قضية معينة تجد نفسها تحت مرمى النيران من الرفاق أو الإخوة وتشعر بأن الإخوة أو الرفاق هم في الحقيقة أسوأ من الأعداء. حدث له ذلك مع الكيزان، والآن يتكرر الأمر مع الدعم السريع ولكن بشكل آخر.
في التسجيل الآخر ظهر بقال كشخص وصل مرحلة من اليأس واللامبالاة ووصل إلى حافة الحياة. كما قال هو الآن بين نارين من جهة هو مطارد العدو (أي الجيش والقوات المساندة) ومن جهة أخرى يتعرض لنقد وهجوم عنيف بسبب موقفه الأخير، وهو موقف يكشف عن شخصية بها المزيج من العصبية والهشاشة؛ موقف ألحق ضررا إعلاميا ومعنويا كبيرا بالدعم السريع. ولكنه لم يكن مخطئا في كل شيء، فقد كان صادقا في كل كلمة قالها، كانت لحظة الصدق والحقيقة أخيرا بعد رحلة طويلة من الدعاية والأكاذيب لمصلحة المليشيا: هرب الجميع، وجد بقال نفسه يواجه مصيره وحيدا. ومع ذلك لم يسلم من الأذى، وهنا انفجر في الجميع وتحدى الجميع وسبهم وسب كل شيء (ما عدا حميدتي وعبدالرحيم فهو يحتفظ بالولاء لهما وحدهما) ودعا من له شيء ضده أن يأتي ويطلق رصاصة على رأسه؛ كلام فيه توسل وابتزاز عاطفي ولكن ظاهره التحدي والامبالاة وربما الاستسلام للمصير. ولكنه يدل أيضا على شجاعة يائسة. ويظهر من كلامه أيضا الصدق في القناعات والتمسك بالقضية الخاسرة حتى النهاية.
كل ما تقدم هو تحليل أقرب إلى الوصف، يحاول أن يرسم صورة، أن يظهر الشخصية، لا أن يختزلها في نظرية أو فرضيات يسقطها عليها.
هو متمرد لئيم، ولكنه يبدو مثيرا للشفقة.
حليم عباس
script type="text/javascript"="async" src="https://static.jubnaadserve.com/api/widget.js" defer data-deferred="1"
إنضم لقناة النيلين على واتساب
مواضيع مهمة
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.