فى ثمانينيات القرن الماضي ، اكتشفت لأول مرة صعوبة (وضع تشكيلة) ، وكان الأمر يتعلق ب(قائمة انتخابات) طلابية ، كنت حديث عهد بالتفاصيل الصغيرة في العمل السياسي ، وبالحماس اعددت (أسماء) لعرضها ، بإعتبارهم (نجوم) واصحاب سبق ، أو هكذا بدأ الأمر أمامي.. فى خطوات صغيرة ، ودقيقة تعلمت الدرس ، كنت أدون كل شيء ، فهذه مهمتي الأساسية حينها مع فريق من 5 اعضاء ، أستكملنا البناء ثم بدأنا فى أكتشاف الثغرات.. – وزعنا القائمة على الكليات حسب نسبة الطلاب.. – ثم قدرنا نصيب الفصول ، نصيب الصف الأول هو الأقل ، ويليه الصف الأخير ، الطلاب الجدد غير معروفين كثيراً ولكن يتم اعدادهم ، والفصل الاخير تركيزهم على التخرج والصف الثاني هم النواب فى غالب المهام وهم اصحاب النصيب الأكبر والتركيز القيادي على الصف الثالث بخبرتهم.. – تأكدنا من تحقيق مشاركة كل أقاليم السودان ، ومن بين ذلك المكونات الاجتماعية.. – وحين بدأنا التسميات ، جاءت قائمة شخصيات ، هم (نجوم) ، تم استقطابهم ، أو نحن بحاجة لهم.. – وقائمة اخرى ، هم الفريق القيادي ، ثلاثة أو اربعة من الاتحاد السابق ، أو الجمعيات ، للإطمئنان تغطية كل الوظائف (وجود شخص ملم بقضايا المال ، شخص آخر لديه تجربة رياضية ، وآخر فى الثقافة..الخ) – وجاءت توجيهات تنظيمية (فلان وفلان وفلان) لا تكلفوهم ، هناك ضرورة لهم فى عمل آخر ، وتلك المزاوجة بين العمل السياسي والنقابي.. – ما كنت أظنه قائمة نعدها فى دقائق ، قضينا فيها وفريقنا 12 ساعة ، ليس ذلك كل شىء .. وكنت كل مرة احذف اسماً من قائمتي ، حتى كادت أن تنمحي.. – ابدت الأمانة العامة (تحفظات) على بعض الاسماء ، وبعد اجتماع استمر 10 ساعات أجاز مجلس الشورى 22 عضواً من بين ثلاثين وقبل اعتذار 3 ووافق على 4 تحفظت عليهم الامانة لمهام اخرى ، وحدد زمان آخر لبقية القائمة.. هكذا تعلمت الدرس.. – مما يستخلص من هذه الإشارة العابرة: أولاً : التكليف بالمهام ، ليس مجرد قائمة ، أو مجرد وظيفة ، أو (الرجل المناسب فى المكان المناسب) كثر هم (الرجال المناسبون) ولحسابات ما ، فإن بعضهم أحق من الاخر ، هذا عمل دقيق يراعي الكفاءات ويحقق التوازن ويبعث على الرضا.. وثانياً: أن الأحزاب والتيارات السياسية ليست (شراً محضاً) ، بل عكس ذلك تماماً ، هي خازنة تجارب ومعارف ، والذين يروجون للدعاية السالبة لا يدركون الحقيقة ، وما ينبغي محاربته ، هو (الحزبية أو التحزب) أى تقديم المصلحة الصغيرة على الهم الوطني ، إن التحيزات ذات صور كثيرة.. للإقتصاديين تحيزات ، للإداريين تحيزات ، وفوق ذلك للعسكر تحيزات ، وهكذا ، فالتوصيف الدقيق ، السمو بقضية الوطن فوق المصالح الضيقة والانتماءات الصغيرة.. – لا يوجد شخص بدون (فائدة) أو دور ، وإنما التحدي فى القدرة على توظيف ذلك ، وهذه أصعب المهام وأكبر التحديات.. تلك تجربتي الصغيرة فى عالم صغير ، فلا تستسهلوا قضايا وتحديات الوطن ب(ترف) التجريب.. حفظ الله البلاد والعباد.. د.ابراهيم الصديق على 20 يونيو 2025م script type="text/javascript"="async" src="https://static.jubnaadserve.com/api/widget.js" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة