في خطوة مفاجئة، أصدر بنك السودان المركزي يوم الثلاثاء 22 يوليو 2025، قرارًا بوقف خدمة التحويلات المالية عبر تطبيق iBOK التابع لبنك الخرطوم، دون الإفصاح عن الأسباب المباشرة، مكتفيًا بإشارة إلى "إعلان لاحق". القرار أثار تساؤلات عديدة حول دلالاته وتوقيته، خاصة في ظل اشتداد أزمة سعر الصرف وتدهور قيمة الجنيه السوداني. السياق الاقتصادي: تشهد الأسواق السودانية منذ أسابيع تصاعدًا حادًا في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، حيث فقدت العملة الوطنية أكثر من ثلث قيمتها خلال فترة وجيزة. وعزا مراقبون ذلك إلى تفاقم الأوضاع السياسية، وتوسع السوق الموازي للعملات، وغياب السياسات النقدية الفعالة، فضلًا عن تصاعد الطلب على الدولار لأغراض التجارة والتهريب والتحوّط من التضخم. تحليل القرار: ما يمكن أن يحققه الإيقاف: الحد من المضاربات الإلكترونية: قد يساهم القرار في تعطيل بعض الأنشطة المرتبطة بالتحويلات السريعة التي تُستخدم في المضاربة على أسعار العملات. ضبط السيولة تحت النظام الرسمي: إيقاف التطبيق قد يُساعد في تقليل التحويلات غير الخاضعة للرقابة الكاملة للبنك المركزي. رسالة انضباط مصرفي: القرار يُظهر رغبة المركزي في استعادة السيطرة على سوق النقد والخدمات المالية. لكن التأثير محدود للأسباب التالية: وجود بدائل متعددة لتحويل الأموال، سواء عبر تطبيقات أخرى أو السوق الموازي. الطلب الحقيقي على الدولار ما زال مرتفعًا، نتيجة شح السلع الأساسية والاستيراد من الخارج. غياب المعالجة الجذرية للأزمة الاقتصادية: فالإيقاف لا يعالج الأسباب الهيكلية التي أدت إلى تدهور الجنيه، مثل ضعف الإنتاج وغياب الاستقرار السياسي وانعدام الاحتياطي الأجنبي. رأي الخبراء: يرى اقتصاديون أن خطوة إيقاف iBOK قد تكون جزءًا من حزمة إجراءات أوسع مرتقبة من قبل البنك المركزي لضبط سوق النقد، لكنهم حذروا من أن الاعتماد على الإجراءات التقنية وحدها لن يُعيد الاستقرار للعملة، ما لم تُصاحبها إصلاحات هيكلية حقيقية تشمل: مراجعة السياسات المالية والنقدية. دعم الإنتاج والصادرات. استقطاب تحويلات المغتربين عبر القنوات الرسمية. تعزيز الاحتياطي النقدي من العملات الصعبة. الخلاصة: إيقاف خدمة iBOK خطوة إجرائية قد تُسهم في إبطاء بعض المعاملات المريبة، لكنها لن توقف نزيف الجنيه ما لم تتوفر إرادة سياسية واضحة وخطة اقتصادية شاملة. السوق السودانية بحاجة إلى ثقة، وهذه لا تأتي بقرارات مفاجئة فقط، بل بسياسات شفافة ومستقرة تُعيد الأمل في العملة الوطنية. إعداد: صحيفة التيار script type="text/javascript"="async" src="https://static.jubnaadserve.com/api/widget.js" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة