أنه على المدى البعيد ستتوسع هذه العصابات لتشكل في نفسها أحياء إجرامية تزحف أفقياً لتتوسع وتشمل مناطق ورقع جغرافية أكبر، ليس عن طريق نشاطها المباشر ولكن عن طريق تصدير ثقافة النهب المسلح كثقافة أحياء ومجموعات، لكل واحدة منها أسلوبها وطريقتها في النهب. وهذه الثقافة لن تتصدر وتؤثر على الأحياء المحيطة بكونها ثقافة نهب ورباطة، بل عن طريق تسرب الفعل الإجرامي نفسه كفعل دفاعي أمام الهجمات القادمة من أحياء أخرى. ومع الوقت ستتحول الثقافة الدفاعية إلى بنية اجتماعية وثقافة هجومية ورغبة في التعدي والنهب كمصدر لكسب المال. فتأثير الدومينو بفعل غياب الدولة وتهاونها سيصل إلى مناطق آمنة ورافضة لهذه الثقافة، ولكنها ستجد نفسها منغمسة في الفعل الإجرامي.. ولأن بعض المناطق وبحكم ثقافتهم وتنشئتهم، لا يقعون في هذه الأفعال ولديهم ممانعة لهذه السلوكيات، سيجدون أنفسهم أمام خيارين، إما أن يخرجوا دفاعاً عن أموالهم وأحيائهم بشكل عنيف وبقوة السلاح ويفرضوا واقعاً أمنياً بقوة السلاح، ويرسلوا رسالة بأن المنطقة الفلانية لا تتهاون في حسم السرقة "مثلاً منطقة معينة لا يدخلها المجرمين بحكم انطباع مسبق أن سكانها يتعاملون مع الحرامية بنوع من العنف ويرمو بهم في البحر "أو أن يزحف سكان هذه المناطق ليسكنوا في مناطق أخرى، أي أن يبيعوا منازلهم ويتجهوا للسكن في أحياء أخرى أكثر أماناً.. وهذا كله يعني هندسة اجتماعية تشكل الخرطوم على واقع مختلف عما كانت عليه قبل الحرب بل وأسوأ من ذلك، وحتى لا نصل إلى هذه المرحلة يجب على الدولة أن تفرض نفسها وتتحرك بصورة عاجلة قبل أن نصل إلى مرحلة هيمنة العصابات على الأحياء وتقنين نشاطها بقانون القوة والإجرام. حسبو البيلي #السودان إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة