بداية أتقدم بالتهنئة لكم جميعاً بمولد المصطفى صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، نحتفل هذا العام وفاشر السلطان لا تزال تحت الحصار ، (الفاشر ) برمزيتها الدينية والتاريخية للشعب السوداني و للعالم الإسلامي أجمع تجعلنا نقف أمام مدينة لا تعرف الانكسار ، الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور تمثل اليوم رمز الجسارة والصمود ، مدينة بأكملها تتعرض للقصف الممنهج ويضرب عليها حصار قاتل يُستهدف المدنيون العزل من النساء والاطفال والذين يعانون منذ مايو 2024م من حصار ظالم قاتل فرضته المليشيا الإرهابية القاتلة، يجعلهم أمام خيارين أحلاهما مر إما الموت تحت حصار المليشيا أو الفرار عبر طرق كلها خطر يصل إلى الموت ، إنها رحلة الموت بين القصف المستمر والممنهج إلى العراء والمجهول المظلم. هذا الحصار يذكر العالم بحصار (ستالينغراد) ، والذي استمر من 9 سبتمبر 1941 إلى 18يناير 1943م ، خلال هجوم القوات العسكرية الألمانية علي الاتحاد السوفيتي وقتها ، لكنها انتهت بفتح ممر أمن للمدينة ورفع الحصار في 27 يناير 1944م ، أي بعد 872 يوماً من الحصار وهزمت ألمانيا في الحرب العالمية الثانية. نساء الفاشر (الميارم) اليوم يواجهن الجوع والمرض وموت الأطفال بسؤ التغذية والحصار، بقوة وثبات أذهل العالم أجمع ، بينما العالم يكتفي بالمشاهدة وإبداء ( القلق) . من استطعن الفرار سيراً على الأقدام إلى مدينة (طويلة) غرب الفاشر ، وصلن منهكات مصابات بالجفاف والعطش وقد عانين من العنف والابتزاز والسرقة على طول الطريق من عصابات المليشيا ، يروين قصصا وحشية لا يتصورها إنسان. علي صعيد متصل وصف ممثل اليونسيف في السودان (شيلدون يت) الوضع في الفاشر بأنه (كارثة محدقة) محذرا من ضرر لجيل كامل من الأطفال ، كما أصدر برنامج الأغذية العالمي بياناً حذر العالم من كارثة انسانية سببها الجوع وسوء التغذية نتيجة لشح المساعدات الغذائية المنقذة للحياة بسبب عدم القدرة للوصول للمدنيين الموجودين تحت الحصار الغاشم . مع استمرار مناشدات الأممالمتحدة للمليشيا الإرهابية لفتح ممرات إنسانية لدخول المساعدات الإنسانية والأدوية إلا أن المليشيا تتجاهل كل هذة النداءات. بين الموت والجوع والرعب يعيش نساء وأطفال الفاشر منذ أكثر من خمسة عشرة شهرا ويعاني نحو 40% من الأطفال تحت سن الخامسة من سوء التغذية الحاد ، ولا زالت دويلة الشر تدعم المليشيا الإرهابية لمواصلة قتل النساء والأطفال في الفاشر ، حيث يتم قصف المستشفيات ومراكز الإيواء والأحياء السكنية ليل نهار ، مما جعل منظمات الإغاثة الدولية تصدر بياناُ عاجلاً أكدت فيه أن "الهجمات المستمرة ومنع وصول المساعدات الإنسانية واستهداف البنية التحتية تمثل استراتيجية متعمدة ومننهجة تستهدف المدنيين عبر التجويع والإرهاب". تقول الأممالمتحدة إن الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم بإلاضافة إلى الانتهاكات الجسيمة التي حدثت وجرائم الحرب التي ارتكبتها المليشيا الإرهابية في الفاشر وفي مخيمات النزوح، مما يجعل حصار الفاشر من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم . بناء علي ماسبق ندعو العالم بتفعيل القرار 2736 الصادر عن مجلس الأمن في 13يونيو 2024م والذي يطالب المليشيا بوقف حصارها علي الفاشر وسحب عناصرها الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين ، واجبارها علي الالتزام بالقانون الدولي الانساني ، ومعاقبة قادتها علي استخدام (تجويع المدنيين) ك"سلاح في الحرب" وهو يشكل جريمة دولية . لم يعد لنساء وأطفال الفاشر إلا الاتجاة إلى الله تعالى والتضرع بالدعاء في مشهد إنساني يدمي القلوب ، سبحانه فهو القادر فوق عبادة وهو القاهر المنتقم من المليشيا القاتلة ومَن عاونها ودعمها . د. إيناس محمد أحمد إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة