سقوط مدينة توريت بيد قوات المعارضة ليس مجرد تبادل على الميدان ، بل رسالة واضحة عن هشاشة الاوضاع في جنوب السودان، المدينة ليست مجرد موقع جغرافي، بل بوابة استراتيجية ومنطقة حاكمة يمكن لأي طرف يسيطر عليها أن يعيد رسم توازنات الصراع ويعزز موقعه التفاوضي. التحديات التي يواجهها الجنوب اليوم ليست محلية فقط؛ فالتدخلات الإقليمية وقضم يوغندا جزء كبير من اراضي الجنوب " احتلال بالقوة " ، وسماح جنوب السودان لمليشيا الدعم السريع المتمردة باستغلال اراضيه كمنصة هجوم على السودان ، تجعل المشهد أكثر تعقيداً، وتزيد من مخاطر انهيار الأمن والاستقرار لان الدولة الان شبه مستباحة بالسلاح ومرتزقة مليشيا ابو ظبي. الحكومة امام اختبار حقيقي لقدرتها على حماية مؤسساتها، بينما المعارضة تستغل كل متر أرض لكسب ورقة تفاوض جديدة ومع الاستمرار في التقدم نحو مدن جديدة . الأمر المقلق أن الجنوب يعيش أزمة اقتصادية وإنسانية خانقة، أي تصعيد جديد في الجبهات قد يغرق المدنيين أكثر في دائرة المعاناة والنزوح، توريت لم تسقط فقط على الأرض، بل كشفت هشاشة نظام كامل يحتاج إلى إعادة ترتيب عاجلة قبل أن يتفاقم الوضع أكثر. Basher Yagoub إنضم لقناة النيلين على واتساب Promotion Content بعد مماتك اجعل لك أثر في مكة سقيا المعتمرين في أطهر بقاع الأرض ورّث مصحفا من جوار الكعبة المشرفة