تأسست منظمة العفو الدولية بطريقة عجيبة لها قصة تروى ، بدأت حينما غضب بيتر بينيسن (Peter Benenson ) وهو محامي إنجليزي (ولد 21 يوليو 1921م ، في مدينة أكسفورد وتوفي في 25 فبراير 2005م )، حينما غضب لسجن طالبين برتغاليين لمدة سبع سنوات، كان ذلك في 19 نوفمبر 1960م فكتب مقالاً في صحيفة (ذا أوبزيرفر) في 28 مايو 1961م بعنوان (السجناء المنسيون) ، وأطلق حملةً تفاعل معها الكثيرون بعنوان (نداء العفو) ونتيجة لها أعيد نشر المقال في صحف كثيرة حول العالم ، فدعا الناس للتضامن من أجل العدالة والحرية فكانت الشرارة الأولى لانطلاق منظمة تعني بالدفاع عن المسجونين بسبب قناعاتهم السياسية أو الدينية في يوليو 1961م ، وحددت المنظمة أهدافها في بذل الجهود بطريقة قانونية وحيادية لنصرة المعتقلين لأسباب سياسية أو عقائدية أو لحرية التعبير ، والتأكد من إخضاعهم لمحاكمة قانونية عادلة وعلنية، واحترام حق اللجوء السياسي ومنع الاحتجاز لفترة طويلة دون محاكمة ورفض عقوبة الإعدام وكل أشكال التعذيب أو أي انتهاك لحقوق الإنسان، والمطالبة بايجاد نظام عالمي فعال يضمن حرية الرأي . تقوم المنظمة بنشر تقرير سنوي و تحرص علي التنسيق مع أجهزة الإعلام لعرضه وما ورد به من معلومات وتمليكها للحكومات أيضاً ، ولها حق إيفاد مراقبين لحضور المحاكمات العامة وتشارك في تعبئة الرأي العام العالمي تجاة قضية إنسانية، ولها دور استراتيجي تنفرد به، وهو قدرتها على التنسيق بين منظمات غير حكومية ومنظمات دولية وإقليمية من أجل حماية حقوق الإنسان ، هذه المنظمة لها أعضاء وأنصار في أكثر من (150) دولة بمختلف فئات المجتمع على اختلاف معتقداتهم وأفكارهم ومبادئهم يعملون بصورة تطوعية. . حازت المنظمة علي جائزة نوبل للسلام في عام 1977م تقديرا لجهودها في الدفاع عن حقوق الإنسان ومناهضة التعذيب . هذة المنظمة أنشأت في يوليو 1961م في لندن ، كمنظمة غير حكومية. ووثقت إنجازات ملموسة سواء في مجال الحماية أو ترقية حقوق الإنسان في أوقات السلم والحرب وأثناء النزاعات المسلحة . هذة المنظمة ذكرت في تقرير لها مطلع ديسمبر الجاري بعنوان (ملاذ مدمر) أوضحت فيه دلائل تشير إلى أن مليشيا الدعم السريع الإرهابية أقدمت على قتل متعمد للمدنيين واحتجاز رهائن ونهب وتدمير مساجد ومدارس ومستشفيات وعيادات طبية خلال هجومها علي مخيم زمزم للنازحين ، وهو أكبر مخيم للنازحين في ولاية شمال دارفور ، يضم قرابة المليون شخص ، وقع الهجوم خلال الفترة من 11_ 13 أبريل 2025م ، وأن الجرائم والانتهاكات وقعت نتيجة إطلاق النار بشكل عشوائي كثيف و متعمد على المدنيين. ذكرت (انياس كالامار) الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية ، أن "هجوماً وحشياً شرساً تعرض له المدنيون ،وأن الهجوم كان ضمن حملة منظمة على قري ومخيمات المدنيين ، كما أنه (ثبت) أن هناك شركاء دوليين يعملون على تأجيج الحرب مثل _الإمارات _ عن طريق تزويد المليشيا بالأسلحة، ولا سبيل لإنهاء هذة الانتهاكات إلا بوقف تدفق الأسلحة وتوسيع نطاق حظر الأسلحة المطبق في دارفور. كما أشارت إلى ضرورة أن يعمل الإتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي ومنظمة الايغاد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، و روسيا والصين ، عليهم جميعاً دعوة كل البلدان وفي مقدمتهم (الإمارات) لمنع تزويد المليشيا بالسلاح" ،، انتهي حديث الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية. هذا التقرير جاء نتيجة دلائل وقرائن وصور لأقمار اصطناعية ومقاطع فيديو مصورة وإفادات ضحايا فارين من مخيم زمزم وشهود عيان ، بل إن صور الأقمار الاصطناعية الواردة في التقرير تظهر أنواع الأسلحة والمتفجرات التي وجهت للمدنيين. الثابت أن إطلاق النار بصورة عشوائية هو انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني ، كذلك قتل المدنيين داخل بيوتهم أو أثناء بحثهم عن ملاذ آمن في المساجد أو المدارس أو المستشفيات أيضا انتهاك للقانون الدولي الانساني ويشكل جريمة حرب في القانون الدولي أضف إلى ذلك مجموعة من جرائم الاغتصاب والنهب والتعذيب والحجز القسري والاختطاف جميعها توصنف جرائم حرب . لا توجد جهة أو منظمة إقليمية أو دولية لم تجرم هذة المليشيا الإرهابية بل إن بيانات منظمة العفو الدولية تتطابق مع تقارير الأممالمتحدة . الجدير بالذكر أن صحيفة (الغارديان) البريطانية كانت قد نشرت تحقيقاً في أغسطس 2025 م ذكرت فيه أن مخيم زمزم تعرض لواحدة من أفظع المجازر وثاني أكبر جريمة حرب ترتكب أثناء الحرب المشتعلة في السودان ، – المدهش- أن الهجوم علي مخيم زمزم جاء قبيل المؤتمر الدولي للسلام الذي نظمته بريطانيا في لندن في 16 أبريل 2025م ، بغرض حشد الدعم للمساعدات الإنسانية ووضع خارطة لانهاء الحرب في السودان !!! والأكثر ادهاشاً أن الصحيفة في ذات التقرير ذكرت أن بريطانيا تلقت إنذارات متعددة من الأممالمتحدة ومن مركز ابحاث جامعة (ييل) تفيد بخطر هجوم متوقع علي مخيم زمزم من قبل المليشيا خلال أيام قليلة ، إلا أن بريطانيا (التزمت الصمت) لم تفعل لا هي ولا الأممالمتحدة ا شيئا للمدنيين العزل من رجال و نساء وأطفال داخل المخيم !!!!! هذا يفسر لماذا لم تكن ردة فعل المجتمع الدولي تضاهي الكارثة الإنسانية التي وقعت ، ولا يزال المجتمع الدولي (يتعمد) إغفال تصنيف المليشيا القاتلة جماعة إرهابية، وإدانة دولة الإمارات علنا وتحميلها مسؤولية تأجيج الحرب ودعمها للإرهاب ، مما يجعل الجميع (شركاء في الجريمة) فمن عرف وسكت ومن حذر دون فعل إيجابي ومن أغفل واستمر في الصمت . لكن التاريخ يكتب الآن سيرة شعب بطل وأمة أبية وجيش باسل والنصر ات بإذن الله لا محالة. د. إيناس محمد أحمد إنضم لقناة النيلين على واتساب Promotion Content أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك