يبدو أن المشاكل المرورية التي عانى منها المواطنون وشرطة المرور كثيراً في السنوات الماضية التي تتمثل في الزحام والاختناقات المرورية والمخالفات، كتب لها الإنجلاء من خلال تنفيذ المشروع الإستراتيجي للرقابة الإلكترونية للمرور الذي وُقِّع عقده أمس بفندق الهيلتون بين ولاية الخرطوم ومجموعة سوداتل للاتصالات بتكلفة بلغت (599،4) دولاراً بتمويل مباشر من سوداتل. ويعتبر هذا المشروع من المشاريع الإلكترونية في السودان وستنفذه شركة داتانت بشراكة ذكية مع شركة (ZTE) الصينية ثاني أكبر الشركات العالمية في مجال الاتصالات وأجهزة الرقابة المرورية. ويهدف المشروع الى تسهيل حركة المرور وفك الاختناقات المرورية وتمليك السائقين المعلومات عن أماكن الاختناق بجانب رصد المخالفات المرورية إلكترونياً. وسيبدأ تنفيذ المشروع في بداية العام القادم لمدة (061) يوماً وفي المرحلة الأولى يتم تركيب (09) جهازاً، (05) منها في التقاطعات الرئيسية و(04) في موقع الإشارات الضوئية ويتم التحكم فيها مركزياً باستخدام كاميرات مراقبة ذكية بالإضافة الى وجود (4) شاشات رئيسية في أربعة مواقع، الأول في مدخل المدينة في شارع مدني والثاني في الخرطوم بحري في تقاطع الصناعات، والثالث في منطقة أمبدة تقاطع ود البشير مع شارع العرضة والأخير في صينية الرميلة بمنطقة الخرطومجنوب. وستساعد هذه الشاشات في توجيه السائقين نحو الطرق الأقل كثافة وتنقل لهم أسباب تعذر السير في طرقات معينة. د. مختار عثمان مدير عام شركة داتانت قال إن المشروع ثمرة تعاون لجهود مشتركة مع شرطة الولاية والمرور امتد لأكثر من عامين لخلق نظام إلكتروني للرقابة المرورية وأن سوداتل أعدت كل الدراسات اللازمة وفازت بالعطاء داتانت وشركة (ZTE) نسبة لاستيفائها لكل الشروط المالية والفنية. وقال إن مجموعة سوداتل مؤهلة لما تمتلكه من بنى تحتية كبيرة ممثلة في شبكة الألياف الضوئية التي تقدر بخمسة عشر ألف كيلومتر في كل أنحاء البلاد وهي تتميز بسرعات وسعات عالية في نقل البيانات بجانب شبكتها النحاسية الواسعة وامتلاكها لثلاث شبكات لاسلكية. وأضاف أن سوداتل تتحكم في مقاسمها المنتشرة في أنحاء السودان في غرفة مراقبة مركزية.. وكانت سوداتل وفقاً للدكتور عثمان بدأت مشوار الرقابة الإلكترونية منذ ثلاثة أعوام بابتعاث مهندسين للتدريب في جنوب افريقيا والصين تم تدريبهم تدريباً متقدماً في هذا المشروع وسيتم تزويد المشروع بالآليات والتقنيات الحديثة. (الفريق شرطة هاشم عثمان حسين) مدير عام شرطة السودان أوضح ان الشرطة في مختلف مجالات عملها استفادت من التقنية والتطور العلمي ووضعت الكثير من الخطط بدءاً بضبط المخالفات المرورية التي اشتكى منها المواطن في حالة توقيفه في الشارع العام. وأضاف المشروع يتم تنفيذه في ولاية الخرطوم وسوف يمتد الى كل الولايات من ضبط للمخالفات المرورية الى المخالفات في القانون الجنائي. ووصف د. عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم المشروع بأنه واحد من مخرجات خطة الولاية وتهدف إلى المحافظة على الأمن ومحاربة الظواهر غير الحميدة في الشارع العام لتخفيف العبء على المواطن مؤكداً دعم المشروع بتجهيزه المعدات اللوجستية اللازمة. واعتبر «محمد الاشرف التاج محمد» معتمد الرئاسة بولاية الخرطوم ورئيس لجنة المشروع فكرة المشروع للسيطرة والتحكم المروري في ولاية الخرطوم قفزة نوعية وله ستة محاور أساسية لخدمة مرور الولاية. وتشمل على محور الاشارات المرورية ويتم فيه التنسيق بين الإشارات المرورية في مركز الخرطوم لتسهيل حركة المرور وفك الإزدحام المروري. ومحور كاميرات المراقبة التي سوف تنتشر في كل أنحاء العاصمة، ومحور قطع الإشارات الحمراء وهي كاميرات لضبط المخالفين للإشارات الحمراء ومحور السرعة الزائدة في الطرق الرئيسية وطرق المرور السريع بالاضافة إلى إشارات مرورية إرشادية في أطراف الولاية ووجود غرفة للسيطرة والتحكم بقيادة الشرطة مؤكداً حرصه على تدريب ضباط من الرتب العليا في الشرطة لهذا المشروع.