سيدني (رويترز) - اعتذر البابا بنديكت السادس عشر يوم السبت عن الانتهاكات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية في استراليا قائلا انه يجب تقديم المسؤولين الى العدالة. وقال البابا في عظة بسيدني "أشعر بأسف بالغ ازاء ألم ومعاناة الضحايا. "هذه الآثام التي تمثل خيانة خطيرة للثقة تستحق ادانة بينة... يجب تقديم المسؤولين عن هذه الاثام للعدالة". ويعتقد ان هذه هي المرة الاولى التي يعتذر فيها البابا بشكل خاص عن الانتهاكات الجنسية من جانب رجال الكنيسة ويقر بوضوح بان من قاموا بهذه الانتهاكات يجب ان يقدموا للعدالة. ونظم نحو الف محتج مسيرة في سيدني يوم السبت ضد تعاليم الكنيسة وهتفوا مرددين " البابا مخطئ... ارتدوا عازلا طبيا" والقوا بعدد من العوازل الطبية في الهواء للترويج للممارسة الامنة للجنس وهو ما تعارضه الكنيسة الكاثوليكية فيما نظم الاف من الشبان الكاثوليك الذين تدفقوا على سيدني للمشاركة في اليوم العالمي للشباب مسيرة عبر المدينة. وارتدى محتجون قمصانا كتب عليها "عد للوطن أيها البابا" في الوقت الذي قام فيه نحو 200 ألف من الزوار الكاثوليك بمسيرة في سيدني. وحالت الشرطة دون احتكاك المحتجين والزوار ولكن ألقت القبض على أحد الزوار بعد أن لكم محتجا يرفع لافتة مكتوب عليها "لا للبابا" في الوجه. واثار البابا قضية الانتهاك الجنسي في الكنيسة في الولاياتالمتحدة خلال زيارة الى واشنطن في ابريل نيسان حيث قابل الضحايا وتعهد بابعاد مستغلي الاطفال جنسيا عن سلك الكهنوت. لكن كلمات البابا في استراليا كانت اقوى من تلك التي استخدمها في الولاياتالمتحدة حيث تكشفت كبرى الفضائح عام 2002 استقال على اثرها الكردينال في بوسطن بيرنارد لو من منصبه في ذلك العام. وتبين ان اساقفة في الولاياتالمتحدة وفي اماكن اخرى نقلوا رجال الدين الذين استغلوا القصر جنسيا من ابرشية الى اخرى بدلا من عزلهم او تسليمهم الى السلطات. وقالت مؤسسة بروكين ريتس التي تمثل ضحايا الانتهاكات في استراليا بعد الاعتذار البابوي "الاعتذار ليس كافيا. الضحايا يريدون فعلا وليس مجرد كلمات." وتقول المؤسسة ان لديها قائمة بأسماء 107 ممن تعرضوا لانتهاكات بالكنيسة لكنها تشير الى أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير نظرا لان عددا قليلا هم من يذهبون الى المحاكم في قضايا كهذه. وكان ضحايا الانتهاكات الجنسية في استراليا طلبوا من البابا توجيه اعتذار علني خلال زيارته الى سيدني بمناسبة اليوم العالمي للشباب وبدء تحقيقات في مزاعم الانتهاكات. ويقولون ان الكنيسة الكاثوليكية في استراليا مستمرة في محاولاتها التغطية على مثل هذه الانتهاكات.
