كشفت جولة ل (الرأي العام) في بعض اسواق ام درمان عن تواصل ارتفاع السلع الغذائية والاستهلاكية، وتلاحظ خلال الجولة تصاعد اسعار الزيوت والعدس واللحوم الحمراء والبيضاء لتشهد اسعارها أرقاماً قياسية تضاعف من اعباء المواطن اليومية وتبقى عائقا دون الإيفاء بالمتطلبات اليومية، في ظل قلة السيولة المتداولة وضعف الرواتب، فيما تشهد اسواق السلع الغذائية موجة من الارتفاع المتواصل منذ اتجاه الدولة لزيادة الضريبة على القيمة المضافة والتي تزامن مع موجة ارتفاع الاسعار العالمية. وسجلت اسعار العدس ارتفاعاً بواقع (15) جنيهاً للجوال عبوة (20) كيلو ليصل سعره إلى (115) جنيها.. ولم يقف ارتفاع الاسعار عند العدس فحسب، فقد تحركت اسعار زيوت الطعام بمختلف انواعها وسجل زيت السمسم ارتفاعاً بلغ (5) جنيهات مقارنة مع بداية الاسبوع الماضي ليصل سعر جركانة الزيت عبوة (36) رطلاً الى (140) جنيهاً، فيما ارتفع سعر زيت الفهد بنفس القدر ليبلغ سعر الجركانة عبوة (36) رطلاً (85) جنيها وبذات الوتيرة ارتفع سعر زيت الفول الذي سجلت العبوة زنة (63) رطلاً منه (80) جنيها. ويعد تواصل ارتفاع الاسعار مؤشراً حقيقياً للقوة الشرائية التي تعاني الكساد بسبب ارتفاع الاسعار وتضع التجار في محك بين إلتزاماتهم وضعف الحركة التجارية واتهام المواطنين لهم بالارتفاع، ويوضح حاج الطيب الطاهر رئيس شعبة تجار ام درمان ان ارتفاع الاسعار اسهم في تدني القوة الشرائية بواقع (20%) مقارنة بالاسبوع الماضي. وتوقع تواصل ارتفاع الاسعار في السلع الغذائية خاصة مع اقبال شهر رمضان، وارجع حاج الطاهر ارتفاع الاسعار بالاسواق المحلية الى ارتفاع الاسعار عالمياً، خاصة الارز والعدس والقمح بجانب تعدد الرسوم والجبايات على السلع، داعياً الى ضرورة اجمال الحلول لمواجهة مسلسل الاسعار الذي لم ينحصر على السلع الغذائية وحدها. فقد شهدت مجموعة الغذاء تغييرات مقارنة بالاسبوع الماضي خاصة اللحوم والخضر التي بدأت بوادر الارتفاع تظهر على اسعارها استعداداً لشهر رمضان لتسجل اللحوم الحمراء ارقاماً قياسية فوصل سعر كيلو الضأن إلى (16) جنيهاً، بينما جاء سعر كيلو البقري (14) جنيها مع توقعات الجزارين بارتفاع متوقع الامر الذي ارجعه مدير سوق المويلح د. علم الدين الى قلة المعروض مقارنة بالطلب. وأوضح في حديثه ل (الرأي العام) ارتفاع اسعار العلف والموسمية من اهم اسباب ارتفاع الاسعار، واستبعد علاقة الصادر بالاسعارالمحلية، وقال ان الزيادة تعتبر موسمية يتعرض لها السوق كل عام. وتوقع ان تنخفض الاسعار نهاية اغسطس القادم بعد عودة القطيع خاصة وان معظم اسواق ولاية الخرطوم تعتمد على الابقار القشاشية التي تعتمد في غذائها على حشائش الخريف، موضحاً ان ولايات دارفورالكبرى تعتبر اكبر ممول لأسواق اللحوم بولاية الخرطوم. وحسب دراسة أجريت فإن (90%) من استهلاك اللحوم بالولاية يأتي من ولايات دارفور الى ولاية الخرطوم تستغرق حوالى (60) يوماً، وانتقد تعدد الرسوم التي تصل الى (26) رسماً من محلية الى ولائية. وفي ذات المجموعة سجلت الطماطم ارتفاعاً محلوظا خلال بداية هذا الاسبوع ليصل سعر الكيلو إلى (7) جنيهات وسجل الباذنجان ارتفاعا طفيفاً بواقع واحد جنيه ليبلغ سعر الكيلو (4) جنيهات، فيما يواجه ندرة تتيح احتمال ارتفاعه. ويضيف محمد سعيد تاجر خضار بالسوق الشعبي ام درمان ان الموسمية من اهم مسببات ارتفاع الاسعار، حيث يواجه سوق الخضار ندرة وشحاً في محصول الطماطم ويعتمد السوق في الوارد على محصول المحميات، حيث تلاحظ خلال الجولة ضعف القوة الشرائية واكتفاء المواطنين بشراء احتياجاتهم الضرورية.
