أكّد الرئيس عمر البشير، رغبة حكومته في تحقيق أمن دول الإقليم والقارة الأفريقية، بجانب الإهتمام المستمر لبسط السلام وتعزيز علاقات حُسن الجوار وتبادل المصالح المشتركة. وقال البشير لدى مخاطبته فاتحة أعمال القمة المصغّرة للجنة أجهزة الأمن والمخابرات (سيسا) بقاعة الصداقة أمس، إن السودان لم يَتخلَ عن مساعيه الإيجابية، التي تمثّلت في توقيع إتفاقية السلام الشامل، رغم مُحاولات خلق التوترات والعقبات من الدوائر المعادية، وأكّد أنّ جهود السودان ستتواصل لإكمال سلام دارفور بالتعاون مع الشركاء، واعتبر البشير أن الأمن بأفريقيا في ظل المتغيّرات الدولية يستوجب مثل هذا اللقاء، الذي وصفه بالمهم، وشدد على ضرورة التنسيق بين دول القارة لمجابهة التحديات، وقال إن لتجمع (سيسا) دوراً مهماً وفاعلاً في سبيل تحقيق الأمن وإدراك جذور الأزمات بالقارة. وحيّا البشير قوات (يونميد)، التي قال إنها أثبتت أنّ الأفَارقَة قادرون على حل مشاكلهم، ودعا القمة للتعاون المستمر مع قوات (يونميد) ومجلس السلم والأمن الأفريقي ومدهما بالمعلومات الضرورية لحل القضايا والمشاكل والعمل على ضمان وحدة الصف الأفريقي، وقال البشير: (إن أي إضعاف لدولة أفريقية هو إضعاف للقارة بأكملها)، وأشار البشير إلى أنّ الأوضاع في الصومال، التي تُعقد بشأنها قمة (سيسا)، أصبحت هماً مؤرّقاً، وقال إنّ السودان ظل مهموماً بضرورة الإستقرار في الصومال، وأضاف: نتطلع لجهد أفريقي خالص عبر (سيسا) للنهوض بالقارة وإعادة الأمن والإستقرار في أفريقيا. من جهته قال الفريق أول مهندس محمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، إن الخرطوم تستضيف قمة (سيسا) وهي تتهيأ للوفاء بإستفتاء تقرير مصير جنوب السودان، الذي وصفه بأنّه أهم إستحقاقات إتفاقية السلام، وأضاف أن أفريقيا عَانت من قوى الإستعمار المعادية للشعوب بعد أن استنزفت مواردها واستغلت شعوبها وأهدرت طاقاتها وزرعت الفتن بين أبناء الشعب الواحد، وأشار إلى أن ما يجري في السودان دليل على ما تريده دول الإستعمار للقارة، وقال إن المستعمر يحلم في العودة بأقنعة جديدة لزرع الفتن والصراعات بين الأفارقة، وأضاف: نقول لهم هيهات فهناك وعي أفريقي وإرادة جديدة ستتكسر عندها كل هذه الدسائس والمؤامرات، وأوضح أن (سيسا) ستكون الرافد الرئيسي لمفوضية الإتحاد الأفريقي ومجلس السلم والامن، لمدهما بالمعلومات الأمنية الضرورية. وفي السياق أوضح فيليب أوبارا رئيس لجنة (سيسا)، أنّ القمة المصغرة اتخذت قراراتها في البيان الذي قَدّمه مدير المخابرات الصومالي عن أوضاع بلاده في قمة برازافيل السابعة، وأشار إلى أن القمة ستدرس التحديات الأمنية وارتفاع نسبة الإرهاب في المغرب والنهب في غينيا والوضع الذي وصفه بالسيئ في ساحل العاج.
