الخرطوم (رويترز) - قالت مصادر في الأممالمتحدة يوم الاحد ان جيشي شمال وجنوب السودان لم ينسحبا بالكامل من منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها وفقا لما نصت عليه خطة هدفت الى إنهاء التوترات التي أدت الى اشتباكات عنيفة في مايو آيار. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عشرات الأشخاص وإجلاء 50 ألفا عن منازلهم وحرق معظم أنحاء البلدة. وقال محللون ان الاشتباكات شكلت أكبر خطر على اتفاق السلام المُهم بين شمال وجنوب السودان والذي أبرم عام 2005 بعد عقود من الحرب الأهلية في أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة. وبعد سنوات من تعثر المحادثات حول المنطقة المهمة الغنية بالنفط اتفق الأعداء السابقون يوم الجمعة على تشكيل إدارة لأبيي في آخر جزء من خطة خارطة الطريق التي توصلا لها في يونيو حزيران على أن تتخذ محكمة دولية قرارا في أمر حدود المنطقة وتتولى قوة مسلحة مشتركة فرض الامن. لكن أشرف قاضي رئيس بعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في الاتفاق بين الشمال والجنوب قال في بيان يوم السبت ان الانسحاب النهائي للقوات لم يُستكمل بعد. وأضاف أنه يشجع الجانبين على الاستمرار في المضي قدما في تنفيذ باقي بنود خطة خارطة الطريق ومن بينها الانسحاب النهائي لقوات الجانبين من المنطقة. وأوضحت مصادر الاممالمتحدة التي رفضت الكشف عن هويتها يوم الأحد أن جيش الشمال لا يزال ينشر عددا من قواته بالقرب من مناطق النفط وأن جيش الجنوب أيضا ينشر بعضا من أفراد الشرطة العسكرية في منطقة أجوك وأضافت أن الجانبين عملا بما يتعارض مع روح خطة خارطة الطريق التي توصلا اليها في يونيو حزيران والتي نصت على الانسحاب الكامل. وقال مصدر ان "اللجان العسكرية المشتركة تنظر في أمر التعامل مع هذه القضايا." ونص الاتفاق على تشكيل لجان عسكرية مشتركة بين شمال وجنوب السودان للاشراف على تنفيذ البروتوكولات الامنية. وقال برايان كيلي وهو متحدث باسم الاممالمتحدة ان بعثة حفظ السلام يمكنها تأكيد انسحاب القوات الرئيسية من الجانبين من بلدة أبيي التي شهدت القتال في مايو آيار. وأضاف أن "الجيش الشعبي لتحرير السودان (جيش الجنوب) انسحب من المنطقة وأن الفرقة 31 من القوات المسلحة السودانية (جيش الشمال) انسحبت بالكامل أيضا" لكنه لم يستطع التعليق على القوات المتبقية في المنطقة. وقال ان نحو 150 من أفراد قوة الشرطة المشتركة ينتشرون على الارض وأن وحدة تابعة للجيش المشترك تجري دوريات بانتظام وأن الاممالمتحدة تزودهم بالتدريبات والخيام والغذاء. وقال عبد الرحمن محمدين وهو مسؤول بارز في القوات المسلحة السودانية ان القوات عانت من التأخير في إعادة نشر أفرادها بسبب الأمطار الغزيرة التي أغرقت الشوارع لكنه أضاف انه متأكد من انسحابهم الكامل. وقال لرويترز انه سيتأكد من عدم بقاء أي من أفراد القوات المسلحة السودانية لكن معلوماته تقول انه لا يوجد أي منهم في أبيي سوى الوحدة المشتركة.