الصداع النصفي مشكلة عامة تؤرق عددا كبيرا من الأشخاص في الولاياتالمتحدة والعالم وذلك لغموض أسبابها وعدم وجود علاج شاف منها. وقد أثيرت هذه المشكلة مؤخراً في المجتمع الأمريكي عند اكتشاف معاناة عضو الكونغرس ميشيل باشمان مرشحة الرئاسة في انتخابات 2012. ويعاني بعض مرضى الصداع النصفي من ألم نابض في الرأس وشعور حاد بالغثيان يجعلهم يلجأون للجلوس في غرف مظلمة ليوم أو أكثر للتخلص من الألم، وأحياناً ما تهاجم المريض نوبات الصداع النصفي بشكل مفاجئ ومرعب خاصة ما إذا كان ذلك على الطريق محدثة تغيرات في الرؤية يجعل الشخص ينحرف بالسيارة إلى جانب الطريق. وصرَّح رئيس فريق العلماء بشركة بحوث تكنولوجية بشرق لانسينج كريج باتريدج: "تخيَّل أن شخصاً رشق أظفاره في رأسك ثم قام بالنقر عليه كل فترة ليذكر دوماً بوجوده، هكذا هو الألم الذي يحدثه الصداع النصفي". يصيب النساء أكثر من الرجال ويصيب المرض النساء والفتيات أكثر من الرجال والأولاد بنسبة 3 إلى 1 وفق تقارير مؤسسة بحوث الصداع النصفي والتي أشارت أيضاً أن حوالي ربع أفراد الأسرة يعانون من الصداع النصفي، رغم أن هناك أكثر من 10% من الأشخاص البالغين والأطفال يعانون من الصداع النصفي، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية. وتصنف منظمة الصحة العالمية مرض الصداع النصفي ضمن قائمة 20 مرضاً يسببن حالة من الضعف والوهن للمصاب به، حيث أن 90% ممن يعانون هذه المشكلة لا يستطيعون القيام بأعمالهم بشكل طبيعي أثناء الأزمة والتي قد تستمر لساعات وربما أيام. وجود عقارات تقلل حدة النوبة ويؤكد بعض المرضى أن مثل تلك الهجمات من الصداع النصفي تكون حادة جداً بحيث لا يستطيعون القيام بأي عمل ينطوي على مسؤولية كبيرة، إلا أن آخرين ممن تمرسوا على هذه الهجمات لأعوام تمكنوا من التأقلم مع المرض مع تناول أنواع جديدة من الأدوية التي تقلل من حدة النوبة عند بدايتها، فالبعض قال إن الحالة أجبرتهم على العناية بأنفسهم أكثر باتباع أسلوب صحي في الحياة مثل النوم لفترات كافية وتعلم السيطرة على الضغوط النفسية. وقد تعلم بارتريدج تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين والجلوس في الأضواء المبهرة مع الحرص على ارتداء النظارة الشمسية في ضوء النهار الساطع، وقد استمر في تناول دواء ibuprofen لعلاج الصداع مما أدى لإصابته بقرحة، ولكن في النهاية أدرك بارتريدج أن أقراص المغنيسيوم تقلل من تكرار نوبات الصداع والتي أصبحت تصيبه ثلاث مرات فقط بالعام. وأضاف: "إلا أن هذا الأمر يختلف من شخص لآخر، فبعض الناس يشعرون كأن هواء باردا يخترق رأس الواحد منهم عند بدء النوبة إلا أنني أشعر كما لو أنني أسير داخل نفق وأعاني صعوبة بالنطق". علاقة ممارسة النشاط البدني بالمرض أما كات سميث، وهي أم تبلغ من العمر 47 عاما, لم تعاني مشاكل الصداع النصفي إلا في سن العشرين عندما أصيبت في حادث دراجة، ولكن بعد إنجاب طفلها الأول بدأت تعاني نوبات الصداع النصفي بشكل منتظم وحاد يصل ل12 مرة بالشهر، وقد اكتشفت أن هذه الحالة ترتبط بتناول أي مقدار من الخمور أو عند ممارسة النشاط البدني. وأضافت: "لقد كنت شخصا لا يعتني بنفسه جيداً ولكن بعد كل تلك النوبات صرت أكثر حرصاً ونظاماً في حياتي، فقمت بتقليل القيام ببعض الأمور أو تجنبها تماماً، واستبدلت رياضة لعبة الهوكي على الجليد والتمارين الأكروباتية إلى رياضة اليوغا إلا أنني أحياناً ما أكسر هذه القواعد، ففي أحد العطلات الأسبوعية شاركت في حفلة رقص صاخبة فكان عقابي نوبة صداع نصفي حادة". علاج يومي لتجنب المرض واكتشفت سميث أيضا وغيرها من المرضى أن عقار triptans له مفعول سحري لتقليل فترة الألم لكونه يعمل على تقليص الأوعية الدموية في المخ وتغيير تدفق الدم، وبهذا يمكنه إنهاء الصداع بشكل كامل أو تقليل حدته إذا ما تم تناوله بعد دقائق من بدء النوبة. ويتناول بعض المرضى الآخرين علاج يومي لتجنب الصداع النصفي، ومنهم أخصائية اتصالات بمنهاتن باربرا تومسون التي تستعين بعقار Topamax الذي أظهر قدرة في منع نوبات الصداع النصفي بدرجة كبيرة. وقالت تومبسون: "غالباً ما أتناول هذا العقار وأنا في العمل فأكون أكثر هدوءاً بحيث أركز بشكل أفضل في عملي". وعلَّق المدير التنفيذي لمؤسسة الصداع القومية بشيكاغو روبرت دالتون على التقرير قائلاً إن الصداع النصفي يمكن علاجه إلا أن الكثير من المرضى لا يلاقون العناية الطبية المناسبة، وأضاف: "نريد أن يفهم الناس أن الصداع النصفي مرض مرهق عندما لا يتم التعامل معه بشكل مناسب".
