عقدت الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي برئاسة د. حسن الترابي، اجتماعاً بالمركز العام للحزب ناقشت فيه المشكلات التنظيمية التي يواجهها بالولايات والموقف من التعامل مع حكومة الجنوب والتعاون مع الحركات المسلحة في دارفور وجدوى الانضمام لتحالف كاودا. وحذر الاجتماع طبقاً لمصادر مطلعة ل (أس. أم. سي) أمس، من انقسام وشيك داخل الحزب بسبب اصرار أمانة الشعبي بنهر النيل على مواصلة الحوار مع المؤتمر الوطني وفشل اللجنة التي أرسلها الحزب برئاسة الأمين عبد الرازق في اقناع القيادات هناك بالتراجع عن موقفهم، وطالب باستدعاء القائمين على أمر المبادرة وتخييرهم بين ايقاف المبادرة أو الاستقالة وإلا سيواجهون الفصل، خاصةً وأنّ الأمين الجديد المنتخب محمد عبد الواحد متواطئ مع قادة مبادرة الحوار بمن فيهم عبد الله خلف الله، الأمين السابق، كما أنّ القائمين على أمر المبادرة بدأوا اتصالات بالولايات الأخرى. وأبلغ د. الترابي حسب المصادر، الاجتماع عن ترتيبات لاختيار أمين جديد للحزب بجنوب كردفان بسبب المبادرات التي تقودها الأمانة بالولاية للحوار بين المؤتمر الوطني وعبد العزيز الحلو ومالك عقار وهو ما يعارضه الحزب، وأشار الى التعديلات التي طرأت على أمانات الشمالية وشمال كردفان بسبب عدم فاعليتها في خدمة أهدافهم. وشدد الترابي، خلال الاجتماع على ضرورة قطع الطريق أمام اتفاق الدوحة حول دارفور، خاصةً وأن بعض الحركات المسلحة تنظر إليه كجزء من حل الأزمة، وأكد أهمية زيادة التنسيق مع مجموعة عبد الواحد التي سيلتقيها المحبوب عبد السلام بباريس، وأشار إلى أن ظروف حركة العدل والمساواة في ليبيا تصعب من مواصلة الحوار معها وأنهم يشفقون على وضع د. خليل إبراهيم ويتمنون سلامته حتى يتواصل التعاون مع حركته. ودعا الترابي إلى ضرورة تحديد موقف واضح من التعامل مع الجنوب من خلال لجنة يترأسها أشويل نقور (جنوبي وقيادي بالحزب) تَتَضمّن القضايا العالقة وتعامل حكومة الجنوب مع الشمال. وفي خطوة تمهد لانضمام الحزب لاتفاق كاودا، أكد كمال عمر وبشير آدم رحمة المكاسب التي يحققها الاتفاق في التخلص من النظام من خلال التحالف مع حركة تحرير السودان جناحي عبد الواحد ومناوي، بجانب الحركة الشعبية وهو ما عارضه محمد الأمين خليفة وآخرون لحديثه عن العلمانية والتمهيد لاقامة علاقات مع اسرائيل بزيارة ياسر عرمان لها أخيراً. وحول العلاقة مع القوى السياسية، طالب الترابي بزيادة التنسيق مع الحزب الشيوعي لتطوير العلاقة معه والاستفادة من علاقته مع المنظمات الدولية والقوى الغربية في اضعاف النظام تمهيداً لاسقاطه، فيما اعتبر كمال عمر العلاقة مع الشيوعي بأنها أكبر فتح للشعبي رغم تحفظ بعض الأعضاء على ذلك مما أدى لإجازة المقترح بالتصويت. وأكد الاجتماع أن لقاء الترابي بالميرغني أحدث قفزة في علاقة الشعبي بالاتحادي (الأصل) وخرج بمكسب كبير بتأكيد الميرغني عدم مشاركته في الحكومة وهو ما يبعد الحزب عن أيِّ تقارب مع المؤتمر الوطني مستقبلاً. ودعا الحزب للابتعاد عن أية علاقات مع السلفيين وأنصار السنة وغيرهما من الجماعات الإسلامية لوقوفهم مع المؤتمر الوطني - على حد زعمهم -.