حركة العدل والمساواة من اكبر الحركات المسلحة بإقليم دارفور ، وتدور شبهات حول أصولها، فهي من صنيعة قائد المؤتمر الشعبي حسن الترابى وتعتبر الجناح العسكري للحزب. وارتبطت حركة العدل والمساواة ارتباطا وثيقا بفكر المؤتمر الشعبي الذي استقطب إعدادا كبيرة من طلاب دارفور ورعتهم وجندتهم في صفوفها ورفع من مستوى إحساسهم (بالتهميش) في أطار سعيه للضغط على غريمه الوطني الحزب الحاكم. دعاوى التهميش وجدت أذنا صاغية لان الواقع يعكس معاناة الولايات واستقر في أذهان أولئك الشباب أنهم عن طريق انتمائهم للحركة يمكنهم أن يغيروا هذا الواقع وان يحرروا مناطقهم من قبضة الخرطوم. وبعد صناعة حركة العدل والمساواة أعلن المؤتمر الشعبي عن رغبته الاكيده لانضمام لتحالف كاودا وعقدت الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي برئاسة د.حسن الترابي اجتماعا بالمركز العام للحزب ناقشت فيه المشكلات التنظيمية التي يواجهها بالولايات والموقف من التعامل مع حكومة الجنوب والتعاون مع الحركات المسلحة في دارفور وجدوى الانضمام لتحالف كاودا. وحذر الاجتماع من انقسام وشيك داخل الحزب بسبب إصرار أمانة الشعبي بنهر النيل على مواصلة الحوار مع المؤتمر الوطني وفشل اللجنة التي أرسلها الحزب برئاسة الأمين عبدالرازق في إقناع القيادات هناك بالتراجع عن موقفهم وطالب باستدعاء القائمين على أمر المبادرة وتخييرهم بين إيقاف المبادرة أو الاستقالة وإلا سيواجهون الفصل خاصة أن الأمين الجديد المنتخب محمد عبدالواحد متواطئ مع قادة مبادرة الحوار بمن فيهم عبدالله خلف الله الأمين السابق كما أن القائمين على أمر المبادرة اجروا اتصالات بالولايات الأخرى. وكان يرمى الترابى إلى ضرورة قطع الطريق أمام أتفاق الدوحة حول دارفور خاصة وان بعض الحركات المسلحة تنظر إليه كجزء من حل الأزمة ، وشدد على زيادة التنسيق مع مجموعة عبدالواحد التي سيلتقيها المحبوب عبد السلام بباريس. وتحدث الترابى عن ضرورة تحديد موقف واضح من التعامل مع الجنوب من خلال لجنة يترأسها أشويل نقور (جنوبي وقيادي بالحزب) تتضمن القضايا العالقة وتعامل حكومة الجنوب مع الشمال. وحول العلاقة مع القوى السياسية طالب د.الترابى بزيادة التنسيق مع الحزب الشيوعي لتطوير العلاقة معه والاستفادة من علاقته مع المنظمات الدولية والقوى الغربية في إضعاف النظام تمهيداً لإسقاطه فيما أعتبر كمال عمر العلاقة مع الشيوعي بأنها أكبر فتح للمؤتمر الشعبي الشيوعى الذى كان يسخر منه الشيخ الهرم . ومعروف عن الترابى سخريته من الاحزاب المعارضة وكان قد سخر الترابي من الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي بسبب انشقاقها على نفسها بمرور الزمن مما أفقدها الكثير من الموالين لها، وقال:" إن ظهور الحركات المسلحة في دارفور حجَّم نشاط وجماهيرية هذه الأحزاب خاصة حزب الأمة الذي لم يعد له مناطق مقفولة في غرب السودان أسوة بما كان في السابق". وانتقد الترابي الحزب الشيوعي الذي وصفه بالتخلي عن معتقداته التي كان يتمسك بها مما أدى لظهور الطبقات داخله، وأضاف :" لم تعد لهم إلا ثلاث أو أربع أجندات يتمسكون بها، ولو عدلت لأصبحوا شيعة". وأراد أحد الإسلاميين أن يلخص رأيه في حسن عبد الله الترابي فقال عنه: "إنه من أفضل المفكرين الإسلاميين في العالم، ومن أسوأ السياسيين فيه كذلك".