حينما إلتقاه تلفزيون الخرطوم ووضع على (تايتل) شاشته, رقم هاتفه, ما كان خريج كلية الآداب جامعة الخرطوم -الذي أصبح خبيرا متخصصا في الفلك وعلوم الفضاء,د. انور محمد عثمان يتوقع ولو في الخيال ان يبلغ عدد الاتصالات الهاتفية به مليوني اتصال تستفسر بهلع شديد عن احتمالات سقوط القمر الصناعي الأمريكي، ولا تزال (زين) تواصل حصر هذه المكالمات التي يتوقع ان تزيد عن الرقم المذكور, الدكتور أنور قال ل ( الرأي العام) أمس: لم استطع ملاحقة الرد على المكالمات, أرد على متصل بينما يكون هنالك اثنان في الانتظار وكانت حالتي صعبة جدا ارد بالسماعات والسماعة الخارجية وعبر الرسائل حتى أنني اصبت بآلام حادة في الاذن .. لم يصمت هاتفي الجوال طوال ال(24) ساعة حتى بعد سقوط القمر ومعرفة مكان سقوطه, ويضيف: لاول مرة اعرف اسماء مناطق وقرى في أصقاع السودان شرقا وغربا , شمالا وجنوبا وحتى من دولة جنوب السودان كثيرون اتصلوا بي من هذه المناطق. ولماذا تراجع الآن شركة زين ؟ ليعلموني مستقبلا كيف اتفادى مثل هذا الكم من المكالمات ولكي تعرف الشركة للعلم فقط كم بلغت. هل وصلتك اتصالات من الخارج؟ كثيرة جدا خاصة من الخليج ومن اجانب متزوجين من سودانيات يطمئنون على عائلاتهم, وأول اتصال بي كان من امرأة بالمناسبة عددية النساء كانت اكبر من الرجال والكل كان مرتعبا , حالة من الهلع والخوف لا توصف وهنالك طرائف ومواقف. طرائف؟ أحد الازواج قال لي ان زوجته تصر على الذهاب الى بيت والدها لأنها تريد ان تموت وسط أهلها وليس معه, وقد باءت كل محاولات اقناعه لها بالفشل وقال لي أنت السبب.. وآخر تمنى ان تسقط قطعة من القمر على منزله لكي تمسح حالة الفقر الذي يعيشه وقد قيل إن بين أجزاء القمر ذهبا, وهنالك من قال ان القمر جاء فوق ارض السودان, ولما رأى حال أهله كان عطفه عليهم لانه لا يريد ان يزيد حالهم سوءا. والاطرف ان راعيا في الصحراء اتصل بي وقال انه يريد ان ينجو بخرافه من سقوط القمر فأين يخفيها.. والكثير مما سمعت ضاحكا له. وكيف عرفت باحتمالات سقوط القمر في السودان؟ عبر النت, فلي اتصالات مع ناسا وبعض وكالات الفضاء , لمعرفة آخر المستجدات في الفضاء, لكن الذي اطلق أول شرارات الموضوع كانت قناة الشروق التي اتصلت بي , ثم كانت صحيفة(الانتباهة) وانتشر الخبر, الاعلام أخذ الامر بحساسية فقد كان احتمال السقوط ضعيفا ومع ذلك فهو ان حدث كان سيكون كارثيا ولكن الله لطف.. بالمناسبة نحن نعاني من نقص في مراكز البحوث والابحاث في علوم الفضاء والفلك ونتجاهل هذا العلم المهم جدا . ومن أنت؟ أنا خريج كلية الآداب جامعة الخرطوم وحصلت على الماجستير في الاقمار الاصطناعية واستخداماتها في التعليم ثم الدكتوراة , وكرست كل حياتي في الفلك والفضاء وعلومهما , والشخص الوحيد الذي انتقد وكالة الفضاء الامريكية, وامتلك مراصد ومراجع نادرة في هذا العلم وكنت اول من قدم برنامجا في التلفزيون عن الفضاء ولي الآن برنامجا إذاعيا أسبوعيا وقد استقررت بالسودان منذ ستة اشهر, جئت لاخدم بلدي واهلي.