السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.أنور احمد عثمان ، باحث الفلك وعلوم الفضاء : لا استبعد وجود مخلوقات فضائية .. السودان يعاني من (أمية فلكية) ومقررات الفلك بالمدارس (مملة) وتحتوي على أخطاء كثيرة
نشر في الراكوبة يوم 26 - 01 - 2012

ماذا تعرف عن مقبرة الاقمار الصناعية ؟ وهل تهدد النفايات الفضائية الارض ؟ وهل فعلاً توجد مخلوقات فضائية ؟ واين يقف السودان من علوم الفضاء ؟ وماذا قدم الفلكيون السودانيون للوطن ؟ وما حقيقة الاطباق الطائرة ؟ وكيف ينظر علماء الفلك للتنجيم والمنجمين والابراج التي اصبحت موضة في الصحف والمجلات ؟ (الرأي العام) تجيب عن هذه التساؤلات وغيرها عبر هذا الحوار مع (د. انور احمد عثمان) ، الباحث الفلكي بالمركز القومي للبحوث ، وأستاذ الفلك بجامعة امدرمان الإسلامية .
السودان وعلوم الفضاء
* أين يقف السودان من علوم الفضاء ..؟
- علوم الفضاء حديثة في السودان , فأول كلية في علم الفلك والأرصاد الجوي والفضاء كانت بجامعة امدرمان الإسلامية , وطلابها الآن في السنة الثالثة والكلية من اربع سنوات وهناك محاولة لجعلها (5) سنوات وقبلها كان هناك قسم للفلك بقسم العلوم , قسم الفيزياء الفلكية جامعة الخرطوم على رأسها الدكتور الأستاذ القدير استأذنا جميعا البروفيسور معاوية شداد وحاليا تفكر الجامعة الأهلية بود مدني أو كلية مدني الأهلية سابقا في إنشاء قسم لعلوم الفلك والفضاء وهي فكرة رئيس الجامعة البروفيسور عصام عبد الرحمن البوش الذي اتصل بي لدراسة إنشاء قسم للفضاء والفلك , وهناك مراكز أبحاث الفضاء بجامعة المستقبل ومركز الاستشعار عن بعد بالمركز القومي للبحوث بجانب مراكز بحثية أخرى لا تتفاعل بصورة كبيرة أو تقدم أشياء تذكر في علوم الفلك , عدا الجامعات المذكورة سابقا التي اسهمت بالكثير . والفلك علم راق ومهم اتجهت إليه الدول المتقدمة , فاغلبها ادخلت علم الفلك والفضاء كعلم رئيس في الجامعات والمعاهد العليا وفي المدارس الثانوية , بل الابتدائية ولدينا في السودان رواد في هذا المجال نذكر منهم (الأمين محمد احمد كعورة) مدير جامعة امدرمان الإسلامية وأستاذ علم الفلك بالجامعة وهو اول من قام بتأليف في الفلك ، ثم بروفيسور(معاوية شداد) ، و(باغوس دانيال) المختص فى التنجيم ، و(الريح العيدروس)، من بحري ، وبروفيسور (عبد الرازق) رئيس قسم الفلك ، جامعة امدرمان الإسلامية ، وبروفيسور (مبارك درار) أستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة السودان . وأنا اختلف عن هؤلاء العلماء الأجلاء ، أنني بدأت الاهتمام بعلم الفلك منذ الصغر، وقدمت أول برنامج تلفزيوني عن الفلك وأنا طالب بجامعة الخرطوم ، وأول من قدم برامج علمية في الإذاعة السودانية وأول من كتب في تبسيط علم الفلك في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى، داخل وخارج السودان ، كما عملت في عدة دول عربية بأقسام الفلك بمراكز علمية عديدة .
دراسة الفلك
*نلحظ عزوف الطلاب عن دراسة الفلك وعلوم الفضاء ... ما أسباب ذلك؟
- كثيرون يمتنعون عن دراسة هذا العلم ، لاعتقادهم بعدم جدواه في العملية التوظيفية ، فخريجو الهندسة ، والطب ، والعلوم الأخرى لا يجدون عملاً الآن ، على سبيل المثال ابنتي حاصلة على ماجستير في الهندسة وهي لا تزال تبحث عن عمل ، فما بالك بعلم الفلك !
علم المستقبل
البعض يرى أن الفلك هو علم المستقبل ما صحة هذا الاعتقاد؟
نؤكد أن مستقبل العلوم هو علم الفلك وعلوم الفضاء ، فالفضاء هو الذي يتحكم مستقبلاً في الأرض
كيف يتحكم الفضاء في الأرض ؟
مثلاً ، حرب النجوم والأقمار الاصطناعية ، ومهددات الأرض القادمة من الفضاء مثل: الشهب ، والنيازك ، والكويكبات ، وتقلبات الطقس المختلفة ، والقنوات الفضائية والانترنت ، وحتى الصحف اصبحت مرتبطة بعلم الفضاء .
المخلوقات الفضائية
هل الدلائل العلمية لعلوم الفضاء تشير الي احتمال وجود مخلوقات فضائية بالكواكب الأخرى ، كما تصور أفلام الخيال العلمي ذلك؟
العلماء لا يعطون إجابة بنعم أو لا ، ولذلك لا نستطيع أن نقول (لا) ، لان قدرة الله في هذا الكون واسعة وليست محدودة في خلق الأرض والمخلوقات البشرية ، حتى نحن في الأرض هناك بلايين من أنواع المخلوقات لم نستطع كشفها حتى الآن ، سواء في البحار ، أو الهواء أو التربة ، فهذا الكون بلا حدود ، وليس له أول ولا آخر ، فهو ممتد إمتداداً واسعاً ورهيب فيجعلك تشعر بالرهبة والخوف ، والإجلال ، والسجود ، والركوع والارتجاف ، الكون شئ لا يصدق ، ولا يمكن أن يتصوره عقل ، وبه ملايين المجرات ، وبلايين النجوم والشموس ، ومليارات الكواكب ، وكل يوم هناك خلق جديد لمجرات ونجوم وكواكب ،ومن المنطق أن تكون هناك مخلوقات أخرى ، واركز هنا على خلط الناس بين الحياة البشرية والحياة العامة ، فالحياة البشرية تتطلب ارض كأرضنا بما فيها من أوكسجين ومياه وغيرها ، ولكن يمكن أن تكون هناك حياة قائمة على غير هذه الأشياء ، كوجود مخلوقات لا تحتاج للماء ، أو الأوكسجين ، وقد تكون حياة ارقى منا ، أو قد تكون اقل منا ذكاء ، وأفلام الخيال العلمي دائماً تصور المخلوقات الأخرى (الفضائية) كشيء بشع ومخيف ، ولكن قد يكون البشر أكثر بشاعة من المخلوقات الفضائية .. كما يمكن أن تكون هناك ارض أخرى يوجد بها ماء وأوكسجين ، وبها مخلوقات أخرى ، فأهل العقول غير المتفتحة يرون أن ذلك إلحاد ، بوجود مخلوقات أخرى ، ولكن لماذا لا تكون هناك مخلوقات أخرى غيرنا ، فهذا شئ يزيدنا إيمانا بالله ولا ينقصه ، فالإنسان أناني بطبعه ، فحتى الكون يريد أن يكون فيه وحده .
الأطباق الطائرة
* البعض يعتقد بوجود الأطباق الطائرة ويرون أنها مرسلة من كواكب أخرى بعيدة بواسطة مخلوقات فضائية أرقى وأذكى من البشر ... والبعض يرى أنها أقمار تجسس متطورة .. أين يقف الدكتور (أنور) كعالم فلك من هذين الاعتقادين ؟ .
- الأطباق الطائرة ظهرت منذ العام 1948م واحتمال أن تكون مرسلة من مخلوقات من كواكب أخرى ، فأمريكا ارسلت مركبة خرجت خارج المجموعة الشمسية منذ(12) عاماً يطلق عليها (بايونير) وهي تحمل رسالة من البشر بكل اللغات لاحتمال وجود مخلوقات أخرى ، وهي لا تزال سابحة خارج المجموعة الشمسية ، فالأرض مثل حبة رمل في صحراء أو قطرة ماء في محيط بالنسبة للكون اللا متناهي.
مقبرة الأقمار الصناعية
* كثير ما نسمع من علماء الفضاء عن (مقبرة الأقمار الاصطناعية ) .. ما المقصود منها؟
- مقبرة الأقمار الاصطناعية توجد في الفضاء فوق ارتفاع (500) كيلو متر ،فالأقمار الاصطناعية ، قمر اصطناعي مصغر ، حجمه يبدأ من حجم كرة تنس الطاولة (البنج بونج) ويصل الي حجم حافلة تزن عشرات الأطنان ، وتطلق الأقمار الاصطناعية بواسطة صواريخ فضائية تدور حول الأرض ، بمدارات مختلفة مثلاً: مداران من الشرق الي الغرب ، ومداران من الشمال الي الجنوب ، وهذه الأقمار لها أعمار افتراضية ، فبعضها عمره أسبوع فقط ، وهذه ترسل للفضاء لأغراض تجسسية وعسكرية مهمتها التقاط الصور لمناطق معينة وبعضها عمره بين (سنة 10 20) سنة ، ولكن دائماً هناك أقمار بديلة ، تستخدم في حالة تعطل القمر الأول ، والأقمار البديلة طويلة المدى . معروف أن الأقمار الاصطناعية تدور في ارتفاعات مختلفة (250 300) فوق سطح الأرض ، وسرعتها تختلف ، فكلما كان القمر قريباً من سطح الأرض تكون سرعته أسرع ، وتسمى هذه (أقمار متزامنة) ، أى أنها تسير بنفس سرعة الأرض .
سقوط الأقمار
* ولكن ... لماذا تسقط الأقمار الاصطناعية؟
- الأسباب كثيرة : فإما أن يفقد السيطرة عليه ، حيث أن السيطرة تتم داخلياً من المحطات الأرضية فيدخل في نطاق الجاذبية الأرضية ,فتجذبه الأرض الي الأسفل وبالتالي لا يستجيب الي النداءات ومن أسباب سقوط الأقمار الصناعية انتهاء زمنها الافتراضي فيهوي ويسقط على الأرض أو يصطدم بجسم سماوي مثل الشهب او النيازك . وعندما تشارف الأقمار الصناعية على انتهاء عمرها الافتراضي تقوم أجهزة التحكم الأرضية بتحريكها الي مقبرة (الأقمار الصناعية )خارج نطاق جاذبية الأرض وتسبح في الفضاء وهناك الآن حوالي نصف مليون قمر صناعي يدور في الفضاء أي أنها عاملة وهناك الآف من النفايات من الأقمار الصناعية , ولكن القمر الصناعي عندما يسقط فانه يتفتت في الطبقات العليا من الجو على بعد (500) كيلو واقل فوق سطح الأرض وتحترق عند حدود (200) كيلو واقل وتنزل الي الأرض قطعا صغيرة ويسقط معظمها في المحيطات والبحار ,ولم يحدث في تاريخ البشرية سقوط قمر منذ أول سقوط قمر صناعي في العام 1955م وهو القمر الصناعي الروسي من سلالات (اسبوتنق) وحتى الآن سقط حوالي مائة قمر صناعي جميعها لم تضرب اليابسة او تدمر مساكن لكن هذا لا يجعل الناس مطمئنين , فقد تسقط الأقمار في اليابسة وفي مخيلتنا الخوف والذعر الذي اجتاح العالم عند سقوط القمر الصناعي الأمريكي في سبتمبر والألماني في نوفمبر الماضي والروسي الذي سقط خلال يناير الحالي قرب تشيلي في المحيط الهادي , وأنني في غاية الأسف لسقوطه .
*لماذا ..؟
-لان القمر الروسي كان سيأتينا بدراسة ممتازة عن قمر المريخ - فوبيوس- وتأثرت جدا لسقوطه ,لأنه فقد علمي كبير وللعلم الروس أفضل وأكثر تميزا في البحوث الفضائية من الأمريكان ,لكنهم صامتون والآن دخلت دول اخرى في مجال الفضاء وقامت بمجهودات فضائية جبارة مثل الصين ,المارد الذي استيقظ لغزو الفضاء ثم اليابان والهند .
النفايات الفضائية
* بعض العلماء اصبحوا يحذرون من النفايات الفضائية ، ما طبيعة هذه النفايات ؟
-هي بقايا الأقمار الصناعية إضافة لبقايا وقود المركبات والصواريخ وأيضا بقايا الشهب والتلوث الهوائي الكثيف ، والذي يؤثر حالياً في طقس الأرض ، فالتلوث الأرضي بعوادم السيارات ودخان المصانع ، والتلوث الغازي جميعها تصعد لأعلى وتؤثر على طبقة الأوزون ، حتى بقايا الطعام ، مثل قشرة الموزة فإنها تؤثر على الأوزون التي من المفترض أن تحمي البشرية من الإشعاعات فوق البنفسجية وتحت الحمراء .
حماية الأرض
* ولكن من يحمي الأرض من النفايات الفضائية والتلوث الهوائي والغازي ؟
الكرة الأرضية محاطة بأحزمة مغنطيسية ، فنحن وكأننا داخل بالونة ، وكل ما يأتي لتدمير الكرة الأرضية مثل : النيازك والشهب تصفى بهذه الأحزمة المغنطيسية التي تحيط بالأرض ، فالأرض تقوم بالحفاظ على نفسها . وعلى الناس أن يعرفوا أن الزلازل والبراكين تقوم بتثبيت الأرض ، بينما تقوم الأعاصير بتنظيف جو الأرض من الأشياء الغريبة ، أما البراكين فتنتج أراض صالحة للزراعة (خصبة) ، والبراكين تنفس الأرض ، فالعلماء ينظرون للكوارث بان لديها فوائد كثيرة للأرض .
الفلكيون السودانيون
* ماذا قدم الفلكيون للسودان حتى الآن ؟
-البحث العلمي في السودان بلا دعم يذكر ، فالباحثون العلميون ، وأساتذة الجامعات ، وحملة الشهادات العليا يعانون معاناة بالغة من ضعف الدخل المادي والجري وراء متطلبات الحياة اليومية ، رغم أنهم يتميزون بعقول علمية ليست بالهينة ، ولقد زرت دولاً كثر فوجدت ان تقدمها العلمي والتقني الفائق يعتمد في الأساس على العلماء السودانيين في الخارج فهم متميزين ، وذوي عقول ذكية ، وتلك الدول تهتم بهم اهتماماً كبيراً ، وتقدم لهم السكن المجاني والعلاج والدراسة المجانية لأبنائهم ، والرواتب السخية ، والمعاملة الطيبة ، فقط ليأخذوا ما عندنا من علم ، فهم أحيانا يأخذون العلماء السودانيين لحماً ويرمونهم عظماً ... اما في السودان فلا يوجد دعم يقال عليه في مجال البحث العلمي ، بينما الدول الكبرى تستقطع من ميزانيتها نسبة كبيرة للبحوث العلمية ، ولذلك تفوقت علينا .
فالمركز القومي للبحوث به حوالي (12) معهداً ، و (200) باحث من حملة الدراسات العليا ، وهم يقدمون أشياء مذهلة ورائعة جداً في مجالات : الطب البديل ، والطب الشعبي ، والطاقة الذرية ، والطاقة النووية ، والاستشعار عن بعد ، والهندسة الالكترونية ، والتصحر ، وغيرها ، وهم يعملون بجد واجتهاد ، وبلا كلل أو ملل ، رغم ظروفهم المادية الصعبة (جداً) ، ورغماً عن كل ذلك نعتقد أن المركز القومي للبحوث سيكون رائداً في مجال البحث العلمي في السودان .
* ولكن مع وجود كل هؤلاء العلماء في مجال الفلك وعلوم الفضاء ، لماذا لا يوجد في السودان معهد أو مركز لبحوث الفلك والفضاء ؟
- أنا شخصياً لدي رغبة قوية لإنشاء معهد صغير للبحوث الفلكية والفضائية واتمنى أن تدعمني الرأسمالية الوطنية لقيام هذا الصرح العلمي وإنتاج وتقديم برامج تلفزيونية فضائية وفلكية .
* كعالم فلك ، مارأيك العلمي في التنجيم والأبراج التي تنشر حالياً بالصحف والمجلات المحلية والعربية ؟
-نحن كعلماء فلك لا نعترف بالتنجيم ، ولا نعتبره علماً من العلوم ، ولا علاقة له إطلاقا بالنجوم .. وحياة الإنسان العادية كما يحدث في الأبراج .
الأمية الفلكية
* يعاني السودان من (الأمية الفلكية) وذلك في اعتقادي يعود لعدم إدراج علوم الفلك في المقررات الدراسية ، وما يوجد منها سطحي وغير مفيد ..
* أين أنتم كفلكيين من هذه القضية ؟
-المقررات الفلكية الموجودة الآن في مدارسنا محشوة ، وبها أخطاء كثيرة ، وليست جذابة ، وينفر منها التلاميذ أكثر مما يقبلون عليها .
* ما هي مساهماتكم كعلماء فلك وعلوم فضاء لتصحيح هذه الأخطاء والعيوب في المقررات الفلكية؟
لدي كتب ستصدر خلال يناير الحالي ، خاصة بالأطفال ، وتعد الأولى من نوعها في السودان ، حيث تحتوي على قصص فلكية لتنشيط المعلومات الفلكية ... أيضا لدي اكبر معرض فلكي احضرته معي من الخارج ، ويفترض أن يتم عرضه متنقلا بين المدارس ، ولي أكثر من ثمانمائة فيلم ، ساقوم بواسطتها بعقد محاضرات وندوات خاصة في المراكز الشبابية والمساجد .
* ولماذا محاضرات فلكية بالمساجد ؟
لان الظواهر الفلكية تعمق الإيمان أكثر من كثير من كلام وخطب أئمة المساجد ، وهي في نظري خطب تقليدية وغير متجددة ، وليس فيها فكر إطلاقا ، ولو اعطوني الفرصة لعرض أفلامي في المساجد يومياً لجعلت (90%) من غير المؤمنين يؤمنون بالإسلام ، والمؤمنون سوف يزدادون إيمانا وغير المسلمين يسلمون ، فقط اعطوني فرصة في المساجد .
* ولماذا لا تقدم أفلامك هذه عبر القنوات الفضائية السودانية ، فجمهورها اكبر من جمهور المساجد ؟
-حاولت ، ولكن التلفزيون القومي رفض أن يعطيني فرصة لبرامج بينما يتيحون الفرصة للبرامج (الفارغة) والأغاني الرخيصة التي يؤديها شباب وفنانون يشوهون الأغاني القديمة ، وبرامج مملة وطويلة ، أما عن العلماء الذين تركوا الغربة وحضروا لتقديم شيء للوطن ، فلم يجدوا الفرصة ، وشخصياً اصبحت كالمتسول أمام التلفزيون لأقنعهم بتقديم إنتاجي العلمي ، رغم أن هناك أربع عشرة قناة تلفزيونية سودانية ، وأتحدى أن يمنحوني فرصة لتقديم برنامج فلكي ، وأنني على ثقة سوف يكون أفضل برنامج تلفزيوني عربي ، وهذه رسالة لوزير الإعلام والثقافة للاستفادة من ثرواتنا العلمية (المهملة) ، والتي جلبناها معنا من الخارج ، وتقديمها عبر أجهزة الإعلام .
الراي العام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.