بجدارة واستحقاق وتفوق فني ولياقة ذهنية وبدون جمهور.. تأهل فريق الترجي التونسي إلى المباراة النهائية لدوري أبطال إفريقيا بعد أن كرر فوزه على الهلال السوداني وهزمه في الإياب بهدفين نظيفين في استاد رادس بتونس أمس السبت أحرزهما نجم الفريق يوسف المساكني في الدقيقة 48 ، ووجدي بوعزة في الدقيقة 90 ، وكان الترجي فاز في لقاء الذهاب بالخرطوم بهدف نظيف . كما توقع الفريقين سيناريو بداية كل منهما ، فقد استلم الترجي مبادرة الاستحواذ ، وفي المقابل تمركز الفريق الهلالي في ثلث ملعبه الدفاعي .. فالترجي الذي خطط لخطف هدف مبكر يحبط به أمال الهلاليين، اصطدم بعصبية لاعبيه في الثلث الهجومي ، فطاشت التمريرات ، ولم يتبقى للفريق أملاً سوى في عقله المفكر يوسف المساكني، وانطلاقات وجدي بوعزة من الخلف . رغم الصلابة التي أبداها الدفاع الهلالي ونجاحه بالمضي قدماً نحو تحقيق القدرة بتفادي الربع ساعة الأولى من اللقاء دون أن يتلقى مرماه هدفاً ، إلا أن الفريق كان يغرد بجناح واحد، بسبب توقف الجانب الهجومي بشكل شبه كامل لإختفاء صانع اللعب هيثم مصطفى عن المواقف الإيجابية . مرت دقائق شوط المباراة الأول دون أن تترك إنطباعاً مقنعاً بأن المباراة هي المحطة النهائية للفريقين كي يتأهل أحدهما لنهائي البطولة .. فالهلال الخاسر على أرضه لم يقدم طوال الشوط ما يقنع بأنه يسعى لإحراز هدف يعود به للمباراة ، ولا الترجي الذي امتلك 75 % من مساحات الملعب، استطاع أن يصل لمرمى المعز محجوب حارس الهلال بجملة منظمة ومكررة ، أو تسديدة تعكس الرغبة في الفوز . مع دخول الفريقن شوط المباراة الثاني ، فشل الهلال فيما نجح فيه في الشوط الأول، فبدلاً من تأمين دفاعاته في الربع ساعة الحماسية الأولى من الشوط لصاحب الأرض، إندفع بعد دقيقتين نحو تنفيذ هجوم جماعي ، فارتدت بباص سريع بين قلبي دفاعه من بوعزة للمساكني الذي أودعها المرمى الهلالي بسهولة محرزاً هدف التأمين لفريقه، وتأكيد الإحباط للهلال . بعد الهدف التونسي مال أداء الفريقين للهدوء، فالترجي يريد تهدئة اللعب، فيما غرق لاعبي الهلال في اليأس الذي ترجمه أداء قائد الفريق وصانع ألعابه هيثم مصطفى الذي تةقفت عنده أي محاولات هلالية بسبب البطء في التفكير والحركة ، ففرض على خط هجوم فريقه الكرات الطولية البلونية غير الدقيقة ، فارتاح دفاع الترجي ، وضل سادوما مهاجم الهلال طريقه عن المرمى. مع دخول الدقيقة 70 بدأ الهلال يمتلك خط وسط الملعب بعد هبوط أداء لاعب الإرتكاز في الترجي مجدي تراوري، فشن الهلال هجوماً متواصلاً، قابله لياقة ذهنية عالية من لاعبي الترجي الذين اختاروا ألا يدخلوا معركة الوسط والالتحام الشديد مع " ثوار " الهلال ، وتعاملوا من منتصف الطريق مع كل المحاولات بعقل وهدوء، سواء بكشف التسلل لإجهاض التمريرات الطولية، أو بالكثافة وتكوين حائط صد أمام منطقة الجزاء. منح الترجي الهلال فرصة الهجوم والاستحواذ الوهمي حتى الدقيقة 85 ، ليعود من جديد مرتباً أوضاعه الهجومية بفتح الجبهة اليمنى بقيادة وجدي بوعزة وسامح الدربالي، وضم المساكني إلى قلب الملعب للتعامل مع الكرات المرتدة بشكل ايجابي يحبط طموح الهلال في المباراة، وبالفعل أضاع بوعزة هدفاً مؤكداً، وعاد قبل نهاية زمن المباراة بثوان ليحرز هدف فريقه الثاني ، ليسهل على حكم المباراة قرار إعلان نهاية اللقاء وتأهل الترجي للمباراة النهائية ، منتظراً لما ستسفر عنه مباراة الوداد البيضاوي المغربي وإنيمبا النيجيري التي تقام غداً الأحد في نيجيريا ، ليعلن بعدها الطرف الثاني للمباراة النهائية مع الترجي .. " إضغط هنا لمشاهدة الاهداف