زار د. التجاني السيسي رئيس السلطة الاقليمية لدارفور، رئيس حركة التحرير والعدالة، معسكر (كلمة) للنازحين (15) كيلو مترا شرق مدينة نيالا، رغم تلقيه تهديدات بالقتل والرجم بالحجارة من أحد شيوخ المعسكر، ورافقه في الزيارة د. عبد الحميد موسى كاشا والي جنوب دارفور، وأكد السيسي أنه بصدد زيارة كل معسكرات النازحين بالولاية حتى لو تم اغتياله داخلها، وقال: لا توجد قوة تمنعني عن ذلك، وأبدى عدم ممانعته في الإقامة داخل المعسكر. وفي السياق، أكد كاشا، وقوفه إلى جانب برامج العودة مع منح غير الراغبين في العودة قطعاً سكنية مخططة في المدينة وبالمجّان. إلى ذلك، تم اغتيال شخصين بحراسات مليشيا يعقوب ود فرح التابعة للعمدة آدم شرف الدين بسنتر (6)، على خلفية خلافات مع رافضي السلام.. وتفيد متابعات (الرأي العام) بأن السلطات لم تتمكن من اعتقال الجناة حتى ليلة أمس. وفي السياق، جدد السيسي، دعواته بضرورة نبذ القبلية والإثنية، ودعا للوحدة وذلك أمام جماهير مدينة زالنجي، وربط منح التعويضات بمدى الخسائر، وقال إنّ المبالغ المرصودة (300) مليون دولار توزع حسب برنامج العودة الطوعية مع صرف مبلغ أولي للجميع، ورهن عمليات العودة باستتباب الأمن وتوفير الخدمات في أماكن العودة، وطالب السيسي بطرد المفسدين ومساءلتهم. وقال إن الأموال القادمة ستكون لصالح تنمية الإقليم وإنسانه لا لأجل ضخها في جيوب المسؤولين، وأشار إلى أن السلطة الاقليمية شراكة بين حركته والحكومة الاتحادية وحكومات الولايات والمجالس التشريعية، ودعا كل الأطراف للتنسيق. وشدد السيسي على ضرورة توافر الصدق والثقة بين الأطراف لتنزيل سلام دارفور على أرض الواقع، ونوه إلى أن فرصة سلام دارفور أخيرة، وقال: «ذلك حتى لا يُخدع المواطنون بأية وعود حتى لا يسفوا التراب». وطالب دالمتاجرين بقضية النازحين والذين يزرعون الفتنة بالبعد عنهم، ووعد بالوقوف على أحوال النازحين بمعسكرات النزوح واللاجئين بدول الجوار، وأكد أن من أولوياته إعادة النازحين واللاجئين إلى قُراهم وتعويضهم، وتعهد السيسي لدى مخاطبته نازحي معسكر (كلمة) أمس، بترتيب وإجراء عودة منظمة للنازحين إلى قُراهم، وإعطاء معسكر (كلمة) الأولوية في برامج السلطة الاقليمية بدارفور. وترحم السيسي على شهداء السلام من النازحين ب (كلمة)، ووعد بقبول الدعوة التي تقدم بها شيخ المعسكر للسكن ب (كلمة) ومن ثم العمل على عودة النازحين إلى قُراهم. ومن جانبهم، طالب نازحو معسكر (كلمة) الرئيس عمر البشير بالإبقاء على د. عبد الحميد موسى كاشا والياً على جنوب دارفور، وأشاروا إلى أنه أول والٍ وقف على أحوال النازحين بمعسكر (كلمة) منذ بدء الأزمة، فَضْلاً عن أنه خلق علاقات وصداقات مع النازحين. من جهته، أكد الوالي د. عبد الحميد موسى كاشا، استعداده لتوفير أراض مجانية للنازحين وترك الخيار لهم للسكن في المعسكرات بعد أو عودتهم إلى القرى بعد توفير الأمن والخدمات الضرورية. وفي السِّياق، شدد نازحو معسكر (عطاش)، على ضرورة استتباب الأمن وتأمين مناطق العوده الأصلية، وطالبوا بمشاركة النازحين في تنفيذ مخرجات الدوحة. وأعلنت رئيس اتحاد المرأة بمعسكر (كلمة)، عدم دعم الحركات المسلحة والوقوف مع السلام، سيما وأنهم ذاقوا الأمرين، وعاشوا بالمعسكرات طيلة ثمانية أعوام دون فائدة، وطالبت رئيس السلطة الاقليمية وحكومة المركز للاهتمام بالمرأة وتوفير احتياجاتها وتمكينها وإشراكها في الاتفاق، وأشادت بالدكتور التجاني السيسي وانحيازه للسلام.