إيمان توفيق المطربة صاحبة الحنجرة الذهبية والتطريب العالي، والقادم من الدويم بلد الجمال والعلم والثقافة والنور.. ايمان شقت طريقها الفني بهدوء شديد، لم تستعجل الشهرة، ولم تطارد أهل الصحافة بالحديث والصور اللافتة للنظر.. رغم ما تتمتع به من جمال لافت وصوت مدهش، وحضور مسرحي اشاد به الجميع.. ايمان.. توفيق سبق ان كتبت عنها من خلال كاسيتها الأول.. هالني ما سمعت واطربني ما سمعت.. تعليمها الجامعي وثقافتها الجامعية جعلتها تحسن اختيار النصوص الجديدة، وهي تفهم ما تغنيه وليس مثل تلك الببغاوات.. يرددن مقاطع شعرية غير سليمة النطق.. كتبت عنها قبل خمس سنوات ولم أكن قد رأيتها وإلى الآن لم أرها »لايف«.. وعندما كتبت عنها قال لي صديق شاعر مجيد ومسؤول كبير.. لقد كتبت عنها لأنها جميلة.. اقسمت له بأنني لم أرها في حياتي.. ودائماً التي اكتب عنها ارفض مقابلتها.. هي لم تطلب زيارتي.. وحتى لم تتصل بي هاتفياً لتقول لي شكراً.. ولم اغضب.. لأنني كتبت عنها عن قناعة. سميرة دنيا عندما كتبت عنها وسطت كمال ترباس «أيام صفاهم» لتزورني بالمكتب واعتذرت.. ثم قالت لترباس سوف اذهب إليه دون ميعاد.. واضطرت تحت الحاح ترباس ان اقوم بزيارتها.. المهم.. ايمان توفيق فنانة قادمة من المستقبل تحمل كل مواصفات الفنانة المطربة الناجحة.. وعندما تحدثها في الهاتف.. تتحدث بنبرة غنائية هامسة.. ذكرتني بأول هاتف لي مع الفنانة العظيمة فيروز قبل سنوات طويلة.. سمعتها صدفة في حفل افتتاح مسرح كلية الموسيقى والدراما الاسبوع الماضي عبر الراديو.. لأن الحفل كان منقولاً اذاعياً.. ادهشني.. استقبال الجمهور لها بتلك الحرارة عندما اعلن المذيع الداخلي بان ايمان توفيق ستقدم الفقرة التالية.. وغنت ايمان بثقة عالية وثبات نادر ظهر من خلال الاداء الرائع.. بالرغم من انها كانت تعاني من بقية التهاب.. غنت أغنية جديدة رائعة لصديقي عز الدين هلالي.. واخرى لصديقي مدني النخلي.. وبالرغم من ان الاغنيتين جديدتان على اذن المستمع إلا ان تجاوب الجماهير كان رائعاً.. شريطها الأول.. احدث ضجة كبرى.. لكنها لم تسع لترويجه والاعلان عنه، رغم ذلك فقد نفد من الاسواق.. وما زلت احتفظ بالنسخة الأولى والتي اهداني لها احد اشقائي.. كان شريطا دون غطاء وليس به صورة.. التحية والتجلة لهذه الفنانة المدهشة والصاعدة بسرعة الصاروخ.. وخوفي عليها ان تصطدم بالنجوم والقمر.. فهي قمر في الأرض.. ونجمة في السماء..