تعرض أحد الاطباء الاختصاصيين الى الضرب والتهديد بأحد المستشفيات الحكومية من قبل ثلاثة افراد قالوا انهم يتبعون لاحدي القوات النظامية ومعهم أورنيك «8» لطفلة، يعتبره الاطباء تكرار مثل هذه الإعتداءات خطراً على مستقبلهم وعلى مستقبل المرضى من المواطنين. (الرأي العام) تناقش هذه القضية مع الاتحاد العام للأطباء السودانيين ومدير إدارة المستشفيات بوزارة الصحة ولاية الخرطوم بعد أن وقفت على معاناة الاطباء جراء هذه الاعتداءات عبر هذا التحقيق:- -------- هاجس للأطباء تكرار الإعتداء على الأطباء أثناء تأدية واجبهم في بعض المستشفيات الحكومية ظل هاجساً يؤرق الأطباء ويُشكِّل خطراً على مسار العمل في الحقل الصحي الذي بموجبه تحدث حالات الإضراب عن العمل لعدة ساعات مما يتسبب في ضرر لبعض المواطنين «المرضي»، وحول مثل هذه السيناريوهات تحدث لنا عدد من الاطباء منهم (الدكتور وليد الحاج علي) قائلاً: تعرضت للضرب والتهديد بالمستشفى السعودي بالثورة الحارة الأولى بأم درمان من قبل ثلاثة أفراد قالوا انهم يتبعون للقوات النظامية ومعهم أورنيك «8» لطفلة تبلغ من العمر إثني عشر عاماً في حالة «اختطاف». ويضيف: أثناء كتابة التقرير أتت للوحدة حالة طارئة وذهبت لمعاينتها وبعد الإنتهاء من الحالة الطارئة قاموا بقفل الباب بعد طرد الطبيبة المناوبة وقاموا بضربي وتهديدي لذلك تم إخطار شرطة النجدة «999» لمساعدتنا، كما قمت بفتح بلاغ بالرقم «5081» بالقسم الشمالي بأم درمان وبعد التحريات افادوني بأنهم سوف يقومون باستخراج أمر قبض للمتهمين لتتم محاكمتهم. أما (الدكتور خالد محمود سيد) فيقول: تعرضت لتأثير نفسي واجتماعي بعد تهديدي بالقتل من قبل أفراد من القوات النظامية في المستشفى السعودي بأم درمان وقمت بتدوين بلاغ في القسم الشمالي بأم درمان وخسرت مبلغ «004» جنيه عبارة عن رسوم المحامي والمراسلات، لكنني أُصبت باليأس من طول مدة البلاغ وعدم المحاكمة العاجلة وبالتالي تنازلت عن البلاغ ومع ذلك لم أجد مساعدة من إدارة المستشفى أو من وزارة الصحة. ويضيف: كذلك تعرضت للإعتداء من قبل بعض المرافقين للمرضى في مستشفى ام درمان وبالرغم من تكرار الإعتداء علينا ومعاناتنا في المستشفيات بالعمل ل «42» ساعة فإننا نأخذ مقابل ذلك حفنة من الجنيهات لا تتجاوز الثمانية جنيهات. عدد كبير من الاطباء استنكروا مثل هذه الإعتداءات باعتبار ها تهديداً لأمنهم ومستقبلهم. الأورنيك الجنائي الاتحاد العام للاطباء السودانيين من أهم مسؤولياته حماية الاطباء والحفاظ على حقوقهم، وحول ذلك تحدث لنا (الدكتور عدنان يوسف سيف الدين) الأمين العام لإتحاد الاطباء السودانيين قائلاً: اي موظف عام محمي بموجب القانون من اي اعتداء، ففي الآونة الأخيرة ظهرت حالات من الإعتداء على الاطباء من بعض منسوبي القوات النظامية، ومن أسبابه أورنيك «8» الجنائي وهذا الاورنيك وثيقة جنائية وعمل يخص الشرطة، ومن المفترض أن تكون لدى الشرطة مؤسسات تتعامل معها، وتسهيلاً لعمل الشرطة يقوم الطبيب الاختصاصي أو نائب الاختصاصي بملء الاورنيك وليس لدى طبيب الامتياز علاقة بملء الاورنيك، ففرد القوات النظامية لا يدرك أولويات الطبيب ويفترض ان يخدمه الطبيب أولاً لذلك تحدث مثل هذه الاحتكاكات، وحسماً لهذه المشاكل عُقد إجتماع برئاسة مدير عام قوات الشرطة السابق ونقيب اطباء السودان بروفيسور كبلو بوزارة الصحة، وكُوّنت لجنة عليا في العام 5002م من الشرطة والامن وإتحاد الأطباء السودانيين ووزارة الصحة ولاية الخرطوم (إدارة الطب العلاجي) ووزارة الصحة الاتحادية (ادارة المستشفيات). ومن صميم عمل اللجنة توزيع المستشفيات على مراكز الشرطة، فأي مستشفى يتبع لمركز الشرطة المجاور له برئاسة مساعد شرطة يقود فريق الشرطة الموجود في المستشفى، وهنالك علاقة مباشرة بين شرطة المستشفى ومدير شرطة القسم الذي يقع المستشفى في دائرة اختصاصه. ويضيف: هذه الوحدة ساعدت على استقرار كبير في بعض المستشفيات ووضعت حداً لمثل هذه الإعتداءات، لكن تكرار الإعتداء في المستشفى السعودي بأم درمان وبعد زيارتنا له وجدنا ان تنفيذ الشرطة في المستشفى ضعيفاً وتم الإتفاق مع إدارة المستشفى للإتصال بالقسم الشمالي بأم درمان لرفع الوحدة من فرد واحد إلى عدة افراد برئاسة مساعد شرطة، كذلك نظام الدخول الى المستشفى فيه عدم دقة خاصة من جانب القوات النظامية، فالإدارة وضعت بعض الاجراءات لضبطها. اما بالنسبة للبلاغات التي يتم فتحها من قبل الاطباء فلدينا في الاتحاد مستشار قانوني لمتابعة البلاغات ويفترض ان يتم القبض على الافراد الذين اعتدوا على الاختصاصي، لكن البيانات عنهم ضعيفة سوى بيانات الطفلة، فالاجهزة الامنية الآن تسعى لضبطهم. ويضيف: لدينا شواهد لافراد فُصلوا من الخدمة وبعضهم لم تتم ترقيتهم بسبب إعتدائهم على الأطباء والآن نحن بصدد تفعيل اللجنة على مستوى السودان، ولتحقيق إجراءات السلامة والحماية في المستشفيات لدينا وحدات شرطة أمنية في بعضها وسوف نقوم بمتابعة البلاغ مع وضع إجراءات السلامة والحماية بالمستشفى السعودي. وزارة الصحة العبء الأكبر لحماية الأطباء يقع على عاتق وزارة الصحة فما هي الإجراءات التي اتخذتها للحد من مثل هذه الاعتداءات؟ (الدكتور صلاح الحاج احمد) مدير إدارة المستشفيات بوزارة الصحة ولاية الخرطوم يقول:- الاعتداء على الاطباء مرفوض لانه لا يوفر الجو الصحي والطبيعي للمستشفيات، مؤكداً حرص إدارته علي معالجة مثل هذه المشكلات أولاً باول، ومن المعالجات وجود وحدات أمن لحماية العاملين وممتلكاتهم داخل المستشفيات، كما تمت الاستعانة بأفراد من الشرطة الأمنية داخل المستشفيات التي من الممكن ان تحدث فيها مثل هذه الإعتداءات (المستشفيات التي بها نسبة تردد أكثر)، ويضيف: بالنسبة للحادثة الاخيرة في المستشفى السعودي بأم درمان فمن الناحية القانونية تم تدوين بلاغ ضد أفراد القوات النظامية الذين قاموا بالاعتداء على الطبيب الاختصاصي وتم استخراج أمر قبض ومازالت الشرطة تبحث عنهم ليتم ضبطهم ومحاكمتهم. أما من الناحية الإدارية، فبالتعاون والتنسيق مع الجهات الشرطية تم توفير فرد تابع للشرطة الأمنية ليكون مرابطاً طوال اليوم في المستشفى السعودي. ايضاً من التحوطات التي وضعت التنسيق التام بين إدارات المستشفىات والجهات الشرطية والامنية داخل كل محلية. ويقول: نحن كإدارة ووزارة صحة نرفض ونستنكر مثل هذه الإعتداءات ولابد من معاقبة الجاني، فالإدارة إتصلت بمدير الطب العلاجي بمنطقة ام درمان الكبرى لمتابعة الاجراءات في المستشفى السعودي، كذلك تحرك مساعد مدير ادارة المستشفيات بوزارة الصحة ولاية الخرطوم السيد مدير الجودة بإدارة المستشفيات للمتابعة والوقوف على ملابسات الحادث. إدارة الشرطة مصدر مسؤول بإدارة المباحث الجنائية يقول: مثل هذه الإعتداءات تحدث نتيجة لإفرازات إما لضغوط اقتصادية أو إجتماعية أو إدارية أو قد تكون لمشاكل خاصة بالمهنة. وتساءل: لماذا تصاعدت مثل هذه المشاكل الآن؟ ويقول: نحن في الشرطة ندين مثل هذا السلوك من اي شخص سواء أكان عسكرياً أو شخصاً آخر ونطالب بمعاقبتهم وفق القانون