سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    حقائق كاشفة عن السلوك الإيراني!    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المراقب العام للإخوان المسلمين بالسودان : لا نرى ضرورة لإسقاط حكومة أو نظام الآن والعلاقة بيننا والإخوان المسلمين بمصر راسخة
نشر في النيلين يوم 10 - 07 - 2012

لم يمضِ وقت طويل على تسلم الأستاذ علي محمد أحمد جاويش مقعده كمراقب للإخوان المسلمين بعد انعقاد المؤتمر الخامس للحزب، حتى جاءت جاءت الأخبار بوصول الإخوان المسلمين بمصر إلى سدة الحكم، مما جعل حضورهم في المشهد السياسي هو الحدث الأكبر على واجهة الأخبار العربية والعالمية.. (آخر لحظة) جلست إلى المراقب العام للإخوان المسلمين بالسودان الأستاذ جاويش وطرحت عليه حزمة من الأسئلة حول الراهن السياسي الداخلي والخارجي وصعود الإسلاميين في البلاد العربية بعد ثورة الربيع العربي وأثرها على المنطقة والتحديات التي يواجهونها في سبيل تطبيق شعاراتهم التي رفعوها وانتخبهم المواطنون لأجلها.. فإلى مضابط الحوار:
سؤالنا عن ماذا بعد المؤتمر الخامس.. وإعادة ترتيب البيت الداخلي للإخوان المسلمين.. وكيف تقرأون المشهد السياسي السوداني الآن وسط التعقيدات الاقتصادية؟!
- نحن عادة في مؤتمراتنا نناقش وضع الإخوان الداخلي وهذا ما عملنا عليه في المؤتمر الأخير، حيث تشاورنا وتناقشنا حول مختلف القضايا المختصة بالتنسيق والعمل والتنظيم ما بين المركز والولايات وكافة العلاقات والصلات والاهتمام بالإخوان خارج السودان أيضاً، والاطلاع والمعرفة بالأحداث وتوافق وجهات النظر، وهناك مسألة دائمة مثل التمويل وإيجاد مشاريع اقتصادية للجماعة حتى تنهض وتمول عملها وتعتمد على نفسها، كذلك الاهتمام بالجانب الإعلامي حيث لدينا فكرة إصدار صحيفة تتحدث باسمنا لأننا رأينا وأدركنا أهمية الإعلام في توصيل الرسالة والأهداف والرؤى..
عن المشهد السياسي السوداني والأزمة الاقتصادية قلنا رأياً واضحاً في ضرورة الإصلاحات كحزم متكاملة للخروج من النفق، وقد أصدرنا بياناً يوضح موقفنا وهذا وضع طبيعي لأننا جزء من هذا البلد، لذلك نهتم بما يحدث فيها ونقول آراءنا في مختلف القضايا.
ü صعود الحركات الإسلامية السياسية في زمن الربيع العربي جعلها الآن في محك حقيقي ما بين الشعارات والتطبيق؟!
- اعتدل في جلسته منفعلاً وقال إن الحديث عن ذلك أمنيات بالنسبة للمعارضة والمتوجسين من الحركات الإسلامية والتوجه الإسلامي الذي بدأ يتخذ وضعه الطبيعي وعبر الديمقراطية وصناديق الاقتراع التي يؤمنون بها، فلماذا الحديث الآن عن التطبيق خلافاً للشعارات.. وبالمناسبة أي تجربة للعالم تتعرض لاختبارات التطبيق حتى دعوة الرسول (صلى الله عليه وسلم) تعرضت لاختبارات حيث أعلنها على الملأ.. إذن الإخوان المسلمين سوف يواجهون بالصعوبات كغيرهم ولديهم القدرة على النجاح لو منحوا الفرصة الكاملة دون محاصرتهم أو تضييق أو اتهام مسبق، وليس ذلك مسوغاً أن يفر الناس من التجارب الجديدة، ما دام الإمكانية موجودة عليه أن يخوضها الإسلاميون.. وأعود وأقول إن الحديث عن الفشل قبل الحكم والتطبيق هي محاولات للتخريب وسابق لأوانه، ويقال لأن الإسلاميين وصلوا للسلطة عبر الديمقراطية واستخدام التخويف لن يجدي بقدر ما يجب الانتظار لما قد تنتج عنه تجربة الحكم وقياس ذلك في حينه.
ü مقاطعاً: لكن أمامنا تجربة إسلامية في الحكم وهي التجربة الإسلامية السودانية وبعد (23) عاماً هناك بعض المراقبين يقولون إنه ليس الأنموذج المثالي للحكم الإسلامي، فكيف ترى ذلك؟!
- نعم، إن التجربة السودانية لا تعتبر الأنموذج المثالي للحركات الإسلامية الأخرى، والذي يمكن أن يحتذي الناس به ولم تقم على ديمقراطية، بل جاءت إثر انقلاب عسكري، والمدهش أن الحركة الإسلامية قبل الانقلاب كانت في صعود مستمر وحركة سياسية متزنة ملتزمة ومتدرجة ولم يمروا بالظروف التي مر بها الإخوان في مصر وإن كانت هناك مشابهة في حالات الاعتقال لكن الحركة الإسلامية في السودان شاركت في الحكم في فترة الديمقراطية الثالثة ولكن ربما كانت هناك ظروف أدت إلى انقلاب وكان يمكن أن تنجح التجربة الإسلامية إلى حد كبير إن لم تكن 100% فاحتمال 80% أو 70% وليس هناك ما يمنع، لأن الشعب السوداني لا يرفض الإسلام لكن للأسف التجربة في بداياتها مرت بمحنة كبيرة جداً.. وظروف جعلتها تنتكس.. ومن السنين الأولى واضح أن التجربة لم تسر في الخط الإسلامي.. فالحركة الإسلامية في السودان قبل سنة 1969م كان تنظيم الإخوان تنظيماً يقوم على الأخوة الكاملة والشورى والوضوح.. لكن بعد سنة 1969م حينما جاء المؤتمر الإسلامي واستلم الترابي القيادة بدأ يغير في منهج الحركة الإسلامية من الإسم إلى الطريقة والنظام، وبعد ثلاثين سنة من ذلك كان الاستلام للسلطة ولم تكن الحركة الإسلامية مستعدة تربوياً ولا جهادياً ولا فكرياً لاستلام السلطة والنهوض بها، لذلك جاءت التجربة ضعيفة وهزمت الفكرة وأيضاً بسبب الخلافات التي ضربت الحركة الإسلامية وقسمتها إلى حزبين.
مقاطعاً: هل ترى أن أسباب الفشل التي ذكرتها بعد الخلافات للحركة الإسلامية في اختزال الحلول والآراء لدى شخصية الترابي كقائد؟!
- أظن أن الترابي شخصية قوية ومؤثرة منذ 1969م وأنا حضرت تلك الفترة وعاصرتها، وكانت هناك أيضاً شخصيات إسلامية مؤثرة من العلماء والمجاهدين ولكنهم وثقوا في الترابي لأنه رجل نشيط ولديه أفكار ورؤية وأثر فيهم ولكن بعد فترة تبين لهم أن هذا الخطاب لم يكن فعلاً لتركيز ذات الفكرة عن دولة الإسلام والإخاء والحكم والشورى والنهوض به وبالشعب السوداني، بل كان لمآرب أخرى تختص بالترابي في مسألة السلطة والإنفراد بها وبالقرارات وإلزام الآخرين بها مما جعل الخلاف يطفو على السطح وينتهي بالطوفان الذي قسم الحركة الإسلامية والترابي كان مشتركاً في ذلك بلا شك.
هذا يحيلنا إلى دوركم الآن كإخوان مسلمين أين أنتم من هذه الأحداث داخلياً وخارجياً؟!
- هناك جانبان في الوضع الحالي كما قلت لك سابقاً.. نحن نتابع ما يحدث في الداخل ولدينا أفكارنا ورؤيتنا وكذلك نتابع ما يحدث في الخارج من أحداث ومتفائلون جداً بما حدث في مصر، وعلى المستوى الداخلي لدينا اتصالاتنا بالحكومة والمعارضة ونتدارس ونتحاور للوصول إلى حل لكل القضايا العالقة الآن، هذه هي ملامح المرحلة التي نحن عليها الآن ودعوتنا هي تجميع السياسيين والوطنيين حول هذه القضايا.. وأما الجانب الآخر الذي لنا رؤية فيه أن تجربة الإسلام في السودان ينبغي أن لا تختصر على حجم الإخوان في السودان ولكنها تؤخذ بكل الأطراف الإسلامية الموجودة في السودان بما فيها المؤتمر الوطني والشعبي وغيرهم من الأحزاب التي لها القومية الإسلامية كمنهج وفكر وعقيدة وأقول إن للتجربة خللاً وعليها ملاحظات ومحل دراسة وعلينا أن نستفيد من تلك الأخطاء والأسباب، حتى الانقلابات العسكرية يجب أن تدرس ونتعلم منها في المستقبل حتى لا تتكرر وهي تجارب للشعب السوداني علينا أن نستفيد منها، لأنه صبر طويلاً لحكم مستقر يوفر له حياة كريمة.
حركة الإخوان المسلمين الآن هي في عين الأحداث بمصر باعتلائها سدة الحكم بفوز مرشحها محمد مرسي، كيف ترون مستقبلها السياسي وتأثيرها على الخارطة السياسية بالمنطقة؟
- تجربة الإخوان المسلمين في مصر تجربة قديمة لها حوالي 70 سنة، وهي تجربة سياسية ناضجة دخل على إثرها أعضاؤها السجون في فترات طويلة وتمت ملاحقة الآخرين، بل تعرضوا للقتل والتنكيل من فعل الأنظمة السابقة، الآن هي تحصد صبرها وثباتها على المبدأ وتأتي بخيارات الشعب المصري نتيجة لتخطيها وصبرها ونهاية الرحلة الطويلة مع التميز السياسي، والآن تضع قدمها وتبدأ في خطوتها الأولى في الحكم والمهمة أمامها صعبة وليست بالسهلة، في هذا الطريق قتل الإمام حسن البنا وسيد قطب وآخرون، وهي كما قلت رحلة طويلة والآن نضجت وأينعت شجرة صبرهم ثمرة غالية وطبيعي أن تغير من الخارطة السياسية، وأمر بين في أن تؤثر فيها من عدة نواحٍ ، أهمها الإستراتيجية التي سوف تتغير في مواجهة إسرائيل وقوى الاستكبار من حيث عدم الإذعان كما هو في الأنظمة السابقة، مرحلة زوال إسرائيل أرى أنها بدأت الآن على يد صعود الإسلاميين في مصر وتونس وليبيا والآن هم قادمون في سوريا ليكتمل حصار إسرائيل، فالعالم الإسلامي الآن يستعيد عافيته ولا ننسى تركيا وتحولها من أصلب قاعدة علمانية إلى أنموذج إسلامي معاصر أحدث ما أحدثه من حراك سياسي عربي إسلامي له ما بعده، وأنا أتوقع في (100) عام ستفضي كل الخارطة السياسية إلى الإسلام والبعض يقولون إن ذلك أقرب بكثير...
مقاطعاً: على ذكر الأنموذج التركي والإعجاب به من قبل الإسلاميين العرب، هل يعني مماثلة التطبيق في الدول العربية أم أن هناك اختلافاً في ذلك؟!
- بالطبع هناك خصوصية لكل دولة وفقاً لظروفها، لذلك من الخطأ الكبير أن تقاس تجربة دولة على دولة.. فتجارب الدول مختلفة بحسب ما تتعرض له من أحداث تاريخية وبحسب سكانها ووضعها الجغرافي.. فتركيا تاريخها يختلف عن الدول العربية.. وتجربتها السياسية أيضاً، فهي تحولت من الخلافة الإسلامية التي تمددت في العالم العربي إلى فترة أتاتورك وعلمانية الصلدة وحربه على الإسلام.. والآن هي تخوض تجربتها الإسلامية المعتدلة على يد حزب العدالة والتنمية الذي وجد قبولاً بين الأتراك، وقياساً على التجربة والنجاح الأمل يحدو الإسلاميين العرب في مصر وتونس وغيرها من الدول، وهذا لا يعني التماثل والتطبيق في الأنموذج، بل الاهتداء به والعمل على ذات الخطوات بحسب ظروف كل دولة..
فالتجربة التركية صحيحة في إطارها وبيئتها وهي بالتدرج وماضيه في طريقها نحو الأعلى.. ومصر الآن على الطريق بذات النهج وأيضاً على طريقتها وتاريخها الطويل للإخوان وتربيتهم في الممارسة، بالتالي هناك اختلاف بالتأكيد وإن توحدت الرؤى الإسلامية والهدى بالأنموذج التركي.
الآن السودان يواجه أزمة اقتصادية أدت إلى حزمة القرارات الاقتصادية للمعالجة آثارت العديد من الاحتجاجات الشعبية للمواطنين.. كيف ترون الحلول من جانبكم؟
- الحقيقة أن الظروف التي يواجهها المواطنون صعبة جداً.. والتدابير الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة إن خفضت المشكلة لا تحلها نهائياً، لذلك كما قلت لك كان لدينا بيان ورأي حول الأوضاع الآن، وتحدثنا عن ضرورة الحل المتكامل للضائقة المعيشية، ولذلك نرى الغاء القرارات والعمل على تحصيل الأموال المجنبة والتي تمثل جزءاً ضخماً من ميزانية الحكومة ولم يتم إيرادها وحصلت عليها وزارات معينة، وإرجاع هذه الأموال للمالية ضروري ومهم، لأنها ضخمة وتصرف في غير موضعها.. ونحن دعونا أيضاً إلى قيام مؤتمر اقتصادي يشترك فيه كل أصحاب العلم في الاقتصاد ويناقشون كل المؤثرات التي أدت إلى هذه الأزمة المطبقة على الاقتصاد السوداني، والأهم العمل بالقرارات لعلاجها، لأن الحكومة رغم كل برامجها الاقتصادية لم تنجح، لذلك عليها منح الفرصة للآخرين لحل المشكلة الاقتصادية.
بالحديث عن الحكومة والدولة ما بين قبول الآخر وما تقترحونه من آراء في قضايا الوطن، كيف ترون العلاقة بينكم والحكومة؟!
- والله نحن طرحنا هذا الموضوع في كثير من حواراتنا مع الحكومة من حيث المشاركة والأخذ بالرأي دون تغليب، وأن الشورى أساس الحكم والدعوى للتصدي لكافة القضايا باستصحاب الآخرين من الأحزاب في إطار الوحدة الوطنية والمصلحة القومية.. وعن قبول الحكومة للانتقاد أو الرأي الآخر، أعتقد أن عليها السماح بذلك وهذا حق للتعبير للناس إذا كانوا لا يستطيعون الحصول على لقمة عيشهم، وهذه مسألة طبيعية بشرط عدم الضرر وكل الدول الراقية والمستقرة ذات النظم التي تتداول السلطة تحترم مواطنيها وعند حدوث اختلاف تدعو لانتخابات مبكرة، فإما جاءت بها صناديق الاقتراع مرة أخرى من انتخاب الشعب لها ويجدد ثقته، وأما جاءت بغيرها، وهذه مسألة عادية ولا ينبغي للحكومة أن ترفضها وهي التي تتحدث عن وجودها عبر الانتخابات التي فازت بها ولكن الآن الظروف اختلفت وجاءت أحداث جديدة، فما الذي يضير الحكومة من أن تخوض تجربة الانتخابات المبكرة وتجدد ثقتها في مواطنيها لتطمئن ويطمئن المواطن بقدرتها على التنافس!
بهذا الخصوص وحديثكم عن الانتخابات المبكرة.. أين أنتم من قرار المعارضة بإسقاط النظام!؟
- المعارضة لها مطالب مختلفة وأعلاها إسقاط النظام.. نحن كإخوان مسلمين لا نرى ذلك، لأن ظروف السودان الآن مع حرب في الجنوب وتمرد في جبال النوبة وحركات مسلحة متنقلة على الحدود في دارفور ومؤامرات خارجية متربصة بالبلاد وإضرابات في النيل الأزرق، لا نرى ضرورة لإسقاط حكومة أو نظام الآن هذه واحدة ثم نحن جربنا إسقاط حكومة نظام عبود عبر ثورة أكتوبر وكذلك إسقاط حكومة نظام نميري عبر الانتفاضة، وأسوأ حكومتين للسودان جاءتا بعد إسقاط هذين النظامين في تقديري، وتلك كانت في ظروف أفضل من الآن، ولذلك لا أرى ضرورة إسقاط النظام، إنما الإصلاح حتى لا نصومل السودان ونمزقه وهذه مسألة شرعاً لا نراها ولا نؤيدها لأنها سوف تؤدي إلى الحرب والقتال والفتنة، ونسبة لوضع البلاد نرى الإصلاح كبديل وهناك وسائل أخرى طرحناها وهي بمثابة طريق ثالث بدون إضرابات أو حوادث عنف، فالحوار أو انتخابات مبكرة يقول الشعب كلمته كما قلت سابقاً، فالصادق المهدي يمشي بهذا الاتجاه والطريق ولكن ربما أيضاً لا يمشي في طريق إسقاط الحكومة إلى الآخر، فهو بين بين.. كذلك إبراهيم السنوسي عن المؤتمر الشعبي صرح قبل يومين بأنه لا يريد إسقاط الحكومة بالسلاح.. إذن الطريق الثالث السلس يمكن الوصول عبره إلى اتفاق.
الحكومات ذات الخلفية الإسلامية تتم محاصرتها ومراقبتها، بل في بعض الدول تم إسقاطها بعد نجاحها عبر الديمقراطية مثل الجزائر وفلسطين، هل يمكن تكرار ذلك الآن مع مصر وكذلك ما يحدث في السودان؟!
- كما قلت إن الغرب والصهاينة لهم عداء تاريخياً مع المسلمين ولن يتركوا الدول التي جاءت بها الحركات الإسلامية أن تحكم ويضعون لها العراقيل والعقبات وإصدار القرارات ومحاكمتها بتهم الإرهاب وتصديره والمسألة في السودان قديمة وتفاقمت مع الإنقاذ منذ وصولها للحكم، فتمت محاصرة السودان ومعاقبته اقتصادياً لتوجهه الديني والإسلامي عبر المشروع الحضاري رغم تخليها عنها لاحقاً لكن المحاصرة موجودة حتى الآن والجزائر دليل على تلك المحاصرة بعد فوز الإسلاميين والانتخابات والانقلاب عليهم، والآن نحن أمام التجربة المصرية التي في رأيي مختلفة، فهي نتيجة مخاض سياسي عسير ووجهت بالممانعة من قبل المستفيدين من القوى الغربية وإسرائيل، وكذلك في السودان، ويجب أن تدرك ذلك الحكومة والمعارضة وتحويلها إلى نقطة قوة ووحدة لفك الحصار بالعمل على التنمية والإنتاج لصد المحاصرة الخارجية، وعن مصر ووصول الإسلاميين للحكم أعتقد أنهم لن يتركوهم على حالهم، وسوف تتم المؤامرات لإعاقتهم، لأن رغم تخطيهم أقول إنهم الآن يعلمون أن الشعوب هي التي اختارت الإسلاميين.
هل لديكم اتصالات بالإخوان المسلمين في مصر بعد الفوز وكيف ترون أفق المستقبل في العلاقات السودانية المصرية؟!
- دعنا نقول إن العلاقة بيننا والإخوان المسلمين بمصر راسخة وقديمة ونحن أرسلنا لهم تهانينا وهذا واجب وسوف نذهب إلى تهنئتهم بمصر عن قريب إن شاء الله، وبالتأكيد أن العلاقات السودانية المصرية ستكون أفضل مما كانت عليه في السابق، لتقارب وجهات النظر الآن وسنعمل على ذلك ودعنا لا نستبق الأمور.
صحيفة آخر لحظة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.