الخرطوم (رويترز) - قال مسؤولون سودانيون جنوبيون يوم الثلاثاء انهم سينسحبون من محادثات بين السودان والولاياتالمتحدة قائلين ان هذه المفاوضات ربما شجعت قوات الشمال على مهاجمة بلدة نفطية متنازع عليها. وفر عشرات الاف المدنيين من بلدة أبيي في الاسبوع الماضي اثناء اشتباكات بين قوات الشمال والجنوب مما أثار مخاوف من تفاقم الصراع. وقال ياسر عرمان نائب الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان ان كل الوزراء الجنوبيين سينسحبون من المحادثات مع مبعوث الولاياتالمتحدة للسودان ريتشارد وليامسون المقرر ان تبدأ يوم الاربعاء. وقال عرمان لرويترز "الحركة الشعبية لتحرير السودان قررت تعليق مشاركتها في الحوار السوداني الامريكي لتطبيع العلاقات بين الخرطوموواشنطن." وقال "وهذا نتيجة لتدمير مدينة أبيي ونزوح 100 الف مدني." وأبلغ الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باجان اموم يوم الاثنين رويترز بأن السودان على شفا حرب أهلية جديدة في أعقاب الاشتباكات. وتبادل مسؤولون من الشمال والجنوب القاء اللوم كل على الاخر في بدء القتال الذي خلف أكثر من 20 من جنود قوات الشمال وعددا غير معروف من الجنوبيين قتلى. ويطالب كل من الشمال والجنوب بمدينة أبيي القريبة من حقول النفط التي تنتج ما يصل الى نصف الانتاج اليومي للسودان البالغ 500 الف برميل . ولم يتم ترسيم حدود الاقليم في اتفاق السلام الذي وقع في عام 2005 والذي أنهى عقدين من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب. والحركة الشعبية لتحرير السودان جماعة متمردين جنوبية انضمت الى الائتلاف الحكومي مع حزب المؤتمر الوطني بعد توقيع اتفاق السلام في عام 2005. وكان من المقرر ان ينضم الوزراء الذين عينتهم الحركة الشعبية لتحرير السودان ومن بينهم وزير الخارجية دينج الور الى فريق الحكومة السودانية في المحادثات مع وليامسون الذي من المقرر ان يطير الى الخرطوم يوم الاربعاء. لكن عرمان قال ان هذا لن يحدث لان الحركة الشعبية لتحرير السودان تعتقد الان ان السياسيين السودانيين الشماليين ربما لقوا تشجيعا من احتمال عودة العلاقات الى طبيعتها مع الولاياتالمتحدة التي تفرض عقوبات على السودان منذ عام 1997. وقال "نعتقد ان الحوار بين الخرطوموواشنطن ربما شجعهم على مهاجمة أبيي." واضاف انه منذ تدمير أبيي في قتال الاسبوع الماضي فان جميع المباحثات بين السودان والولاياتالمتحدة "غير مفيدة بالنسبة لنا." وقال متحدث باسم السفارة الامريكية في الخرطوم ان التعقيب على اعلان الحركة الشعبية لتحرير السودان يجب ان يأتي من وزارة الخارجية الامريكية في واشنطن. وقال وليامسون في الشهر الماضي ان السودان مازال امامه " طريق طويل وصعب" قبل ان يأمل في تحسين العلاقات مع الولاياتالمتحدة داعيا الى تحقيق "تقدم على الارض يمكن التحقق منه" في علاقات الشمال والجنوب ودارفور. ونقلت وسائل الاعلام الحكومية يوم الثلاثاء عن وزراء بالحكومة السودانية في الشمال قولهم انهم يدعون الحركة الشعبية لتحرير السودان الى "اللجوء الى العقل" في رد فعلها ازاء أزمة أبيي.