أرجأت القمة بين رئيسي السودان وجنوب السودان عمر البشير وسلفاكير ميارديت باديس ابابا الى اليوم بدلا عن امس لاجراء مزيد من التشاور والترتيبات حول اجندة القمة. وفي الاثناء، رحب الامين العام للامم المتحدة ومفوضية الاتحاد الافريقي ووزراء خارجية اميركا والنرويج وبريطانيا بقمة الرئيسين ، ودعوا لعدم تعليق صادرات النفط الجنوبي بحل القضايا الاخرى. واكتفى كل من رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريام ديسالين والوسيط الافريقي ثامبو امبيكي امس بلقاء البشير وسلفاكير كل على حده، ودعا ديسالين لحفل عشاء على شرف الرئيسين بالقصر الرئاسي. وحسب مصادر فان لقاء ديسالين وامبيكي بالبشير وسلفاكير هدف الى تقريب وجهات النظر وتحضير اجندة القمة. وعلم، أن نتائج القمة الثلاثية المغلقة كانت إيجابية وسيكون لها مردود إيجابي على مباحثات الرئيسين. وقال مصدر مقرب من محيط مقر التفاوض ل»الصحافة» ، ان القمة ستناقش ثلاث قضايا تشمل :أبيي والحدود وتنفيذ اتفاقية التعاون الموقعة بالأحرف الأولى في أديس أبابا. وهدف الاجتماعان المنفصلان بحسب «سونا» إلى تشاور الوسطاء بين الطرفين حول اجندة القمة المرتقبة بين البشير وسلفاكير اليوم، والمتعلقة بتسريع تنفيذ اتفاق التعاون المشترك بين السودان وجنوب السودان الموقع في 27 سبتمبر الماضي. ورافق البشير الى أديس أبابا، التي وصلها امس، وفد رفيع المستوى ضم: وزير رئاسة الجمهورية الفريق بكري حسن صالح، وزير الدفاع الفريق اول عبدالرحيم محمد حسين، وزير الخارجية علي كرتي، ومدير جهاز الأمن الفريق محمد عطا. في سياق متصل، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باجتماع رئيسي السودان وجنوب السودان في أثيوبيا، وحثهما على العمل لحل كل المسائل العالقة بين البلدين. وحث كي مون، في بيان، الرئيسين على معالجة المسائل العالقة بين البلدين بشكل حاسم، بما في ذلك ترسيم الحدود والأمن والوضع النهائي لمنطقة أبيي، وتفعيل الآليات الأمنية المتفق عليها عند الحدود وتطبيق اتفاقيات التعاون. وأكد أن الأممالمتحدة مستعدة لدعم الطرفين على تنفيذ اتفاقاتهما والمساعدة في حل الخلافات المتبقية. كما رحبت وزيرة الخارجية الأميريكية هيلاري كلينتون ونظيراها النرويجي إسبن بارث أيدي والبريطاني ويليام هيج باجتماع البشير وسلفاكير ميارديت. وأعرب الوزراء، في بيان مشترك بواشنطن، عن أسفهم لتوقف التقدم المحرز في تنفيذ اتفاقات 27 سبتمبر، وخاصة بشأن الترتيبات الأمنية المتفق عليها حول الحدود والتي لم تعد مطبقة، ودعوا الزعيمين الآن لمعالجة جميع المسائل المعلقة بشكل عملي، والتأكد من انسحاب قوات البلدين فوراً من المنطقة المنزوعة السلاح، ونشر آلية الحدود المشتركة والتحقق والرصد وفقاً لما تم الاتفاق عليه. وشدد الوزراء الثلاثة في بيانهم على أهمية إحراز تقدم موازٍ في نفس الوقت في جوانب أخرى من العلاقات بين البلدين، مشيرين إلى أن التنفيذ الكامل لكل الاتفاقات وفقاً لبنودها ودون أي شروط مسبقة سيساعد على بناء الثقة وسيفيد شعبي البلدين، كما أن إعادة استئناف إنتاج النفط وصادراته سيكون ذا قيمة خاصة لاقتصادي البلدين، وينبغي عدم تعليقها خلال المفاوضات على القضايا الأخرى. وأضافوا أن اقتراح امبيكي حول أبيي، الذي تبناه مجلس الاتحاد الأفريقي للسلام والأمن في 24 أكتوبر، يحدد طريقاً واضحاً نحو تحديد الوضع النهائي للمنطقة وفقاً للاتفاقات التي وقعها الطرفان بالفعل، ويحمي حقوق جميع الطوائف والمجتمعات ويضمن أن تصبح أبيي نموذجاً للتعاون والتعايش عبر الحدود، باستمرار الوضع الخاص لأبيي كجسر بين البلدين يتمتع بالحقوق السياسية والاقتصادية المكفولة لقبيلتي الدينكا نقوك والمسيرية، مهما كانت نتيجة الاستفتاء. وطالبوا الخرطوم وجوبا على اللقاء لتوضيح هذه الحقوق والتحرك في اتجاه التوصل لاتفاق على الوضع النهائي لمنطقة أبيي. كما حثوا البشير وسلفاكير على اغتنام فرصة انعقاد مؤتمر القمة كي يبرهنا على التزامهما بتنفيذ ما اتفقا عليه وتحويل التعايش السلمي إلى واقع ملموس.