رفضت الحكومة مقترح الاتحاد الاوروبي الداعي لتعليق عقوبة الاعدام مقابل تجميد قرار مدعي المحكمة الجنائية تجاه توقيف الرئيس عمر البشير . وقالت الحكومة علي لسان مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية أن موقفها تجاه تطبيق عقوبة الاعدام موقف ثابت بإعتباره جزءاً من الشريعة الاسلامية . وقال مطرف لصحيفة الراي العام السودانية أمس ان وفد الاتحاد الاوروبي المتواجد حالياً بجنوب السودان يمثل سفراء الدول الاوروبية المعتمدة لدي الخرطوم ، لافتاً الي أن وجوده يأتي في إطار الحوار القائم بين حكومة الجنوب والاتحاد الاوروبي . ووصل عدد من الدوبلوماسيين الاوروبيين أمس إلي جوبا في محاولة لإقناع المسؤولين في السودان بالتجاوب مع نداء الاتحاد الاوروبي بتعليق تطبيق احكام الاعدام في السودان مع العمل سوياً من أجل تجميد قرار المحكمة الدولية بحق الرئيس عمر البشير . وقالت كريستين هوبكو رئيسة الوفد ، سفيرة فرنسا في الخرطوم بمطار جوبا أن أجندة الزيارة التي تستمر لثلاثة أيام تشمل التحول الديمقراطي وحقوق الانسان والحكم الرشيد في جنوب السودان . وأضافت كريستين (ان الاتحاد الاوروبي يبدي قلقاً شديداً إزاء مسألة حكم الاعدام ، ووجه نداءً دعا فيه الي تجميد تطبيق هذا النوع من الاعدام ) . وجاء تصريح السفيرة الفرنسية باسم وفد من تسعة أعضاء في الاتحاد الاوروبي بينهم سفراء الدنمارك والمانيا وايطاليا وهولندا وأسبانيا والسويد إضافة الي ممثلين عن الاتحاد الاوروبي . وأبدى الاتحاد الاوروبي (الحذر) تجاه إعلان الرئيس عمر البشير وقف إطلاق النار في دارفور . ودعا بيان صدر أمس عن مجلس الوزراء الأوروبي في بروكسل السلطات السودانية إلي إثبات التزامها بهذا الإعلان ، وأشار إلي موقف دول التكتل الموحد التي رحبت بالإعلان ودعت الأطراف المتنازعة كافة في الإقليم إلي السير في ذات الاتجاه . ووصف البيان خطوة الرئيس هذه ب( مقدمة لابد منها لإقامة الثقة وإعادة إطلاق عملية السلام في الإقليم ). وطالب الاتحاد الاوروبي الحكومة بالعمل من أجل نزع سلاح المليشيات في أقرب وقت ممكن بالتعاون مع قوات اليونميد ، داعياً إلي وقف العنف وإحترام القانون الدولي واللجوء إلي العمل السلمي من أجل إيجاد حل سياسي للقضية . من ناحيتها أشادت وزارة الخارجية بالدور الإيجابي الذي أبداه الاتحاد الأوروبي تجاه القرارات التي أصدرها الرئيس البشير في ختام أعمال ملتقي أهل السودان في وقت دعت فيه الخارجية دول الاتحاد الاوروبي ترجمة الاقوال إلي أفعال ، وقال السفير علي الصادق الناطق الرسمي بإسم الخارجية في تصريح أن رئاسة الاتحاد الاوروبي متفهمة للوضع بالبلاد ولدواعي قرارات الرئيس الخاصة بدارفور ، وطالب الصادق رئاسة الاتحاد الاوروبي والدول التي تنضوي تحتها بترجمة أقوالهم الايجابية إلي أفعال ملموسة تخدم قضية دارفور وقضايا السلام بالبلاد .