أثار ما نشرته صحيفة الوطن أمس حول مشاركة حزب الأمة في الحكومة القادمة، العديد من ردود الفعل وسط القوى السياسية، خاصة داخل حزب الأمة القومي الذي انقسم بين مؤيد لفكرة المشاركة ومعارض لها. ففي الوقت الذي نفت فيه قيادات رفيعة المستوى بحزب الأمة تلك التحركات تحصلت «الوطن» على معلومات أشارت إلى حقيقة تلك التحركات التي يقف من خلفها العقيد عبدالرحمن الصادق المهدي، بجانب مجموعة أخرى ابرزها الأمين العام السابق للحزب الفريق صديق إسماعيل، وتمضي المصادر لتؤكد أن الحزب وبسبب ردود الأفعال قد الغى اجتماع المكتب السياسي الذي كان قد حدد له اليوم الثلاثاء، وحسب المصادر فإن شباب الحزب قد أعلنوا تمسكهم بموقفهم الرافض لمشاركة الحزب في الحكومة، بل ذهبت المصادر لأبعد من ذلك عندما قالت إن شباب الأمة قد هددوا باحتلال المركز العام حال مشاركة الحزب في الحكومة. وعلى خلفية تلك الخلافات اتهم زعيم الحزب الصادق المهدي كل من مبارك الفاضل وآدم مادبو ونصر الدين الهادي بما اسماه بالاصطياد في المياه العكر ، مطالباً بإصدار منشور واضح لكل من يرغب في العمل بالحزب قائم على الاعتراف بؤمسسات الحزب ، مضيفاً بقوله: (كل من يرغب العمل وفق ذلك في الحزب فأهلاً به ومن يرغب بالعمل مع المذكورين عليه أن يغادر الحزب فوراً). بدوره شن الأمين العام للحزب ابراهيم الأمين هجوماً ضارياً على سلفه الفريق صديق وأتهمه بقيادة العمل المضاد للأمانة العامة . ورجحت مصادر عدم قيام اجتماعات المكتب السياسي لحزب الأمة طيلة الشهرين الماضيين يعود بسبب تلك الخلافات وغيرها وهي مشاكل وخلافات عانى منها الحزب كثيرا،خاصة وأن قيادات من الحزب ك(صديق محمد إساماعيل وخلف الله أحمد الشريف) تتهم سارة نقد الله بالعمل على تعطيل اجتماعات المكتب السياسي بالتنسيق مع الأمين العام( إبراهيم الأمين) مشيرين إلى تزرعها بالمشكلة الأخيرة (سودان المهجر ) بجانب انتقاداتها الحادة في آخر اجتماع عقده المكتب السياسي للحزب. وكانت رئاسة الحزب قد قررت قبل أيام إبطال قرار الأمين العام بتعيين إسماعيل آدم نائباً له وعدته مخالفاً للوائح ودستور الحزب ،وعلى أثر ذلك كلف الصادق المهدي كل من صديق محمد إسماعيل وعبد الرحمن دوسة وعبدالرحمن الغالي بصياغة القرار وتوزيعه ، وهو أمر غير معهود لرئيس الحزب في مثل هذه الحالات التي دائما ما يدعو لعقد الهيئة المركزية لمناقشة القضية إلا أن الصادق المهدي لم يفعل ذلك الأمر فسره مراقبون بدخول حزب الأمة القومي مرحلة جديدة من الصراع العميق داخل مؤسساته. وكانت قد تصاعدت وتيرة الخلافات داخل حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي على خلفية إصرار الامين العام للحزب ابراهيم الأمين على تعيين هاشم عوض مساعدا له لسودان المهجر بديلا للبشرى عبد الحميد فلم يجد رئيس الحزب غير الإستجابة لطلب الأمين العام. وقالت مصادر داخل الحزب أن القرار أثار ردود افعال واسعة داخل أجهزة الحزب التي انقسمت مابين مؤيد ورافض خاصة وأن مجموعة البشرى تعد الداعم للحزب ،مما يفقده غالبية عضويته بالمهجر.