كشف مصدر مطلع عن تفاصيل المبادرة الأمريكية لحزب المؤتمر الوطني، مشيراً إلى أنها سُلمت بواسطة القائم بالأعمال الأمريكي جوزيف ستنافورد خلال لقائه مرتين مساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع خلال الفترة الماضية، وقال المصدر إن المبادرة جاءت في إطار تبادلي بين الخرطوموواشنطن، حيث تنوي أمريكا الاستماع لرؤية حلول حزب المؤتمر الوطني بالنسبة لمناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، وأشار المصدر إلى أن الخرطوم تنتظر الدعوة الرسمية التي من المقرر أن يسلمها القائم بالأعمال ستنافورد للحكومة التي تحدد موعد زيارة وفد السودان إلى واشنطن، وأبان المصدر أن المبادرة حتى الآن لا يعرف هل ستكون فيها أطراف الصراع في المناطق الثلاث أم ستكون بين الإدارة الأمريكية وحزب المؤتمر الوطني لوحدهما، وأشار المصدر إلى أن شروط المبادرة لم تأتِ بجديد للتطبيع بين البلدين، حيث مازالت نفس الشروط الأمريكية التي تم طرحها من قبل على د. غازي صلاح الدين إبان توليه ملف دارفور، وسيتم طرحها على وفد المؤتمر الوطني الزائر إلى واشنطن ويضاف إليها محورها الأساس الجديد المتعلق بقطع السودان علاقته بدولة إسلامية. وفي ذات السياق قال مصدر دبلوماسي رفيع إن المبادرة الأمريكية ليست جديدة لكنها جاءت لدعم الخرطوم والاستمرار في مفاوضات قطاع الشمال في أديس، لكن الخرطوم تنتظر تسمية مبعوث الرئيس الأمريكي الجديد إليها حيث بناءً على اختياره سوف يتم تحديد نجاح المبادرة أو فشلها، وأشار الدبلوماسي إلى أن الشروط الأمريكية لم تتغير، وأن المبادرة ليست الأولى من نوعها، حيث كان المبعوث الأمريكي ريتشارد وليامسون قد أقام مبادرة في العاصمة الإيطالية روما مع المؤتمر الوطني ترأسها د. نافع علي نافع وصلاح قوش آنذاك، لكنها فشلت لأن واشنطن واصلت الضغوط السلبية على الخرطوم بدون تحقيق أي فعل إيجابي، ورهن الدبلوماسي تحرك المبادرة برمتها بالمبعوث الأمريكي الجديد، خاصة أن تطبيع العلاقات بين السودان والولاياتالمتحدة يحتاج لعملية مدتها ستة شهور، بالإضافة لدعم أكثر من «40» سيناتوراً بالكونغرس الأمريكي للموافقة عليها. وفي السياق قال مسؤول دبلوماسي أمريكي إن بلاده أبلغت معارضين سودانيين في العاصمة اليوغندية كمبالا أن واشنطن تؤكد بشكل واضح وحاسم أنها ستعارض أية خطط للمعارضة في العمل المسلح لتغيير الحكم في السودان.وقالت مصادر دبلوماسية إن مسؤولاً بالسفارة الأمريكية بكمبالا أبلغ ممثلين لقيادات الجبهة الثورية أن الولاياتالمتحدة لا ترغب في إسقاط النظام الحاكم في الخرطوم بالثورة العسكرية، وأن الانتفاضة المدنية نفسها لن تكون محل ترحيب بواشطن. وبحسب المصادر نفسها فإن الدبلوماسي الأمريكي أبلغ الجبهة الثورية صراحةً أن بلاده ترى أن المعارضة السودانية ضعيفة ولا تستطيع السيطرة على الوضع حال وصولها للحكم، مشيراً لانتشار السلاح في السودان بشكل قد يشكل مهددات حقيقية للأمن الإقليمي بالمنطقة، وهو ما يعتبره كثير من الدول مبرراً موضوعياً لتسوية الخلافات في السودان بالطرق السياسية السلمية عبر الحوار مع الحكومة، ونقلاً عن المصادر نفسها فإن الدبلوماسي الأمريكي كشف عن مسؤولين ببلاده أبلغوا قيادات الجبهة الثورية ومالك عقار وياسر عرمان أن عليهم الانخراط في تسوية سياسية عبر التفاوض، وأن واشنطن لن تؤيد أية انشطة عسكرية ضد الحكومة. صحيفة الإنتباهة