شهدت أجزاء من محليتي كرري وأمبدة بولاية الخرطوم أمس تظاهرات محدودة قامت بها مجموعة تجمعت في محطة للمواصلات الرئيسية بشارع الشنقيطي في حوالى الثامنة صباحاً وقامت بحصب قوات التأمين بالمنطقة. وقالت شرطة ولاية الخرطوم في بيان صحفي إن المجموعة قامت بحرق ممتلكات عامَّة وخاصَّة تبعتها تظاهرات في محليَّة أمبدة نجم عنها إتلاف بعض الممتلكات العامَّة وعربات المارَّة. وأضاف البيان أنَّ المجموعة من معتادي الإجرام المندسِّين وسط التظاهرات نهبت بعض المحال التجاريَّة. وقالت الشرطة إنَّها تمكَّنت من القبض على مجموعة منهم واسترداد المسروقات وألقت القبض على مجموعة من المتهمين في أعمال التخريب. فيما أكد المكتب الصحفي للشرطة وفاة أحد المواطنين بأمدرمان . وقال البيان: (ان مجموعات متفلتة بولاية الجزيرة حاولت تفريغ المواقف من المركبات لخلق زعزعة وسط المواطنين بود مدني، كما حاولت مجموعات أخرى اقتحام مباني التلفزيون والكهرباء وأحد أقسام الشرطة، كما كانت هنالك محاولات لقطع طريق مدني - المناقل وقطع الطريق القومي جنوب مدني، وقد تصدت الشرطة لكل هذه المحاولات واحبطتها وسيطرت على الموقف ونتج عن ذلك اصابات بسيطة ومتفرقة وسط الشرطة والمواطنين). على صعيد آخر أكَّدت الشرطة أنَّها على أتم جاهزيَّة لتنفيذ القانون ضد أي مخرِّب أو صاحب غرض وستستخدم كل ما يلزم من قوة لتأمين الولاية ومواطنيها. من ناحيته أعلن والي ولاية الجزيرة البروفيسور الزبير بشير طه وفاة مواطنَيْن هما محمد آدم إبراهيم «22» سنة من حي حبيب الله، والمواطن أحمد محمد علي العربي «23 » سنة يسكن حي عووضة، بإطلاق الرصاص عليهما من عربات تحمل لوحات ملاكي تمت معرفة جزء من أرقامها وجارٍ التحري والبحث عن الجناة. وقال إن إطلاق الرصاص كان خارج نطاق فض الشرطة لأحداث الشغب التي تشهدها مدينة ود مدني، وأشار إلى أنها أشبه بما تعرضت له مدينتا أم روابة ونيالا من محاولات نهب ممتلكات المواطنين ومهاجمة بنك الادخار والبنك الفرنسي ومكاتب الضرائب ومحطات الوقود والصرافات الآلية، متهماً عناصر الجبهة الثورية بالتسلل إلى مدينة ود مدني والتنسيق مع بعض العناصر بالمدينة ومحاولة إزهاق الأرواح وخلق بلبلة وسط المواطنين ونهب الممتلكات العامة. وقال الوالي في بيان صحفي تحصلت «الإنتباهة» على نسخة منه إنه تم القبض على «103» من المخربين وجارٍ التحقيق معهم، ودعا المواطنين لتشكيل لجان على مستوى الأحياء للحراسة وحماية حرماتهم، حتى تستقر الأوضاع وتعود الحياة لطبيعتها. في وقت أغلق البرلمان أيَّ اتجاه للتراجع عن رفع الدعم عن المحروقات، قاطعًا بأنَّه لا رجعة عنها، مؤكِّدًا أنها لم تأتِ لإغاظة المواطن أو لوجود إشكاليَّة معه، فاتحًا الباب أمام المواطنين للتظاهر وللتعبير السلمي ضد الإجراءات في مقابل عدم التخريب، في وقت أرسل فيه رسالة تحذيريَّة للمعارضة من استغلال الموقف لإسقاط النظام، في غضون ذلك دعا البرلمان المواطن لمحاربة تفلُّتات الأسعار بترك السلع الغالية. ودعت نائبة رئيس البرلمان سامية أحمد محمد أمس، المعارضة للتفريق بين الخلافات السياسيَّة وبين استغلال الإصلاحات الاقتصاديَّة لتخريب مؤسَّسات الدولة.ممتدحة معارضين تعاملوا بموضوعيَّة مع الإصلاحات، وقطعت سامية بأنَّ الحكومة لن تتراجع عن الإصلاحات على الرغم من المظاهرات المعارضة لها في عدد من الولايات. وفي ذات الاتجاه كشف المؤتمر الوطني عن تسلل عناصر من الجبهة الثوريَّة إلى الولايات للقيام بعمليَّات تخريب، واتَّهم عناصر من الجبهة بالضلوع في التظاهرات التي اندلعت في مدني أمس الأول والخرطوم أمس، وأكَّد تحرُّك عناصرها من خارج ولاية الجزيرة للانضمام للتظاهرات، وقال رئيس القطاع التنظيمي للمؤتمر الوطني مهندس حامد صديق في تصريحات أمس: «لدينا معلومات بأن الاحتجاجات التي وقعت في مدني جزء مقدَّر من المشاركين فيها من خارج الولاية»، واعتبر تحرُّك تلك العناصر عملاً سياسيًا مرتبًا من عناصر الجبهة الثوريَّة، غير أنَّه وجَّه اتهامات أيضًا للمعارضة في تحريك التظاهرات، وقال: «نفس» المعارضة موجودة في التظاهرات.