هالاند مهاجم سيتي يتخطى دروغبا وروني بعد التهام مانشستر يونايتد    ركابي حسن يعقوب يكتب: ماذا يعني تنصيب حميدتي رئيساً للحكومة الموازية؟    غرق 51 سودانيًا    السودان يردّ على عقوبات الخزانة الأمريكية    الهلال السوداني يتطلّع لتحقيق كأس سيكافا أمام سينغيدا    سِيكَافا وفَن التّزحلق عَلَى الحَنِين    يوفنتوس يقتلع الفوز من الإنتر    الهلال يختم استعداداته لنهائي البطولة أمام سينغيدا بلاك استارز التنزاني    شاهد.. "جدية" الإعلام السوداني تنشر صورة لها مع زوجها الشاعر وتستعين بأبيات من الغزل نظمها في حقها: (لا شمسين قدر نورك ولا الاقمار معاها كمان)    شاهد بالفيديو.. الناشطة المثيرة للجدل "زارا" التي وقع الفنان شريف الفحيل في غرامها تعترف بحبها الشديد للمال وتصدم المطرب: (أرغب في الزواج من رجل يملك أكثر من مليون دولار)    شاهد بالصورة والفيديو.. بضحكة مثيرة جداً وعبارة "أبشرك اللوري مافي زول سائقه مركون ليهو زمن".. سيدة سودانية تثير ضجة واسعة بردها على متابع تغزل في جسدها: (التحية لسائق اللوري حظو والله)    شاهد بالفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفتح النار على المطربة إيمان الشريف: (المجهود البتعملي عشان تطبلي لطرف تاني قدميه لزوجك لأنك مقصرة معه ولا تعطيه إهتمام)    شاهد.. "جدية" الإعلام السوداني تنشر صورة لها مع زوجها الشاعر وتستعين بأبيات من الغزل نظمها في حقها: (لا شمسين قدر نورك ولا الاقمار معاها كمان)    شاهد بالصورة والفيديو.. بضحكة مثيرة جداً وعبارة "أبشرك اللوري مافي زول سائقه مركون ليهو زمن".. سيدة سودانية تثير ضجة واسعة بردها على متابع تغزل في جسدها: (التحية لسائق اللوري حظو والله)    رونالدو يتسلّم جائزة الحذاء الذهبي للدوري السعودي 2024-2025    وزير الداخلية يتفقد سجن سوبا ويقف على عمليات الصيانة و التأهيل بالسجن    محمد صلاح يضرب شباك بيرنلى ويُحلق ب"ليفربول" على قمة البريميرليج    د. كامل إدريس يلتقي المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للسودان    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    لامين يامال: هكذا سأحتفل إذا فزت بالكرة الذهبية    مصر تسجل مستوى دخل قياسيا في الدولار    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    ترامب يلوح بفرض عقوبات كبيرة على روسيا    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    أرميكا علي حافة الهاوية    الرئيس الرواندي يصل الدوحة    انتقادات عربية وأممية.. مجلس الأمن يدين الضربات في قطر    وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بالخرطوم تبحث إعادة إعمار وتطوير قطاع الألبان    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    شاهد بالفيديو.. حسناء الإعلام السوداني تستعرض جمالها بإرتداء الثوب أمام الجميع وترد على المعلقين: (شكرا لكل من مروا من هنا كالنسمة في عز الصيف اما ناس الغيرة و الروح الشريرة اتخارجوا من هنا)    أعلنت إحياء حفل لها بالمجان.. الفنانة ميادة قمر الدين ترد الجميل والوفاء لصديقتها بالمدرسة كانت تقسم معها "سندوتش الفطور" عندما كانت الحياة غير ميسرة لها    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    هذا الهجوم خرق كل قواعد الإلتزامات السياسية لقطر مع دولة الكيان الصهيوني    نجاة وفد الحركة بالدوحة من محاولة اغتيال إسرائيلية    ديب ميتالز .. الجارحى ليس شريكا    ضبط (91) كيلو ذهب وعملات أجنبية في عملية نوعية بولاية نهر النيل    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حيدر النور : عصابات النيقرز والجلابة والجنجويد دليل انهيار وسقوط الدولة السودانية ( 1 _ 3 ) .
نشر في النيلين يوم 31 - 10 - 2013

( الظلم في أي مكان ... هو تهديد للعدالة في كل مكان ) .
الدكتور مارتن لوثر كنج جنيور
في وقت انكبت فيها وسائط الاعلام العربية المقروءة والمرئية والمسموعة في تناول احداث مصر ، حين الاطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي ، كانت فيها نظيراتها الامريكية منكبة في تناول قضية شرطي أبيض يدعي جورج زيمرمان ، قتل مراهق اسود أعزل يدعي ترايفون مارتن ، وشغلت القضية الراي العام الامريكي ، لارتباط القضية الوثيقة بالعنصرية ، وقد برأت محكمة منطقة سان فورت بولاية فلوريدا الامريكية ساحة الشرطي الابيض جورج زيمرمان ، وفي غضبة كبيرة خرج الشعب الامريكي سودا وبيضا وملونين في مظاهرات عارمة تنديدا بالحكم الذي اعتبروه تمييزا عنصريا ضد مكون أساسي من مكونات الشعب ألامريكي وهم الامريكان من اصل أفريقي ( السود ) ، واعتبروها ضربا وهتكا للنسيج الاجتماعي والوئام والتعايش المدني الامريكي .
تحولت قضية مقتل الغلام الاسود ترايفون مارتن علي يد الشرطي الابيض جورج زيمرمان الي قضية رأي عام ، والاهتمام البالغ كانت نتيجة ارتباط الجريمة بالعنصرية كما اسلفنا ، وقد شارك في الدفاع عن حق القتيل كبار المدافعين ومن بينهم القس جيسي جاكسون المعروف بدفاعه عن الحقوق المدنية خاصة للسود الذي دعا المحتجين الي الهدوء ، محذرا من العنف لانها لا يؤدي الا الي المزيد من المئاسي .
وخرج الرئيس الامريكي الاسود ألأول منذ تأسيس أمريكا الي اليوم باراك أوباما ، بعد صمت وانشغال او تشاغل منه عن القضية التي اشغل الرأي العام في أمريكا عموما وولاية فلوريدا خصوصا لاكثر من 10 ايام وهو صامت ، والشعب الامريكي يستفسر عن مغزي صمته بالحاح ، في خطاب مرتجل متجاوزا فيها كل الطاقم الاعلاميي وصحفيي البيت الابيض المسئولين عن اعداد خطابات الرئيس الامريكي ، بعد ان انهالت علي البيت الابيض ولاسبوع كامل سيلا من الرسائل ، والقي الرئيس اوباما بثقله علي القضية حيث قال : " ان مقتل مارتن ترايفون وتبرأة قاتله الشرطي الابيض ( زيمر مان ) اغضب الامريكين ذوي الاصول الافريقية ، واعاد الي اذهانهم الظلم الذي حاق بهم في الماضي " ، وتعهد بالتحقيق بشكل كامل في القضية ، وقال مخاطبا والدي المراهق القتيل " لو كان له ولد لكان سيشبه ترايفون مارتن " .
وقد تابعت عن قرب السجال السياسي والقانوني واسع النطاق والسفسطة في القضية علي شاشة التلفزيون الامريكي ( سي ان ان ) لاسابيع والجدل التي احتدم بين دهاقنة السياسة واساطين القانون وقادة الرأي الامريكان في القضية المثيرة ، الا انني كقانوني لو كنت قاضيا امريكيا توليت الفصل في القضية لبرأت ايضا ساحة القاتل الشرطي الابيض ( جورج زيمر مان ) الذي دافع عن انه اطلق النار دفاعا عن النفس لاسباب معقولة اهمها ان ذات المجمع السكني الذي كان حارسا بها تعرض للنهب والسلب ، حيث سطا عليها مجموعة ( عصابة نيقرز ) من اصول افريقية وعاثت فيها فسادا ونهبا وارهابا وتنكيلا ورعبا وبلطجة . وملات اركان المجمع فوضي وعبث ، ولما راي الشرطي الغلام الاسود ( ترايفون مارتن ) ظنه منهم فاطلق عليه الرصاص وارداه قتيلا خوفا علي حياته منه ، وان يلقي هو من الغلام القتيل ذات المصير . ولم اسمح للمأساة أن تتحول الي مهزلة عدلية ، لا أدري هل حكمت المحكمة بالتعويض علي ذوي الضحية ، لان القضاء في السودان وفي كل الدول التي تستمد تشريعاتها من روح الشريعة الاسلامية التي تحكم بالدية لاهل القتيل جبرا لخواطرهم ، وتعويضا لهم عن ألآلآم النفسية الناتجة عن الفقد .
انفجرت امريكا بالمظاهرات والاحتجاجات المنددة بالقضاء واحتفل الشعب الامريكي هذا العام بذكري داعية الحقوق المدنية والسياسية ومساواة الشعب الامريكي كافة في الحقوق والواجبات بغض النظر عن عرقهم او دينهم او لونهم الدكتور مارتن لوثر كينج جونيور هذا العام احتفالا تاريخيا ، وتحدثو بخطب مناهضة للعنصرية في تمثال محرر العبيد الامريكان الرئيس ابراهام لنكولن ، في بلد يحكمها أول رئيس من أصل أفريقي ( باراك أوباما ) محققا حلم الدكتور مارتن لوثر كينج في خطابه الشهير لدي حلم ( آي هاف أدريم ) .
امريكا والشعب الامريكي قد عانت معاناة لا مثيل لها لتصل الي هذا الرقي والحضارة والتطور والتماسك ، وتقاتلت فيما بينها كاجناس وابيد السكان الاصليين عن آخرهم ( الاسكيمو ) ، وعاني السود معاناة تاريخية ، علي ايدي البيض رعاة البقر ( الكاو بويس ) واستعبدو ومورس بحقهم الاضطهاد والتعذيب والسخرة والعبودية بقسوة شديدة .
القضية أعلاها تحكي وقوف امريكا حكومة وشعبا في الحفاظ تعايشها السلمي ، وحرص الجميع علي العيش جنبا الي جنب في سلام ، ومصير مشترك دون عنف وعنف مضاد بين مكوناتها .
اما المجتمع السوداني فانقسامها الاثني والثقافي والديني اليوم باد وعلي أشدها اليوم ، وما انفصلت الجنوب السوداني الا لتتفادي وتنجو بنفسها عن الاضطهاد علي ذات الاسس النتنة التي ظلت تمارس باسلحة الدولة ومؤسساتها وسلاحها لاكثر من خمسين عاما .
وقبل ان أفرغ لتوي أستمعت لمؤتمر صحفي عن الاستفتاء الشكلي التي أجرتها دينا نوق في منطقة ابيي والتي جاءت نتائجها 99وتسعة من عشرة في المائة لصالح الوحدة مع الدولة الوليدة ، وتحركات وتجمع واستعراض قبيلة المسيرية العربية في منطقة مجاورة لابيي التي تري خلاف ذلك في .
وهي تاكيدا قنبلة موقوتة بين القبيلتين والشعبين الشقيقين ما لم يتداركها العقلاء .
وترذح اليوم ما تبقي من السودان تحت وطأة الانقسام الاثني والطائفي والسياسي بي قبائل عربية وغير عربية ، من اولاد بحر واولاد غرب ، وعصابات نيقرز ، وعصابات جنجويد و عصابات جلابة .. و..
حين سقطت حكومة المؤتمر الوطني في يوم 20سبتمبر الماضي ، وفشلت قوات الشرطة والامن ومليشيات المؤتمر الوطني وقواه الامنية المتعددة عن تنفيذ اوامرها في التصدي لجماهير الشعب السوداني الثائر ، وعجزت حتي في حماية مؤسسات البلاد ومقار الحكومة ، وحتي دور المؤتمر الوطني نفسها وبيوت قادتها ، التي احرقت وعلي راس من حرق المتظاهرون منزله كان الامين دفع الله ، الذي صفع احد الشباب نافع علي نافع ( بجزمة ) في وجه حين حضوره مراسم ( الكفارة ) للقيادي ( المؤتمرجي ) بالجزيرة ، وكانت سقوط وانهيار الدولة والشلل التي ضربتها شاخصة ، نتيجة العشوائية والتلقائية والخراب واسع النطاق التي حدثت في يوم الاحد 20 سبتمبر من المنصرم في العاصمة المثلثة من جماهير الشعب السوداني الثائر .
انهيار الدولة السودانية من أطرافها في جنوب السودان التي انفصلت ، والتي لم تستقر يوما ل21 عاما بل إستخدم فيها كل آلة الدولة وعاثت فيها أسوأ حرب لدولة ضد مواطنيها . وكذلك في دارفور التي إرتكبت فيها أسوأ فظائع إنسانية في التاريخ وفعلت فيها أسلحة حكومة الخرطوم ما لم تفعله في الجنوب طيلة الخمسين عاما الماضية في أقل من شهر واحد ، في أشرس حرب لدولة ضد مواطنيها ، بل أفظع أنواع إرهاب الدولة ضد شعب أعزل .
يومين عصيبين مرت علي العاصمة المثلثة ( الخرطوم ، ام درمان ، والخرطوم بحري ) يوم رحيل الدكتور جون قرنق ديمبيور يوم الثلاثاء من العام 2005 وفي سبتمر الماضي من هذا العام 2013 اشتعلت فيها الخرطوم بنيران تماما كدارفور ، وجبال النوبة والنيل الازرق ، وجنوب السودان قبل ان ينفصل . امتلأ فيها العاصمة روعا وحزنا وخرابا وتدميرا وخوفا ونهبا وسلبا ودخانا كثيفا واغتصابا للنساء والبنات داخل بيوتهم ، وحرق المقار الحكومية والبنوك ودور القضاء وحرق حتي بعض الناس أحياء ، وانتهكت الحرمات في الخرطوم واشتعلت النيران في كل مكان وتصاعدت السنة اللهب والدخان بكثافة ، وحدث تماما كما حدث في دارفور وغير دارفور من فساد واستباحة للحرمات ، و تخريب وفوضي وعبث واسع النطاق ، وارتكب البعض جرائم بشعة ووحشية ، تقشعر لها الابدان ولو لساعات او ليوم واحد .
تعالت أصوات قادة حكومة المؤتمر الوطني وأكابر مجرميها ان ( النيقرز ) هم وراء الخراب والدمار الهائل التي عمت وطمت أغلب أرجاء العاصمة المثلثة ، وهرب قادة بارزون من دورهم الي مناطق أخري اكثر حصانة للاختباء تحسبا لما هو أسوأ .
اذا كان النيقرز من عبارة ( نقرو ) الانجليزية وجمعها ( نيقرز ) وهم الزنوج فمعظم السودانيين ان لم يكن كلهم زنوج ( نيقرز ) ، وانا منهم ، بل حتي العرب السودانيين أنفسهم في جمهورية مصر العربية القريبة يطلقون عليهم زنوج ( سمارة) ( نيقرز ) ، وفي نيروبي او كمبالا يظن انهم ( صوماليون ) لانهم يشبهونهم ، بل العروبة في دماء الكثيرين من الصوماليين أكبر من بعض العرب في السودان . بل الغريب العجيب في دول افريقيا عموما وشرق افريقيا خصوصا الجنوبيون مميزون جدا ومعروفون انهم هم السودانيون اما نحن فنادرا ما نميز بين الكينين ان كنا في كينيا أو بين اليوغنديين والنيجيريين وغالب شعب أفريقيا السوداء بينما الجنوبيين مميزين واذا قلت لاحدهم انا سوداني ( ينكرك لا انت ما سوداني ) ( هاي الله ياسيدي ) والسودانيين من ؟ لا السودانيين ( ناس طوال وسود جدا ) ، يقصدون الشعب الجنوبي ، واتذكر في مطلع العام 2004 اتجهنا مع الكمندر بيور اجينق ( بيو ر اسود ) وآخرين الي مطار جومو كنياتا لاستقبال بعض القادة ، وسالنا عن اين هوياتنا ؟ . وكعادتي لم احمل هويتي ولم يهمني يوما حملها ، تحدث مطربا ومرتبكا جدا وكانني ارتكبت اكبر جريمة ، وتركني في ( العربية ) ، سالت بعد ذلك الراحل (جمعة ) وهو حرس الدكتور جون قرنق الخاص الذي رحل معه في حادثة الطائرة المشئومة ، عن السبب ( لماذا تصرف الكمندر بيور اسود معنا ذي )؟ فأجاب قائلا لي ( لانو هو معروف سوداني طويل والبوليس الكيني يسالو ويسالكم معاه ) ، بل قل لي ( انحن الزول كبير يقصد الدكتور قرنق اختارنا حراسو لاننا زي الكينيين ) .
فشعب جمهورية جنوب السودان هم السودان اليوم في ظن الغالبية العظمي من الشعب الافريقي اما نحن وبقية السودانيين جميعهم اما افارقة او صومالين .
أما النيقرز الذين شكلو عصابات للعمليات التخريبية ، فهم ضحايا الحرب الاهلية والقتل الانتقائي في جنوب السودان سابقا ، وفي دارفور والنيل الازرق وكردفان اليوم ، وقد افرزت حروب المؤتمر الوطني اللعينة التي اشعلتها في اركان السودان الاربعة تنظيمات اهلية ، ( كالجنجويد والنيقرز ) وغير المنظمة كالجلابة كانعكاس مباشر للانتقائية والتعامل غير الاخلاقي والانقسام الذي ضرب المكونات السودانية واثر من آثار الحرب ، والاستهداف الانتقائي الذي ضرب النسيج الاجتماعي والوئام القبلي ، وهتك التعدد الاثني والثقافي والديني بين الشعب الواحد وزجها في مضاربات سياسية خاسرة .
ان اشاعة الفوضي والعبث والتلقائية فيها من بعض البلاطجة نتيجة مباشرة لزرع المؤتمر الوطني الوقيعة والفتنة بين ابناء الشعب الواحد في هامش السودان في جنوب السودان سابقا وكل الجنوبيين افارقة ولم يكن من بينهم غير افريقي العرق ، رغم استخدام الدين سلاح ( الجهاد ) ، وهكذا في جبال النوبة والنيل الازرق .
أما في دارفور فقد استخدمت حكومة المؤتمر الوطني القبائل ضد بعضها البعض ، وادعت منذ اليوم الاول ان ما يجري في دارفور صراع قبلي وليست ثورة شعبية ، وسلح القبائل ضد بعضهم واطلق علي حلفاءه اسم ( البشمرقة ) امعانا في خداع الغرب ، بينما سمي الثوار وغالبهم من القبائل الافريقية ( التورا بورا ) تشبيها لهم بالمقاتلين لامريكا وحلف الناتو في جبال تورا بورا من مقاتلي القاعدة والطالبان تحت قيادة اسامة ابن لادن والملا محمد عمر ، ووصم الثوار بالارهابين ، وسلط بشدة الاضواء علي الدكتور خليل ابراهيم رحمه الله الذي ذهب ضحية تسليط الضوء السالب والخبيث والماكر الذي مورس عليه عليه من قبل المؤتمر الوطني وخلفيته الجهادية بايادي غربية تتوجس خيفة من تقدمه نحو كرسي السلطة في السودان لتاريخه وخلفيته الاسلامية .
باطلاعي علي الصور ، واشرطة الفيديو النيقرز اغلب النيقرز اليوم من ىجماهيرنا المشرد فالاحصاءات الرسمية للامم المتحدة التي تقول بان النازحين واللاجئين في دارفور ثلاثة ملايين غير صحيح فتقاريرنا في حركة / جيش تحرير السودان التي نتزعمها ، وتقارير تنظيم النشطاء الشباب تضاعف العدد ل 6 مليون مواطن والدليل ان من بالمعسكرات ألآن 87 % منهم من النساء والاطفال والشيوخ ، اين الشباب والرجال ، اما قتلو او نزحو الي الخرطوم وكسلا والقضارف ومدني وجنوب السودان وغيرها من بقاع السودان .
ان حكومة المؤتمر الوطني منذ البداية قد ظلت تزرع الفتنة والوقيعة بين أجهزة الدولة ، وتتلاعب بالسلاح وتنشيئ مليشات موازية للاجهزة الرسمية من جيش وشرطة وأمن ، كالدفاع الشعبي والمجاهدين والدبابين ، والشرطة الشعبية ، وحرس الحدود وعشرات مسيمات المليشيات الموازية للجيش والشرطة ، وجهاز الامن التي استغلت وستخدمت اسوا وابشع استغلال ضد البلاد وشعبها وعاثت فيها قتلا وجلدا وتجسسا علي المواطن ، وافرغت من مضمونها وهدفها تماما ليتحول الي اسوا جهاز ضد البلاد والعباد ، والعنف والقهر لا يولد الا عنف وقهر مضاد .
وقد قض مضاجعي جدا مشاهدتي لأشرطة فيديو أرسلها علي بريدي الالكتروني قادة حركة / جيش تحرير السودان التي نتزعمها ، والعاملون علي الارض من اعلاميي وقادة تنظيم النشطاء الشباب التي أقودها ، انها فيديوهات عدة للمظاهرات التي جرت مؤخرا في السودان ، ومظاهر الفوضي والخراب والدمار والحريق الهائل والعشوائية ، في المظاهرات ولا سيما في مناطق هامش السودان في الخرطوم نفسها ، الفيديوهات علي اليوتوب قارنتها باخري التقطتها كميرات حركتنا ومكاتبها الاعلامية في يوم الثلاثاء من العام 2005 ، ومظاهر سقوط الدولة السودانية ابان مقتل الدكتور جون قرنق ديمبيور ، واثبتت لي بما لايدع مجالا للشك أن الذين أعترف الحكومة بقتلهم من محتجين وشرطة وأمن ليست العدد الحقيقي ، بل اقطع جازما ان قوات الشرطة والامن وبقية مليشيات النظام الذين ذبحو وقتلو بايدي الغاضبين من الثوار في يوم الاخد 20 سبتمر في الثورة المشتعلة ألآن اكثر مما اعلنها المؤتمر الوطني من جملة الذين قتلو ، العدد عشرات الاضعاف ، اذ حذت الحكومة نفس حذو انكارها للكارثة الانسانية في دارفور ، بانكار عدد القتلي ، فالمجتمع الدولي يقول ثلاثمائة الف والبشير ينكر ويقول تسعة الف .
ونواصل
حيدر محمد أحمد النور


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.