الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    ميليشيا الدعم السريع ترتكب جريمة جديدة    بعثة الرابطة تودع ابوحمد في طريقها الى السليم    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    شاهد بالفيديو.. شباب سودانيون ينقلون معهم عاداتهم في الأعراس إلى مصر.. عريس سوداني يقوم بجلد أصدقائه على أنغام أغنيات فنانة الحفل ميادة قمر الدين    السعودية..فتح مركز لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2025م    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    تقارير: الميليشيا تحشد مقاتلين في تخوم بلدتين    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفاصيل 4 ساعات داخل جلسة محاكمة المعزول وقيادات الإخوان.. مرسى: عايز ميكرفون أتكلم.. أنا الرئيس
نشر في النيلين يوم 04 - 11 - 2013

سجلت حضورى اليوم بمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى، كخامس صحفى يدخل قاعة المحكمة فى الصباح الباكر وتحديدًا فى السابعة وأربعين دقيقة، والدخول إلى القاعة يسبقه تفتيش أمنى ذاتى من قبل أفراد أمن متخصصين فضلا عن 7 بوابات إلكترونية لابد من اجتيازها للعبور.
الدخول إلى القاعة فى حد ذاته أمر يحمل الكثير من المشاعر المتخبطة، خاصة أن تلك المحاكمة هى الأولى التى تجمع قيادات الإخوان الثلاثة محمد مرسى وعصام العريان ومحمد البلتاجى فى قفص واحد، فضلا عن أنها الجلسة الأولى أيضًا لمحاكمة أول رئيس مدنى مصرى سابق فاز بالمنصب بانتخابات نزيهة.
لمن لا يعرف قاعة المحكمة بالأكاديمية، فهى مقسمة إلى جزأين، وهما الجزء الأمامى والجزء الخلفى، وكل منهما ينقسم إلى جزأين، فهناك الأمامى يمين ويسار، والخلفى يمين ويسار، والجزء الأمامى خصصت أول 4 مقاعد منه للمحامين، بينما خصصت باقى المقاعد للصحفيين، أما الأمامى يسار فهو عبارة نفس عدد مقاعد الجزء اليمين، ولكن تلك المقاعد تقع داخل قفص حديدى كبير له جدارين حديدين يعزلونه عن باقى القاعة، وبداخل هذا القفص الحديدى الكبير يوجد قفص الصغير الذى يتضمن 4 مقاعد متوسطة، اللافت هنا أن المتهمين كانوا يجلسون فى قفص الاتهام الصغير فقط، بينما باقى القفص الحديدى كان يجلس فيه عدد كبير من أفراد الأمن الذين انتشروا فى ذلك القفص بمعدل 12 فرد أمن فى الكرسى الواحد.
دخلت قاعة المحاكمة وتوجهت مع بقية الزملاء نحو المقاعد المخصصة لنا، ووقتها كان كل قيادات الإخوان فى الجانب الآخر من القاعة، وما أن جلس الصحفيون حتى تحرك محمد البلتاجى وعصام العريان سريعًا إلى نهاية القفص الحديدى رافعين أيديهم بعلامات رابعة، واستمروا فى ذلك لمدة تقترب من دقيقيتن بدون أى هتافات، ووقتها شعر كل من بالقاعة أن هناك تعليمات أو على الأقل اتفاق ضمنى بعدم الهتاف داخل القاعة، غير أنها دقائق قليلة ونظر إلى محمد البلتاجى، والذى ارتبط بعلاقة صداقة قديمة معه بحسب طبيعة العمل الصحفى، وقال لى: "عايز صوتنا يوصل للإعلام بأمانة والصحافة بأمانة"، ولحظات وبدأ فى الحديث قائلا: هذه محاكمة غير شرعية غير قانونية وعايز اقولك إن إحنا هنا من الفجر وكل اللى هنا فى القاعة بخلاف الصحفيين شغالين فى الأمن والجيش وقاعدين فى القاعة كأنهم مواطنون، وعايز أقول أن مرسى رئيس شرعى بحسب الدستور والقانون وقرار إحالتنا للمحاكمة قرار باطل لأنه خرج من سلطة إنقلابية".
لم يكمل البلتاجى بعد كلماته عن المحاكمة حتى تدخل عصام العريان وبدأ فى الحديث هو الآخر، وقال :" كنا ننأى برئيس المجلس الأعلى للقضاء أن يشارك فى الانقلاب العسكرى" ويخالف الدستور والقانون لأنه الراعى للقانون والحافظ للدستور والآلاف فى الشارع يقتلون يوميًا من جراء الانقلاب العسكرى".
لم تكن الكلمات بين قيادات الإخوان توزيع أدوار بقدر ما كانت عفوية تتعلق بوقتها وظروفها، فبعد أن أنهى العريان كلمته بدأ على الفور أحمد عبد العاطى مدير مكتب الرئيس المعزول فى الهتاف بعبارات: "يسقط يسقط حكم العسكر. ..ارحل يا سيسى مرسى هو رئيسى.. عسكر عسكر عسكر ليه هو معسكر ولا إيه"، وفى الوقت الذى كان عبد العاطى يهتف فيه، كان العشرات من الصحفيين بدأوا التوافد على القاعة من بينهم مراسلوا الوكالات الاجنبية، وهو ما دفع العريان للتحدث باللغة الإنجليزية وإلقاء بيان على المراسلين الأجانب بنفس مضمون حديثه للصحفيين المصريين.
بعدها تعالى صوت البلتاجى مرة أخرى ونطق بعبارات وجه فيها الاتهام للفريق أول عبد الفتاح السيسى واتهمه فيها بتدبير الانقلاب، وأحداث مجلس الوزراء ومحمود محمود، وقال البلتاجى: "السيسى والمخابرات الحربية وراء الانقلاب العسكرى" ووراء كل الأحداث الكارثية التى مرت بها مصر بداية من محمد محمود 1 و2 ومجلس الوزراء وماسبيرو وبورسعيد والحرس الجمهورى والمنصة ورابعة والنهضة، ويجب أن يحاسب على تلك التهم وعلى دماء المصريين فهو من قتل الإخوان ال9 فى الاتحادية، وهو من قتل الصحفى الشريف الشهيد الحسينى أبو ضيف ".
الجديد أن البلتاجى استخدم فى عبارات وصفه للسيسى نفس العبارات التى كان يستخدمها مبارك، فقال البلتاجى: "عبد الفتاح السيسى بيقول أنا أو الفوضى، ونحن نقول لأ أنت ولا الفوضى"، ثم هتف بأعلى صوته يسقط يسقط حكم العسكر.
حديث البلتاجى دفع أحد الحاضرين فى المقعد الثالث بالمحاكمة ويدعى عادل نعمان إلى أن يقف غاضًبا منفعلا ويصرخ بأعلى صوته للبلتاجى والعريان قائلا: "أنتم القتلة أنتم المجرمون أنتم من تستحقون الإعدام أنتم من قلتم إن الضرب فى سيناء لن يقف إلا إذا رجع مرسى، أنتم من ظلمتهم مصر معكم عامًا كاملا ".
الحديث لم يتوقف إلى هنا، اشتبك البلتاجى باللفظ مع نعمان، وقال البلتاجى: "أنت عبيد البيادة أنت عميل للأمن، كيف دخلت إلى هنا إذا لم تكن أمن. .افصح لنا عن اسمك إذا كنت راجل"، رد نعمان "أنا أرجل من جماعتك وأنا بحب مصر وبخاف عليها مش زى الإخوان القتلة"، فرد البلتاجى قائلا: "أنا لا أسمع إلى المأجورين أو الكذابين"، فرد نعمان قائلا : "أنا أشرف منك وأمثالك "، فرد البلتاجى قائلا: "لا أنا اللى أشرف منك ومن كل العملاء واسمع كلام العسكرى اللى جايبك"، فرد نعمان "أنتم قتلة ومصيركم الإعدام على جرائمكم ضد الوطن".
بعد انتهاء المشادة الكلامية بين البلتاجى ونعمان أصبحت الأجواء أكثر هدوءًا، وتمكنا من الوصول إلى قفص الاتهام والحديث معه من وراء القفص الحديدى، بادرت بسؤال البلتاجى هل شاهدت محمد مرسى أم لا؟ ، وكانت إجابته أن كل القيادات شاهدوا مرسى فى الصباح الباكر فور وصوله لكنهم لم يتمكنوا من الحديث معه قبل المحاكمة، وسألته أيضًا عن وضعه فى السجن؟ ، فأخبرنى أنه لا يستطيع أن يصلى الجمعه فى مسجد السجن، وأنه تعرض فى اليوم التالى للقبض عليه للاعتداء اللفظى من قبل أحد ضباط الأمن الوطنى فى سجن طرة، وأنه يقضى حبسًا انفراديًا منذ القبض عليه وحتى الآن وتم تغيير زنزانته قبل أيام، لأن إدارة السجن وصلها خبر بزيارة من وفد لحقوق الإنسان.
استغليت فرصة لقاء وجه لوجه مع أحد قيادات الإخوان وسألت البلتاجى عن موقفه من المصالحة الوطنية خاصة فى ظل الجدل الدائر حولها فى الأسابيع الماضية؟ فرد البلتاجى بإجابات قاطعة تحسم مسالة المصالحة، قائلا: أرفض المصالحة أنا وباقى القيادات، كيف تنصالح مع من أهدر دماءنا ومن يعذبنا ويقتل منا المئات يوميًا ".
الحوار مع البلتاجى فتح شهية باقى الصحفيين ووجه إليه أحد الزملاء سؤالا عن موقفه من ثورة 30 يونيه، وهنا لم يرد البلتاجى، إنما رد العريان وقال "لا تقل ثورة إنما هى "انقلاب" والملايين التى نزلت لا ننكرها وكتبت ذلك على صفحتى إنه من حق الناس أن تتظاهر ولكن تلك الملايين اختفت من الشارع وأغلبها من فلول الوطنى وإذا أردت أن تعرف من وراء 30 يونيه فعليك أن تعرف من يجنى المكاسب حاليًا والجيش وراء الانقلاب".
رد الزميل الصحفى على العريان، بأن الجيش مؤسسة وطنية مثلما كان لها دور عظيم فى 25 يناير كان لها دور عظيم أيضًا فى 30 يونيه بأن انحازت إلى الشعب المصرى، فعقب العريان قائلا: "الجيش فى يناير ساند الشعب لكنه فى يونيه وقف ضد الشعب وصنع الانقلاب".
بدأ الأمن يطلب من الصحفيين مغادرة القفص الحديدى والعودة إلى المقاعد المخصصة لهم، خاصة أن المتهمين أيضًا تحركوا من القفص الحديدى الكبير إلى قفص الاتهام الصغير، وبينما نتحرك وجدت أحمد عبد العاطى، فلوحت له بيدى فاقترب من قفص الاتهام وسألته عن مكان احتجاز الرئيس المعزول طيلة الشهور الماضية، خاصة أن ذلك المكان مجهول للجميع.
لم يستطع أحمد عبد العاطى مدير مكتب الرئيس المعزول الإجابة على السؤال وقتها، بسبب طلب الأمن من المتهمين الانتقال إلى القفص الصغير، إلا أنه بعد 15 دقيقة عاد إلى القفص الحديدى الكبير وقال: "يا حضرات الصحفيين فيه أحد الصحفيين سألنى عن مكان احتجاز مرسى وأنا أريد ان أقول له مفاجأة وهى أن مرسى غادر الحرس الجمهورى بطائرة عسكرية يوم 5 يوليو ولم نراه منذ ذلك اليوم، وكلامى هذا يؤكد عدم صدق رواية السيسى بشأن تواجد مرسى داخل الحرس الجمهورى أثناء مذبحة الحرس".
أصوات مختلفة بدأت تخرج من ميكروفون القاعة توحى بالاستعداد للمحاكمة، ولكن مرسى لم يدخل بعد القاعة وكامل هيئة المحكمة لازالت فى غرفة المداولة، وتبين أن صاحب الصوت هو أحد العاملين بالمحكمة ويؤيد إثبات حضور المتهمين، وقال: اللى هقول اسمه يرد عليا يقول أنا موجود وهل معاه محامين ولا لأ"، وبدأ يردد الأسماء.. البلتاجى. .العريان.. هدهد.. عبد العاطى.. حمزة..، ولكن لم يرد أى من المتهمين الا الدكتور البلتاجى الذى ضحك ضحكة بصوت عالٍ لافت لكل القاعة وقال بأعلى صوته: "محامون فى القاعة يا بيه.. كل اللى فى القاعة أفراد أمن.. كلهم من الشرطة والجيش.. عرفنا الأول أنت مين والناس دى بتعمل إيه هنا".
لم يرد الموظف على البلتاجى، وظلت القاعة فى صمت طيلة دقائق إلى أن وصل أعضاء هيئة الدفاع عن الإخوان والذى يضم محمد طوسون ومحمد الدماطى وكامل مندور ومحمد سليم العوا، وجميعهم حيوا قيادات الإخوان ورفعوا علامات رابعة، وتبادلوا التحية، ثم انشغلوا بعد ذلك بإثبات حضور أسمائهم فى محضر الجلسة.
دقائق وعاد صوت الميكروفون مرة أخرى قائلا: المأمورية وصلت افتح الباب"، وهى إشارة لضباط الحراسة بفتح الباب لدخول الدكتور محمد مرسى وأسعد الشيخة قفص الاتهام لينضما إلى باقى قيادات الإخوان.
تلك اللحظة، لم يكن هناك شخص يجلس على مقعده فى القاعة، الكل يقف ويترقب دخول المعزول واللحظة الأولى لظهوره بعد 4 شهور من الاحتجاز فى مكان غير معلوم بمنطقة عسكرية.
قبل أن يفتح الضابط الباب، وقف قيادات الإخوان العريان والبلتاجى وهدهد وحمزة وعبد العاطى فى صفين انتظار لمرسى، وبمجر أن فتح الباب ودخل مرسى صفق قيادات الإخوان، وهتفوا بأعلى صوت: "مرسى رئيسى.. ارحل يا سيسى.. مرسى رئيسى ارحل يا سيسى.. والشعب يحيى صمود الرئيس.. الشعب يحيى صمود الرئيس"، وردد تلك الهتافات أيضًا عدد من محامى الإخوان فى القاعة، وكان مرسى يرد عليهم رافعًا إشارة رابعة بيده وبالأخرى ممسكًا قبضة يده.
اللافت فى مشهد دخول مرسى أن الرجل كان بكامل هيئة ويرتدى الزى المدنى العادى وليس الزى الأبيض للحبس الاحتياطى، فضلا عن أنه كان بنفس طاقته، فهو لم يقل فى الوزن أو تظهر عليه أى علامات إجهاد.
الهتافات التى رددها قيادات الإخوان بالقفص والمحامون بالقاعة لتأييد مرسى دفعت عدد كبير من الصحفيين بالقاعة إلى ترديد هتافات مضادة مثل: "يا مرسى يا قاتل. .الإعدام الإعدام. .يا مرسى هتاخد إعدام "
دخل القاضى القاعة المحكمة عقب وصول مرسى، غير أنه لم يبدأ خطواته الإجرائية بعقد الجلسة حتى تحدث مرسى لأول مرة من قفص الاتهام موجهًا حديثه للمحكمة ورافعًا إشارة رابعة، وقال: "ما يحدث الآن انقلاب" واحذر الجميع من التورط فيه واربأ بالقضاء المصرى الشريف أن يتورط فيه وأن يعطى الغطاء ل"لانقلاب العسكرى" وأنا الرئيس الشرعى للبلاد ومن نفذ الانقلاب هو المجرم ويستحق المحاكمة وفقًا للقانون والدستور".
فى تلك الأثناء هتف قيادات الإخوان تدعيمًا لكلمة الرئيس المعزول، وحاول القاضى مستخدمًا الميكروفون للبدء فى إجراءات الجلسة، وقال القاضى: "بسم الله الرحمن الرحيم. إن الحكم إلا لله"، غير أن الصوت داخل قفص الاتهام يتعالى، وتحديدا صوت محمد البلتاجى وهو يقول: "نرفض الانقلاب العسكرى. .نرفض المحاكمة غير القانونية. .نرفض أمر الإحالة بالباطل"، فرفض القاضى تلك الهتافات واستكمل فى السير نحو إجراءات القضية، وبدأ فى تلاوة أسماء المتهمين واحد تلو الآخر، وبدأ بأسعد الشيخة، ورد الشيخة قائلا: "أرفض المحاكمة لأنها باطلة وغير شرعية، وبعد حديث الشيخة، طلب العوا الحديث ولكن القاضى رفض وقال أريد أن أثبت فقط حضور كل متهم والمحامين المدافعين عنه".
ثم تلا القاضى اسم أحمد عبد العاطى والذى قال: إن اسمى الدكتور أحمد عبد العاطى وأشغل منصب مدير مكتب رئيس الجمهورية الشرعى الدكتور محمد مرسى وأرفض المحاكمة والإحالة باطلة"، فيما رفض أيمن هدهد وعصام العريان الإجابة على القاضى، بينما أجاب البلتاجى قائلا: "المحاكمة باطلة ولدى 10 أسباب موضوعية تثبت بطلان قرار الإحالة".
وجاءت العبارة الأهم التى كان ينتظرها الجميع، القاضى يقول: المتهم محمد مرسى العياط، فيرد مرسى: "أنا لست متهمًا أنا الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية الشرعى ومحتجز قصريًا فى مكان غير معلوم منذ 3 يوليو الماضى وحريتى مغتصبة والانقلاب جريمة وخيانة والمحكمة باطلة وأنا الرئيس الشرعى للبلاد"، ولم يتوقف مرسى عن الحديث رغم أن القاضى طلب منه أكثر من مرة التوقف، وهو ما دفع القاضى إلى عدم الالتفات إليه، ونظر إلى النيابة العامة طالبًا منه تلاوة أمر الإحالة، غير أن مرسى وباقى قيادات المحظورة لم يتوقفوا عن الهتاف، وهو دفع القاضى فى النهاية إلى رفع الجلسة.
عقب رفع الجلسة وقف مرسى مع العريان والبلتاجى وعبد العاطى وهدهد والشيخة فى وسط قفص الاتهام وتبادلا العناق، وظل مرسى لفترة طويلة يتحدث والجميع ينصت اليه، وخلال تلك الفترة القصيرة عانق مرسى العريان وقبل رأس البلتاجى، واللافت أيضًا أن أحمد عبد العاطى كان يتحدث بشكل مكثف إلى مرسى وكأنه يقص له حكاوى، فضلا عن حوارات جانبيه بينه وبين أسعد الشيخة.
وقت رفع الجلسة كان فى الساعة 10:45 صباحًا وعادت للانعقاد مرة أخرى فى الساعة الثانية عشرة و5 دقائق، أى أن الاستراحة بلغت ساعة و20 دقيقة، وخلالها وقعت كواليس خطيرة أبرزها أن الثلاثى الدكتور محمد سليم العوا ومحمد طوسون ومحمد الدماطى أعضاء هيئة الدفاع طلبوا من القاضى أن يسمح لهم بمقابلة مرسى وباقى المتهمين، وهو ما وافق عليه القاضى، واجتمع العوا والدماطى وطوسون بمرسى وباقى القيادات فى أحد الغرف المجاورة لقفص الاتهام، وخلال هذا اللقاء تناقشوا حول الموقف القانونى لمرسى وكيفية التعامل قانونيًا فى القضية وماذا سيتحدث كل عضو من هيئة الدفاع.
الجديد بحسب المعلومات، أن مرسى اطلع العوا والدماطى وطوسون على مكان احتجازه بالمنطقة العسكرية، وهو المكان الذى لم يكن يعلمه طيلة الشهور الماضية وعلم فقط قبل 6 أيام.
عاد مرسى وباقى المتهمين إلى قفص الاتهام بعد لقائهم مع العوا، وبمجرد الدخول تجددت الهتافات مرة أخرى، للتنديد بالحكم ضد العسكر والهتافات المضادة بالإعدام للإخوان المجرمين القتلة، بينما كان مرسى فى ذلك الوقت يستعد للحديث مرة أخرى، وقال: أريد ان أتحدث إلى أبنائى فى الشرطة.. أقول لكم اوعوا حد يضحك عليكم ويخليكم تبقوا أعداء للوطن وللناس.. خلوا بالكوا من شعبكم.. كل اللى بيحصل لصالح العدو.. اللى انتوا عارفينه قوى".
دخل القاضى قاعة المحكمة مرة أخرى، واستكمل الجلسة بتوجيه فريق النيابة لتلاوة أمر الإحالة وخلال التلاوة تعالت الهتافات من قيادات الإخوان، وتحديدًا محمد البلتاجى الذى قال إن الإحالة باطلة ولديه 10 أسباب ويريد أن يذكرها ولكن رفض القاضى وقال: "ستتكلم فى الوقت المناسب أنت مش واخد بالك"، فرد البلتاجى: "لا أنت اللى مش واخد بالك وأنت مش عايز تسمعنى والقضاء يضع يده فى يد الانقلاب".
إلى هنا انتهى دور المتهمين والنيابة فى المحكمة وجاء دور المحامين سواء من المدعين بالحق المدنى أو محامى المتهمين، وتزعم الادعاء بالحق المدنى الدكتور خالد أبو بكر المحامى الذى طالب بحضور المجنى عليهم لسماع أقوالهم فى المحكمة والسماح له ولباقى المحامين بالحصول على نسخة إلكترونية من أوراق القضية، بعد مسحها ضوئيًا مع تبرعه بتحمل كل التكاليف.
على الجانب الآخر طالب محمد الدماطى باعتباره محاميًا عن محمد البلتاجى ضم أوراق قضية إهانة القضاء لتلك القضية، خاصة أن إهانة القضاء تضم بلاغات من عشرات القضاة ضد البلتاجى تصل إلى 80 بلاغًا، وقد يكون أحد مقدمى البلاغات فيها عضو بهيئة المحكمة.
الدفاع الحاسم جاء فى النهاية، وهو متمثل فى كلمة الدكتور محمد سليم العوا، والذى ثار الجدل بشأنه فى المحكمة، حيث قال العوا إن لديه 3 مسائل فى غاية الخطورة، الأولى هو أن الدكتور محمد مرسى لم ينفذ الحبس الاحتياطى بعد، لأنه كان محتجزًا احتجاز قصرى فى مكان غير معلوم من 3 يوليو وحتى الآن، حتى إن 4 قضاة تحقيق ذهبوا لمقر احتجازه للتحقيق معه وارتدوا عصابات سوداء على أعينهم، لكى لا يعرفوا مكان الاحتجاز، مضيفًا أن المكان يخرج مرسى منه ولا يدخل ولا يعرف تغير الليل والنهار إلا من زجاج النوافذ، وهو الأمر الذى يعكس أن مدة احتجازه باطله وينبغى الإفراج عنه.
المسألة الثانية هى الدفع بعدم اختصاص المحكمة بنظر القضية، لأن محمد مرسى وفقًا للدستور المعطل هو رئيس شرعى يتوجب محاكمته وفقًا لإجراءات مذكورة فى الدستور بالمادة 152، وهو ما يتم مخالفته حاليًا.
أما الجزء الثالث وهو يتعلق بالدكتور مرسى نفسه، فهو لا يعتبر نفسها متهمًا فى القضية، وإننى أحضر هنا بصفتى محاميًا عنه وموكلا من حزب الحرية والعدالة، وهنا تدخل المحامى خالد أبو بكر ورفض كلمة "محاميًا معه" وطلب من القاضى أن يفك الإشكالية المتعلقة بأنه هل مرسى يقبل أن يكون العوا مدافعًا عنه أم لا؟، غير أن العوا رفض توجيه السؤال بهذه الطريقة، وزاد الأمر تعقيدًا وتدخل القاضى ووجه السؤال مباشرة لمرسى، وكهادة الرئيس المعزول، قال: أريد ميكروفونًا للحديث.. أريد ميكروفونًا للحديث. .هذه ليست محاكمة شرعية، وأنا القاضى الشرعى ومع احترامى وتقديرى للمحكمة. .أنا لا أقبل المحاكمة"، فرد عليه القاضى "أنت خليت فيها احترام وتقدير خالص"، ثم استكمل مرسى ما يحدث انقلاب وأنا الرئيس للبلاد ويجب تقديم القادة للمحاكمة".
اضطر القاضى لرفع الجلسة للمدوالة والتى لم تستغرف 10 دقائق حتى خرج القرار بالتأجيل إلى 8 يناير، وإيداع المتهمين بمحبسهم.
اللافت فى الساعات الأربع للمحاكمة، إن جمال صابر منسق حملة "لازم حازم" وأحد المتهمين فى القضية كان يجلس فى مكان بعيد عن باقى المتهمين ولا يتحدث معهم إلا قليلا، وحتى بعد وصول مرسى لم يقف معهم ولم يرفع إشارة رابعة.
محمود سعد الدين --اليوم السابع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.