طرحت شركة «موزيلا» Mozilla في منتصف الشهر الماضي الإصدار ما قبل النهائيّ Release Candidate 1 من متصفح «فايرفوكس 3» الذي يحتوي على الكثير من التحديثات والمزايا الجديدة المهمّة للمتصفحين، ومن المتوقع طرح الإصدار النهائيّ في الشهر الحاليّ. واستطاع متصفح «فايرفوكس» الحصول على نسبة تقارب 18% من متصفحي الإنترنت في العالم، وحمّله أكثر من 500 مليون شخص منذ طرحه في الأسواق (لغاية 21 فبراير (شباط) من هذا العام)، الأمر الذي يشكل تهديدا محتملا لهيمنة متصفح إنترنت إكسبلورر الخاصّ بشركة مايكروسوفت، والذي كان يسيطر على نسبة 90% في الأسواق عام 2004، ولكنّه هبط إلى نسبة 74% في شهر ابريل (نيسان) في هذا العام. ولكنّ شركة مايكروسوفت لا تقف بلا حراك، إذ أنّها تطوّر الإصدار الثامن من المتصفح والذي من المتوقع أن تطرحه الشركة في نهاية هذا العام. * أداء مرتفع * ومن أكبر التغييرات التي طرأت على الإصدار الجديد للمتصفح تطوير ورفع مستوى الأداء بشكل كبير جدّا، حيث انّه أسرع بحوالي 9.3 ضعف من متصفح «إنترنت إكسبلورر 7» في التعامل مع «نصوص جافا» java scr ipt، وأسرع بحوالي 2.7 ضعف من الإصدار الثاني للمتصفح. ويعني هذا الأمر الحصول على سرعة تصفح أكبر بكثير عند استخدام البرامج التي تعمل عبر الإنترنت، مثل «بريد غوغل» GMail. ويحتوي المتصفح الجديد على أكثر من 15 ألف تطوير لطريقة التعامل مع الذاكرة، خصوصا على نظام «ماك»، ويستخدم نظاما جديدا للحصول على مساحة من الذاكرة اسمه «جيم آلوك» JemAlloc. وسيشعر المستخدم بسرعة أكبر في عرض الصفحات على جميع نظم التشغيل والمواقع التي تعرض الفيديو باستخدام تقنية فلاش، التي طالما كانت سببا للمشاكل في المتصفحات. وأضافت الشركة أيضا نظاما جديدا لإدارة الإضافات Plug-ins وتخصيصها بالشكل الذي يريده المستخدم، وأعادت ترتيب القوائم لتصبح بديهيّة أكثر، بالإضافة إلى القدرة على البحث وتثبيت الإضافات التي يرغبها المستخدم من داخل المتصفح نفسه، من دون الحاجة إلى الذهاب إلى الموقع الذي يقدّم الإضافة. هذا ويسمح المتصفح بتشغيل وإيقاف أيّ نظام لمساعدة المستخدم في المواقع، مثل عروض «فلاش» Flash وموسيقى وأفلام «كويكتايم» Quicktime بكلّ سهولة. ويقدّم المتصفح أيضا نظاما جديدا لتحميل الملفات من الإنترنت، حيث يمكنه البحث عن الملفات التي حمّلها المستخدم في السابق، وإكمال تحميل الملف من الجزء الذي توقف عنده التحميل في حال انقطاع أو توقف الإنترنت عن العمل. ويستخدم المتصفح الجديد نظام «الأماكن» Places لحفظ المواقع المفضلة للمستخدم وتاريخ التصفح له على شكل قواعد بيانات بلغة «إس كيو إل لايت» SQLite لحفظ المزيد من المعلومات والسماح للمستخدم بوضع علامات Tag للصفحات، بالإضافة إلى تطوير قدرة المتصفح على توقع عنوان الصفحة المرغوبة أثناء الكتابة، وذلك بفحص الصفحات المسجلة في قائمة «الأماكن» أولا، ومن ثمّ عرض الصفحات التي يزورها المستخدم بشكل أكثر من غيرها والتي تتشابه في العنوان، على رأس قائمة العناوين المتوقعة. وسيتعلم المتصفح من نمط تصفح المستخدم بعد ذلك، حيث سيعرض المواقع التي اختارها المستخدم من قائمة المواقع المقترحة قبل الاقتراحات الأخرى في المواقف اللاحقة. ويحتوي المتصفح على 3 أنواع لقائمة المواقع المفضلة، حيث يمكن ترتيبها حسب عدد الزيارات، أو حسب تاريخ الزيارة، أو حسب أحدث العلامات. ويمكن للمستخدم صُنع أنواع جديدة بكلّ سهولة، مثل إضافة ترتيب آخر 10 مواقع زرتها وأكثر الصفحات زيارة، التابعة لجريدة «الشرق الأوسط»، والكثير غيرها من الاحتمالات. هذا ويمكن البحث في المواقع المفضلة بشكل متقدّم وترتيبها بشكل أسهل، وتخزين شروط البحث للإستخدام في أوقات لاحقة عوضا عن إعادة كتابتها بشكل متكرّر. ويحتوي متصفح «فايرفوكس 3» على تطويرات أمنيّة عديدة، حيث انّه يقدّم مستويات حماية متعدّدة ضدّ البرامج والمواقع المشبوهة وال«كوكيز» («الكوكي» Cookie هو ملف يخزنه الموقع على كومبيوتر المستخدم، يحتوي على معلومات يحتاجها الموقع لعمله وتسمح له بتذكر اسم المستخدم ومعلومات أخرى عنه، وكثيرا ما تكون هذه الملفات سببا في حدوث خروقات أمنيّة). وسيعرض المتصفح إنذارا عند زيارة المستخدم لموقع معروف أنّه يُحمّل ملفات ضارّة، وهو يستخدم قائمة «غوغل» السوداء التي تحتوي على أسماء مواقع الاحتيال الإلكترونيّ المشبوهة. وسيسأل نظام حفظ كلمات سرّ المواقع المستخدم، إن كان يريد حفظ كلمة سرّ موقع ما بعد الدخول إلى الموقع وليس قبل ذلك، تلافيا لحفظ كلمات سرّ خاطئة. * محرّك عرض جديد * ومن المزايا الخاصّة في إصدار «فايرفوكس 3» استخدام محرّك جديد للعرض اسمه «جيكو 1.9» Gecko 1.9، الذي يُصلح الكثير من المشاكل التقنيّة الموجودة في الإصدارات الحاليّة للمتصفح، ويرفع من مستويات الأداء والتوافق مع النظم والمعايير القياسيّة للصفحات، بالإضافة إلى قدرته على استخدام واجهات التفاعل البرمجيّة الجديدة للإنترنت Application Programming Interface API. وبسبب اعتماد المحرّك المذكور، فإنّ متصفح «فايرفوكس 3» سيكون أول متصفح لشركة «موزيلا» يحقق النجاح في اختبار توافق عرض صفحات الإنترنت في المتصفحات، والمسمّى ب «آسيد 2» Acid2. ومن المتوقع أن يحصل المتصفح الجديد على تقييم أفضل في سلسلة اختبارات «آسيد 3»، مقارنة بالإصدار الثاني من المتصفح. ويستخدم «جيكو 1.9» نظام «القاهرة»Cairo لعرض الرسومات في الخلفيّة، والذي يطوّر سرعة عرض الصور والأزرار، بالإضافة إلى جعل المتصفح يبدو أكثر تكاملا مع نظام التشغيل الذي يعمل عليه، ولكنّ نظام «القاهرة» لا يدعم نظم التشغيل «ويندوز 95»، و«98»، و«إم إي» ME، و«إن تي 4» NT 4 وما دون الإصدار المذكور، بالإضافة إلى عدم دعم شركة «مايكروسوفت» لنظم التشغيل «98» و«إم إي» في منتصف عام 2006، الأمر الذي يعني بأنّ المتصفح لن يعمل على النظم المذكورة. وبالنسبة لنظم التشغيل الخاصّة بشركة «آبل»، فإنّ المتصفح سيعمل على نظام التشغيل «ماك أو إس إكس» من الإصدار 10.4 أو أعلى، ولكنّه سيحتوي على واجهة تفاعل «كوكو» Cocoa ل«ويدجتس» Widgets بشكل تلقائيّ، على خلاف الإصدارات السابقة له. وسيظهر للمستخدم زرّ «الرجوع» Back إلى الصفحة السابقة في حال وجود صفحة سابقة، وإلا فإنّ الزرّ لن يظهر. وعند ظهور الزرّ، فإنّ حجمه سيكون أكبر من السابق، وذلك لتسهيل الضغط عليه ورفع سرعة التصفح. هذا ويمكن للمتصفح تغيير حجم الصور والنصوص الموجودة في الصفحة، أو حجم النصوص فقط إن أراد المستخدم. وتقوم الشركة حاليّا بتطوير واجهة المتصفح وتصميم شكله الخارجيّ بعد الانتهاء من برمجة التفاصيل التقنيّة الداخليّة له، وتحاول جعل شكل المتصفح يبدو متكاملا مع جميع نظم التشغيل، قدر الإمكان، حيث يتغيّر شكل المتصفح مع تغيير ألوان وأشكال نوافذ وأزرار النظام (مثل قدرة المستخدم على تغيير شكل واجهة العرض في نظام التشغيل لينوكس). * انتشار عالميّ * وبدراسة عدد زيارات مستخدمي «فايرفوكس» من كلّ منطقة جغرافيّة (بالنسبة للبلد نفسه، وليس النسبة من العالم كله) في دراسة أجريت في مارس (آذار) من هذا العام، نجد انّ أستراليا تقود بنسبة 31.2% ، تليها أوروبا بنسبة 28.8%، ومن ثمّ أميركا الشماليّة بنسبة 21.7% وأميركا الجنوبيّة بنسبة 21.3%، ثمّ افريقيا بنسبة 17.9%، وأخيرا آسيا بنسبة 17.2%. وبالنسبة لأوروبا، فإنّ أعلى نسبة استخدام كانت في فنلندا، حيث بلغت 45.9%، ولكنّ أعلى معدّل نموّ كان في أندورا، حيث بلغ المعدّل 9% بين شهري فبراير (شباط) ومارس(آذار) من العام نفسه. وسيُصلح المتصفح الجديد العديد من مشاكل اللغات المختلفة، مثل العربيّة واللاتينيّة واليونانيّة والروسيّة والعبريّة ولغات شرق آسيا المختلفة. وتجدر الإشارة إلى أنّ الكثير من المواقع العربيّة عانت من عدم توافق صفحاتها مع المتصفح من حيث طريقة عرض الخطوط، إلا أنّ هذا الإصدار يعد بإصلاح هذا الأمر إن كانت الصفحات تستخدم شكل حروف Font قياسيا. وبالنسبة لمستقبل المتصفح، فإنّ الشركة تعتزم البدء في تطوير الإصدار الرابع منه بعد طرح الإصدار الثالث، والذي سيحوّل برمجة المتصفح إلى لغة «سي++» Standard C++ القياسيّة، وسيدعم واجهات التفاعل البرمجيّة «إكس بي كوم» XPCom API، بالإضافة إلى تقديم دعم ل«نصوص جافا 2» java scr ipt 2، ، وسيدعم البرامج التي تستخدم المتصفح من دون الحاجة إلى وجود الإنترنت، وغيرها من المزايا المختلفة. هذا وتنوي الشركة تطوير إصدار مصغر خاصّ بالهواتف الجوّالة في وقت قريب.
