اعتذر رئيس البرلمان الجديد د. الفاتح عز الدين فور توليه منصبه أمس للشعب السودان عن أي تقصير حدث من الإنقاذ طيلة «25» عاماً، مؤكداً أنها كانت تجتهد لمرضاة الله، وانتخب البرلمان في اقتراع سري الفاتح رئيساً وعيسى بشرى نائباً للرئيس عقب دخول مرشحين أحدهما زعيم المعارضة إسماعيل حسين «من الشعبي» مرشحاً للرئاسة والنائب عماد الدين بشرى «مستقل» نائباً للرئيس، وفيما اكتسح مرشحا الحزب الحاكم بفارق كبير من منافسيهما، ووصف زعيم المعارض ترشحهم بأنه قيمة من قيم الديمقراطية، ودعا برلماني آخر إلى ألا يتحول البرلمان لمجلس للتمرير كما كان في الفترة السابقة. وفي ذات الأثناء تعهد الرئيس الجديد بتعزيز قيم الحرية والعدالة، وتمكين البرلمان من اختصاصاته وصلاحياته الرقابية، وتطبيق معايير الشفافية والمساءلة، في وقت نفى فيه الفاتح أن يكون قد سعى للمنصب في السر أو العلن، مقراً بأنه ليس الأفضل. وفي غضون ذلك اتهم رئيس كتلة الوطني بالبرلمان مهدي إبراهيم جهات بنشر شائعات تصور قادة الإنقاذ ب «المكنكشين» في الكراسي، ووصفها بالمرجفة المزيفة للحقائق، موضحاً أن تسليم القيادة في الجهازين التنفيذي والتشريعي حدث فريد في كل العالم وانكسار للأكاذيب، في وقت نادى فيه عضو البرلمان وعضو حزب الأمة الوطني عبد الله مسار أحزاب المعارضة إلى الاقتداء بالوطني وعدم بيع الوطن في الموائد الخارجية، وسخر من قيادات حزبية معارضة تتشبث بكراسي الزعامة حتى الممات، وقال إنهم شاركوا الوطني ليس باعتبارهم «ترلات»، ودعا لدور أكبر للبرلمان حتى لا يتحول لمؤسسة «إضينة» خاضعة. وأكد أنهم لا يرون في السودان كبيراً إلا الله، وكانت لحظات تسليم الرئيس الجديد قد شهدت عناقاً ودموعاً وقبلة من الأخير على رأس الرئيس السابق. وأقرَّ الفاتح مخاطباً البرلمان بصوت مختنق بالبكاء أمس عقب تسلمه رئاسة البرلمان، أقرَّ بأن التكليف شاق، متعهداً بتوظيف موارد الدولة لتحقيق رفاه المواطن. صحيفة الإنتباهة معتز محجوب