أخبار وأقاويل كثيرة راجت في الأيام الماضية – ولا تزال - تتحدث وتتمنى وتستفسر عن مفاجأة (مدوية) سيطلقها الرئيس عمر البشير للشعب السوداني عبر خطاب تاريخي محضور مساء اليوم من قاعة الصداقة بالخرطوم، جعلت مساء أمس مثل يوم وقفة العيد أو رأس السنة تتخلل أفقه (غبشة)، وتكون عيون الجائلين في الأسواق والأنحاء ترقباً وانتظاراً. الجميع يستفسر ويحلل من أجل التنبؤ بحقيقة اتجاه هذه المفاجأة التي شغلت مساحات النقاش والاهتمام في الأسواق ودور الأحزاب وصوالينها الاجتماعية وفي مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات (الواتساب)، للدرجة التي تشعبت بها اتجاهات الناس وتفسيراتهم حول هذه المفاجأة برغم أن الأغلبية الغالبة تغنت بليلى الخبز والسلام والانعتاق. اختصاصي اللغة العربية د.صديق عمر الصديق قال مفسراً كلمة (مفاجأة) من ناحية لغوية: "مفاجأة من مادة فجأ وهي تدل في اللغة العربية على كل شيء يأتي بغتة"، وأضاف: "وعندنا أهل النحو العربي تفسير (إذا) الفجائية، وهي موجودة في القرآن الكريم في قوله تعالى (فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ)، وذلك لأن الذي جاء بعدها يدل على أن الأمر لم يأت بالتدريج وإنما جاء (مفاجأة)، والمفاجأة ليست بالضرورة أن تكون شرا فيمكن أن يأتي الخير فجأة أو مفاجأة". واستشهد د.الصديق ببيت الشاعر العربي في العصر الأموي عن المفاجأة: ما هو إلا أن أراها فجأة فأبهت حتى لا أكاد أجيب أحمد عمر خوجلي: صحيفة اليوم التالي