غزة (رويترز) - اتهمت حركة حماس غريمتها حركة فتح يوم الاثنين باعتقال 80 من أعضائها في مسعى لتخريب محادثات المصالحة الفلسطينية التي تتوسط فيها مصر والتي من المقرر أن تبدأ هذا الاسبوع. وتشير هذه القضية الى التحديات التي تواجهها القاهرة في محاولة انهاء الانقسامات بين حماس وفتح وتشكيل حكومة وحدة تتبنى سياسة مؤيدة للسلام قد تقود الى رفع الحصار الذي تقوده اسرائيل على قطاع غزة. وقال ايهاب الغصين المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة التي تديرها حماس في قطاع غزة ان 80 من أعضاء حماس اعتقلوا خلال الايام القليلة الماضية في الضفة الغربية التي تسيطر السلطة الفلسطينية على أجزاء كبيرة منها. واتهم حركة فتح "بمحاولة افشال" محادثات الوحدة التي ترعاها مصر والمقرر أن تبدأ يوم الاربعاء. وقال متحدث باسم أجهزة الامن في الضفة الغربية ان كل من يضر بالامن الفلسطيني سيعتقل ويستجوب. وقال ياسر عبد ربه القريب من عباس "لا يوجد اي اعتقال سياسي في الضفة الغربية." مشيرا الى أن كل من يبرأ من الاتهامات بارتكاب جرائم أمنية سيفرج عنه وفقا لما يقتضيه القانون ولكن "ليس هذا تحت ضغط حماس او مصر ولا تحت اي طرف اخر." وتمكنت قوات حماس من اخراج مقاتلي فتح من غزة في يونيو حزيران 2007 فبقي عباس يدير شؤون الضفة الغربية. وشنت حركة فتح حملات اعتقال في الضفة الغربية لنشطاء حماس. وقالت حماس ان أكثر من 700 من مؤيديها أودعوا السجون. واتهمت حماس فتح بنكث العهود الخاصة بالافراج عن كثير منهم في اطار عملية المصالحة. وقال بعض قادة حماس ان نجاح محادثات القاهرة بل بدءها يعتمد على ما اذا كان سيجري الافراج عن المعتقلين. ودعا عباس الذي حل حكومة التحالف مع حماس الى وحدة جديدة شريطة أن يخضع الاسلاميون لسلطته. وقال عباس في زيارته لبراج ان حكومة الوحدة الفلسطينية عليها أن تدعم جهود السلام التي يقوم بها مع اسرائيل والتي تعارضها حماس "لان أي انحراف عن هذا المبدأ سيؤدي الى عدم اعتراف العالم والمجتمع الدولي بنا." ومما زاد من التوترات اذاعة أجهزة الامن الداخلي التابعة لحماس اعترافات مسجلة لضباط سابقين من فتح في قطاع غزة. وقال ضباط فتح السابقون ان رؤساءهم في مدينة رام الله أصدروا أوامر لهم بجمع معلومات عن مواقع مؤسسات حماس والانفاق ومصانع الاسلحة والمخابئ قبل أن تشن اسرائيل هجومها في 27 ديسمبر كانون الاول. وقالت حماس ان تلك المعلومات أعطيت لاسرائيل التي استخدمتها خلال حرب غزة. وقال عبد ربه ان تلك الاعترافات انتزعت قسرا وهي جزء من مخطط حماس لتسميم الاجواء قبل محادثات القاهرة. وأضاف "حماس عطلت الحوار في المرة الاولى وهي الان تخترع قضايا وقصصا ومؤلفات موحى بها من القيادة الدمشقية لحماس لتعطيل الحوار الثاني."